تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا، من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، أن الاتصال تناول تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية، ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضيتي سد النهضة، وتثبيت وقف إطلاق النار في فلسطين، بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة.
وفي هذا الصدد أوضح مساعدون سابقون لوزير الخارجية أن الرئيس الأمريكين، بايدن، يهتم بملف الشرق الأوسط، والجهود التي تبذلها مصر في ذلك المجال، مشيرين إلى أن بايدن تخير الشريك الذي يعتد بصلابته في المنطقة.
الإدارة الأمريكية تدرك أهمية الوقت بأزمة سد النهضة
وقال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية السابق، إن الاتصال الثاني بين الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس عبد الفتاح السيسي، يعكس أهمية العلاقات بين البلدين، وقوة تلك العلاقات، مشيرًا إلى أن القاهرة وواشنطن يدركان أهمية العلاقات وارتباط مصالحهما.
وأضاف «الحفنى» في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أنه لا يوجد شك أن بايدن يهتم بملف الشرق الأوسط، والجهود التي تبذلها مصر في ذلك المجال، في إطار اتصالات دؤوبة تقوم بها القاهرة مع كافة الأطراف، سواء كانت إسرائيل، أو غزة، مشيرًا إلى الولايات المتحدة تقدر الجهد الذي بذلته مصر في القضية الليبية، حيث أنها تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، حيث كان من قبل تنسيق بين مصر وأمريكا فيما يتعلق بذلك الملف.
وأكد مساعد وزير الخارجية سابقًا أن الولايات الأمريكية تلعب دورًا في ملف سد النهضة في الوقت الحالي، وخاصة بعد زيارة المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الإفريقي، وزيارته الأخيرة للدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرًا إلى أن أمريكا لديها من الأوراق ما يسمح لها بأن تساهم في حل هذا النزاع، كما توجد رغبة من الإدارة الأمريكية لكي تلعب دورًا في ذلك الملف.
وأوضح أن وزير الخارجية سامح شكري، كان قد عبر عن تثمين مصر للدور الأمريكي في هذا الملف، مؤكدًا أن ذلك الاتصال الهاتفي أضاف الكثير للعلاقات في وقتها الراهن، حيث تفتح مجال لعلاقات وتعاون أكبر خلال المرحلة القادمة، خاص أنه توجد مصالح مشتركة بين الدولتين.
وأضاف «الحفنى» أن الإدارة الأمريكية مدركة لأهمية عامل الوقت بخصوص ملف سد النهضة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شك بوجود إرادة أمريكية للعب دور ما في هذا الملف ومساعدة الدول الثلاثة، وذلك لأن الولايات تربطها علاقات طيبة مع كل الأطراف، ضمنهم السودان بعد رفع اسمه من الدول الراعية للإرهاب.
اتصال بايدن دلالة على وجود شريك له يحقق استقرار المنطقة
ويرى السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الاتصال الثاني من الرئيس جو بايدن، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وإسهاب الأول في تناول الكثير من القضايا الإقليمية الحالة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومساعي تثبيت وقف إطلاق النار، مرورًا بالملف الأهم وهو ملف سد النهضة، يعد دلالة على أن الرئيس بايدن يدرك أن له شريك رئيسي في المنطقة يحقق أمنها واستقرارها، ويمكن الاعتماد عليه.
وأوضح في تصريحاته لـ«دار الهلال»، أن المكالمة الأولى عبرت عن تقدير الإدارة الأمريكية، والرئيس بايدن، سواء في اتصاله الهاتفي أو مؤتمراته الصحفية، بالدور المصري الفاعل فيما يخص دور مصر في ملف احتواء الأزمة في غزة، وملف عملية الهدنة وتثبيتها، وكذا إعادة إعمارها، مفيدًا أن الولايات تتطلع إلى مشاركتها وصولًا إلى عملية سلام تسهم في تغيير الواقع الذي أدى إلى اضطراب المنطقة بسبب سياسة العنف والاستيطان الإسرائيلية.
وأضاف أن الاتصال الثاني يؤكد على يمثل تأكيد على الدور المحوري لمصر، والمقدر من الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين، حيث عبر مجلس الأمن في بيانه الصادر عن تقديره له، وتبني الرؤية المصرية لإطلاق مسار للعملية السياسية بدعم من المجتمع الدولي وفقًا لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن اللغة التي باتت الإدارة الأمريكية تستخدمها من مساندة وقف اطلاق النار، وإعادة الإعمار، وتبني حل الدولتين، هو إعادة تأكيد من الإدارة الأمريكية على التزامها، بالمقررات الشرعية الدولية بعد الموقف السلبي الذي تبنته الإدارة السابقة.
وأكد أنه بالاتصال الثاني لبايدن، قد تخير الشريك الذي يعتد بصلابته في المنطقة، حيث يتمتع بثقة أطراف النزاع في فلسطين، مما مكنه من تحقيق ما حاول العالم تحقيقه وفشل.