الخميس 16 مايو 2024

" الهلال اليوم " تحاور أول مغامر مصري وعربي من ذوي الاحتياجات الخاصة

10-5-2017 | 09:41

قال مازن حمزة أول مغامر مصرى وعربى متحدى للإعاقة في حواره لـ " الهلال اليوم " إن الهدف من وراء مغامراته التي يقوم بها من تسلق أعالي قمم الجبال،هو إثبات أن ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون أن يحققوا الانجازات مثل الأصحاء ومن ثم يجب علي المجتمع أن يسمح لهم بالاندماج داخله باعتبارهم جزء لا يتجزأ من نسيجه ، إضافة إلي دعم السياحة المصرية عبر رسائل السلام التي يحملها معه من فوق قمم الجبال لجميع دول العالم.

وتمني مازن أن يسجل رقما قياسيا باسم مصر في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد صعوده لأعلي قمة جبال في إفريقيا. 

*- بداية من هو مازن حمزة في سطور؟

--- ولدت بالعراق لأم وأب مصريين أثناء حرب الخليج، ونظرا لظروف الحرب والتنقل من مكان لآخر لكي أصل وأسرتي لمصر لم أتلق جرعات التطعيم بانتظام، في حين تلقيت جرعة تطعيم فاسدة تسببت في إصابتي بضمور كامل بالجسم، ومن ثم ذهبت للعلاج في تركيا حتى بدأ يتدفق الدم لجسمي ماعدا ساقي اليمني التي أصيبت بشلل الأطفال ، ومن ثم أجريت العديد من العمليات الجراحية فيها ولكنها لم تنجح، أبلغ من العمر 29 عام ، وأقيم بمنطقة الإمام الشافعي بمصر القديمة ،وأعمل موظفا بالهيئة العامة للتخطيط العمرانى، وأدرس حاليا بكلية الإعلام تعليم مفتوح ، أعشق المغامرة وخاصة صعود الجبال المرتفعة والشاهقة ،ومهتم بالعمل الحقوقي خاصة حقوق ذوي الإعاقة، ودشنت عدة مبادرات من أجل سكان المقابر.

*- استطعت أن تحول الإعاقة لتجربة ناجحة يشهد لها الجميع ، كيف كان ذلك؟

--- حينما عدت إلي مصر أصر والداي علي ممارسة حياتي بشكل عادي، فتلقيت تعليمي في المدرسة ومارست الرياضة والسباحة وشاركت ضمن فريق الكورال بدار الأوبرا،وقمت بإجراء عملية لساقي في المرحلة الإعدادية ، ولكن لم تنجح كما أشرت مسبقا ، ورغم ذلك لم أشعر باليأس، فأعتمدت علي "العكاز" حتي المرحلة الثانوية إلي أن قررت العودة للرياضة والتخلي تدريجيا عنه، من هنا جاءت الإنطلاقة لاستكمال مشوار حياتي وتحقيق أحلامي، حيث شاركت في تأسيس فرقة استعراضية غنائية تسمي "الإمام الشافعي لفنون الشارع " مع مخرج صديق لي بهدف استرجاع فن مسرح الشارع.

*- كيف ومتي ومن أين جاءت فكرة المغامرة معك؟

--- بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011 ، التي كنت أحد الشباب المشارك فيها ، شرعت كل فئات المجتمع بالسعي للحصول علي حقوقها ، لكن كان هناك فئة مهمشة لم ينظر إليها أي مسئول، فقررت باعتباري أحد المنتمين لهذه الفئة تبني قضية الحصول علي حقوقهم ، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة عما قام به الكثيرون ، فاستغليت حبي وشغفي في القيام بالمغامرات للفت الانتباه لحقوق هذه الفئة المعزولة عبر القيام بالمغامرات ، فكانت مغامرتي الأولي الصعود لهرم خوفو بمفردي، ورفعت لافتة مكتوب عليها "أين حقوق ذوي الإعاقة ؟"، وعلي الرغم من تعرضي لمواقف حرجة بسبب الصعود لقمة هذا الهرم إلا أني منذ ذاك شعرت بقدرتي علي إحداث التغيير، خاصة بعدما لفتت تلك المغامرة أنظار الإعلام والصحافة العالمية، ففكرت في توظيف هذا الحدث بشكل أفضل لخدمة قضية ذوي الإعاقة، فجهزت لمغامرة أخري وهي الصعود لثاني أعلي قمة جبل في مصر، جبل موسي بسانت كاترين، التي شاركني فيها مجموعة من الصحفيين الإيطاليين ليدعموني.

*- إذا قمت بالعديد من المغامرات هل أطلعتنا عليها؟

--- نعم قمت بالعديد من مغامرات صعود قمم الجبال الشاهقة ، بالإضافة لتدشين والمشاركة في عدد من المبادرات ، فعلي صعيد تسلق الجبال قمت في 2012 بتسلق هرم خوفو، ونجحت في ذلك،وفى 2013 صعدت جبل سانت كاترين أعلى قمة جبلية فى مصر، وكانت درجة الحرارة وقتها 4 تحت الصفر ، أما فى 2014 سافرت إلى سويسرا وتسلقت “جبال الألب” عبر مسابقة لإحدي شركات الاتصالات العالمية ،وسط حفاوة كبيرة من الحكومة السويسرية، وأخيرا في أكتوبر 2016 سافرت إلى المغرب واستطعت تسلق أعلى قمة جبلية فى الوطن العربى جبل " توبقال " التي يطلق عليها جبال " الموت".

أما علي مستوي المبادرات فقمت في عام 2013 بتدشين مبادرة اسمها " قفذة الثقة "،وهي القفذ من أعلي نقطة فوق كوبري قصر النيل في المياه لتوجيه رسالة إلي النظام القائم في ذلك الوقت " الإخوان المسلمون " بالاهتمام بذوي الإعاقة ، هذه القفذة جمعت 10 أشخاص من مختلف أطياف المجتمع منهم الفلاح والعامل والمهندس والضابط والدكتور .. ،وكنت أنا ممثلا لذوي الاحتياجات الخاصة فيها،وكذلك شاركت في 2016 في مبادرة تعتبر الأولي من نوعها قامت بتنظيمها مؤسسة "زيي زيك" احتفالا باليوم العالمي للإعاقة ، حيث تم تنظيم غطسة دامجة بمياه شرم الشيخ لأشخاص من ذوى الإعاقات المختلفة، لنشر رسالة دمج وتمكين داخل المجتمع باعتبارهم جزء لا يجزأ من الشعب المصري، وفي نفس الوقت كانت دعوة عالمية لجذب ذوي الإعاقة بالعالم للسياحة في مصر ، وفي ١٨ مارس ٢٠١٧ دشنت مبادرة بعنوان " مصر متاحة" وكانت عبارة عن حدث يتم تنظيمه لأول مرة بمصر والعالم  حيث صعد عدد من مختلفي الإعاقات قمة جبل موسى بسانت كاترين ، تدعيما للسياحة المصرية ، مع إرسال رسالة إلي كل دول العالم بأن مصر أمنة ومتاح زياراتها في أي وقت، وذلك بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ومحافظة جنوب سيناء ، وبعض الشركات ومؤسسات المجتمع المدني.

*- وما الهدف الذي تسعي لتحقيقه من وراء تلك المغامرات؟

--- أسعي لتوصيل رسالة تحمل معاني الحب والأمن والسلام من مصر لدول العالم لدعوتهم لزيارة مهد الحضارة والتاريخ، كما أسعي لتحريك الأمل والطموح داخل كل صاحب إعاقة ليخرج أفضل ما لديه في صورة إنجاز،وكسر صورته الذهنية السلبية عن نفسه، إضافة إلي إثبات أن ذوي الإعاقة لديهم طموح لا حدود له، مثلهم مثل الأصحاء، ولا تمنعهم الإعاقة من تحقيق طموحهم، ويستطيعون أن يكونوا رقم واحد في مجالات مختلفة، مثل الرياضة لأنها تزيد من ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي تظهر قدراتهم اللامحدودة.

*- هل حصلت علي أي جوائز أو تم تكريمك من الدولة؟

--- حصلت على جائزة "الأفضل والأجراء "بمجال ذوى الإعاقة عام ٢٠١٤ ، وتم تكريمى من المجلس القومى لذوى الإعاقة ومحافظ جنوب سيناء كأول مصرى بالوطن العربى متحدى أعاقة متسلقا للجبال في ٢٠١٦ بمدينة شرم الشيخ، إضافة إلي تكرمي من بعض منظمات المجتمع مدنى ، وبعض المؤسسات الدولية، فضلا عن حصولي مع زملائي بفرقة الإمام الشافعي لفنون الشارع علي 11 جائزة من مهرجان فنون الشارع التابع لوزارة الثقافة، لكن يظل دعم الرئاسة لي بالموافقة للحصول علي تكريم من إحدى المؤسسات الشبابية في كوريا الجنوبية التي تعمل علي نشر السلام من أجل الشباب،أفضل جائزة وتكريم حصلت عليه.

*- وماذا عن حلمك وخططك المستقبلية؟

--- أسعي لأن أسجل رقما قياسيا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باسم مصر بعد صعودي لقمة جبال كاليمنجارو، أعلي قمة جبل في إفريقيا والتي يبلغ ارتفاعها 5,895 مترا، حيث استعد لها الآن ، وأحلم بالصعود إلى الفضاء خلال الفترة المقبلة مع أن تحقيق هذا الحلم يبدو صعبا جدا ، إضافة إلي تغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة عبر الوصول إلى أعلى القمم الجبلية ، كما أحلم أن يعتلي ذوى الإعاقة يوما ما مناصب بارزة في مصر.

*- أخيرا إذا أتيحت لك الفرصة لتوجيه رسالة ما ، لمن توجهها وماذا تقول فيها؟

--- أوجهها للشباب وأقول لهم فيها "لو لم يكن لديكم حلم، أصنعوه بأنفسكم لأنفسكم، لتكونوا مؤمنين به ومن ثم يكن لديكم الحافز لتحقيقه.