الجمعة 27 سبتمبر 2024

أسوار الأزهر الحديدية فى وجه الفقراء

10-5-2017 | 11:53

بقلم –  طه فرغلى

“قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى، وَاللَّهُ غَنِى حَلِيمٌ”، وما يحدث على أبواب مشيخة الأزهر هو الأذى بعينه، عشرات من الفقراء، والأرامل، والمعوزين، والمرضى، قصدوا باب الأزهر الذى كان مفتوحا دائما أمامهم يسألون الحق فى أموال لجنة الزكاة الأزهرية، ولكن أوصدت أمامهم الأبواب، وغلقت دونهم، يقفون بالساعات وفى عز حرارة الشمس خلف سياج وأسوار حديدية فى انتظار تقديم أوراق تثبت أحقيتهم فى الحصول على إعانة.

غير مسموح لهم بالاقتراب من حرم المشيخة المبارك، وأنى لهم الدخول وهم فقراء معوزون، أرامل وأيتام لهم مكان معلوم لا يبرحونه، يقفون خلف حواجز حديدية وأسوار عالية، يسألون من خلفها أن أفيضوا علينا مما رزقكم الله، لسان حالهم نحن أصحاب حق فى أموال الزكاة التى ترد إلى المشيخة.

عشرات يقفون تحت شمس محرقة بلا نظام من أجل تقديم أوراق تثبت أحقيتهم فى الحصول على الزكاة غير مسموح لهم بالتقدم خطوة أو اجتياز الحواجز الحديدية كل أملهم فقط أن تصل أوراقهم إلى يد الموظف من وراء الحاجز.

رجال ونساء من مستحقى الزكاة كانت أبواب مشيخة الأزهر تفتح لهم سابقا باعتبارهم أصحاب حق، أما الآن فدون هذا الحق حواجز وأسوار حديدية.

إذا زرت دار الإفتاء أو مشيخة الأزهر ستعجب من مشهد السيدات والرجال، وستسأل لماذا يقفون هكذا وستأتيك الإجابة هم أصحاب حاجة يتقدمون بأوراقهم إلى لجنة الزكاة فى مشيخة الأزهر الشريف، ولكن غير مسموح لهم بالدخول، تشعر وكأنهم يقفون على حدود دولة أخرى يطلبون المعونة والغوث، لا فى بلدهم يحصلون على زكاتهم بكرامة من أزهرهم الشريف، حصن المسلمين العالى.

تبدلت الأحوال وتغيرت الأيام، فى سالف العصر والأوان كانت أبواب المشيخة مفتوحة على مصراعيها أمام أصحاب الحاجات، هذا يسأل عن معاش كريم، وتلك تسأل عن علاج، وآخر يسأل فتوى، فاسألوا أهل الذكر والكرم إن كنتم لا تعلمون أو تحتاجون، كان الشعار تقدم ولا تخف ولا تحزن فأنتم الأعلون أنتم فوق الرأس وعلى الرحب والسعة، كانت طرقات مشيخة الأزهر خاصة فى الدور الأرضى أشبه بدوار عمدة كريم يقصده أبناء السبيل وذوو الحاجة يسألون فيعطون، دون تعقيدات أمنية أو إجراءات روتينية، يقصد المحتاج الباب ويعود مجبور الخاطر لا تجرح كرامته ولا يحول بينه وبين طلبه سور حديدى، يحصل على المراد من الكرام ويلهج لسانه بالحمد والثناء والدعاء لأهل الخير وأهل المشيخة الكرام.

تبدل الحال وأقيمت الأسوار العالية والحواجز الحديدية، ومكان أصحاب الحاجات الباب الخلفى، فمن هم حتى يكون مدخلهم الباب الرئيسى.

لا أعرف هل يعلم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن هناك عشرات يفدون يوميا إلى الباب الخلفى لمشيخة الأزهر يقفون خلف الأسوار الحديدية لطلب الإعانة، هل يرضيه وهو إمام المسلمين أن تصبح الأسوار الحديدية عائقا دون دخول أصحاب الحاجة إلى المشيخة؟ لماذا لا يخصص مكان آدمى ومكتب معلوم لاستقبال أصحاب الحاجات والمتقدمين للحصول على الإعانات من لجنة الزكاة؟ لماذا يتركون فى الشارع هكذا يقدمون أوراقهم من منافذ حديدية؟ أعتقد أن الأمر فى حاجة إلى تدخل الإمام الأكبر، لا يليق بالأزهر الشريف أن يوصد أبوابه دون الفقراء والمعوزين والأرامل والأيتام، إذا سدت أبواب الأزهر فلمن يلجأون، وإذا كانت الحجة احتياطات أمنية فمن الممكن أن يكون للجنة الزكاة مكان منفصل يستقبل أصحاب الحاجات بعيدا عن المشيخة.

لجنة الزكاة فى الأزهر الشريف باتت محل ثقة المصريين وأعلم أن تبرعات أهل الخير نهر لا ينقطع عنها، وميزانية اللجنة وصلت إلى ٥٠٠ مليون جنيه، فأولى بالقائمين عليها أن يخصصوا مكانا آدميا يستقبل المواطنين بكرامة وإنسانية فالمال مال الله.