السبت 11 مايو 2024

عن اختيار إجباري أتحدث .. حرفنة التأليف

9-5-2017 | 09:00

بقلم : أمينة الشريف

- لاشك أن كثيراً من المسلسلات الدرامية التي تعرض قبل سنوات قليلة من الآن تتميز بجودة الصنعة خاصة في ظل استخدام الأجهزة الحديثة المتطورة في صناعة الفنون خاصة الكاميرات الديجيتال وأجهزة المونتاج والصوت إلي جانب الابتكار في صناعة التترات وهذا أمر مهم جدا ولافت للأنظار.

- ولاشك أيضا أن هذه الأعمال بمرور الوقت استطاعت أن تجذب العديد من المشاهدين الذين كانوا يقاطعون متابعة الدراما التليفزيونية خاصة من الشباب.

- ولاشك - للمرة الثالثة - أن المؤلفين الشباب الذين يقفون وراء هذه الأعمال حفروا لأنفسهم موطئ قدم بين كتاب الدراما المعروفين.. بل وأصبحت أعمالهم الدرامية تتصدر الأولويات عند المنتجين الذين يرون أن تلك التيمات التي يبرع فيها الشباب هي الصيحة الدرامية السائدة أو الموضة المطلوبة.

وأن هذه الأعمال أوجدت لنفسها مواسم للعرض طوال العام بعيداً عن حلبة المنافسة للعرض في شهر رمضان.

- لكن نلاحظ بشدة أن العديد من المشاهدين - وأنا منهم - كثيراً من هذه الأعمال يعيبها المط والتطويل خاصة إذا كانت الأحداث متكررة وأن هذا التكرار لا يفيد السيناريو ويخصم من نسبة المتابعة طوال الوقت وهذه الآفة تصيب دائما الأعمال التي يصل عدد حلقاتها إلي «ستين» أو أكثر.

- في مسلسل «اختيار إجباري» تأ ليف حازم متولي، إخراج مجدي السميري، كان هذا الأمر لافتا جدا للأنظار لا سيما في الحلقات ما بعد الـ30 رغم الأحداث الملغزة التي كانت في البداية وأشعلت شغف المشاهدين لاستباق الوقت ومعرفة النهاية .. وهي بالمناسبة مصنوعة باحترافية إلا أن المشاهد أدرك واستنتج بمرور الوقت أن الفنان أحمد زاهر الذي كان يجسد شخصية آدم المحرك للأحداث والأبطال خالد سليم وأحمد كمال وكريم فهمي ومي سليم وإنجي المقدم وسلوي محمد علي وهايدي كرم وآخرين. ذلك بسبب تفاصيل الشخصية التي يؤديها ابتداء من الملابس الغامقة والسوداء خاصة الجواكت ذات الكاب مقلداً بذلك كثيراً من الأعمال الاجنبية ... وكذلك نظرة عينيه خاصة في المشاهد التي تتسع فيها حدقتا العين إلي جانب حركة يده اليمني إذا حاول أحد الأبطال أن يلمسه فإنه يرفعها رافضا ملامسته!!

وتنتهي الحكاية في الحلقات الأخيرة بأنه يحكي لطبيبه النفسي عما كان يفعله ملخصا كل الحلقات بالحكي عن دائه النفسي وللحق أقول إن الفكرة التي دارت حولها الأحداث في المسلسل جديدة ومبتكرة وهي استخدام التكنولوجيا الحديثة في التجسس علي الآخرين ومعرفة أسرارهم وتحركاتهم ولو أن كثرة المشاهد التي كان يتبادل فيها فراس سعيد «حاتم» والطالبات المحادثات علي التليفون أو اللاب كانت كثيرة وكانت تفصل المشاهد عن متابعة الأحداث واستخدمها المخرج بكثرة من غير لزوم في بعض الأحيان.

- وبالمناسبة هذه الأحداث بالتحديد هي «تفريعة» درامية مهمة جدا في المسلسل كان من الممكن أن تحتمل عملا دراميا بمفرده دون إقحامه في فكرة استخدام التكنولوجيا الحديثة في التجسس.

- ولهذا أعود وأسجل مجدداً أن المؤلفين الشبان تفوقوا كثيرا في الكتابة الدرامية... خاصة التي تميزت بالإثارة والأكشن والألغاز وأثبتوا من خلال هذه الأعمال أنهم لا يقلون براعة ومقدرة عن المؤلفين الأجانب وربما يتفوقون عليهم في أمور كثيرة والأجيال الجديدة يغلب عليها أنها تحاول أن تقول دائما كل ما عندها دفعة واحدة دون تريث وانتظار، كذلك رغم التشويق الذي ميز هذا العمل إلا أنه كان يحمل أكثر من فكرة كل واحدة منها يمكن أن يُبني عليها عمل من بدايته حتي نهايته.

- أيها الصناع الجدد للدراما الجديدة نحن في عصر السرعة ولم يعد هناك مجال للتطويل والمط خاصة وأنكم كنتم ممن تعيبون علي مسلسلات الزمن الفائت بهذا العيب، رفقا بالمشاهدين وبالزمن.

    Dr.Radwa
    Egypt Air