الإثنين 25 نوفمبر 2024

الهلال لايت

أخصائي تحاليل بدرجة سباح.. «محمود عبد الحميد» حارب الإعاقة بالسباحة ويحلم برفع اسم مصر عالميًا (صور وفيديو)

  • 25-5-2021 | 20:12

الشاب محمود عبدالحميد

طباعة
  • كتب/ محمود علي - تصوير/ وفاء عبدالتواب

بعضهم استسلم للمعاناة، والآخر حوّل الاختلاف لتميز، وتغلب على الحاجز الذي فرضه المجتمع على كل ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى صنع من نفسه نموذجًا قويًا، أعطى من خلاله دروسًا في النجاح.

قيود فرضها المجتمع في مصر على ذوي الهمم، جعلتهم في صراع دائم مع أنفسهم، بعضهم عاش في محاولات دائمة ليثبت أنه طبيعي، وجزء من المجتمع، ينتج ويشارك، والبعض الآخر قرر أن يؤكد أنه أكثر اختلافًا ونجاحًا، ومن هنا أصبحت الإعاقة بداية الطريق.

تحقيق المعادلة الصعبة

في حياتنا اليومية كثير من الأشخاص ممن أطلق عليهم المجتمع مُسمى "ذوي الاحتياجات الخاصة"، بسبب فقدانهم أحد حواسهم أو أطرافهم، نتيجة عيب خلقي منذ ولادتهم، أو لتعرضهم لحادث غيّر حياتهم للأبد.


على إثر ذلك قرر البعض ممن أصيب بفقدان إحدى الحواس أو الأطراف، بالاتجاه إلى فكرة الانعزال عن العالم، وعدم الاحتكاك والاختلاط بأحد، ظنًا منهم أنهم لن يستطيعوا التعايش مرة أخرى، وأنه أصبح غير مُرحب بهم، بينما يستقبل فريقٌ آخر ما حدث أنه مجرد اختبار، ظروف حياة علينا أن نتقبلها بكل مساوئها، ومن هنا استطاعوا أن يحققوا معادلة صعبة، بين تحمل تلك الظروف والنجاح.

محمود عبدالحميد نموذج مختلف

في يوم 14 أغسطس من عام 2013، شاء القدر أن يُغيّر حياة الشاب محمود عبدالحميد، ابن محافظة الجيزة، والذي يبلغ من العمر 23 عامًا، مجرد حادث قلب موازين حياته، وعلى إثره دخل أحد المستشفيات، وبسبب فقدانه الكثير من الدماء، وبعد محاولات من الأطباء، لم يجدوا حلًا سوى بتر إحدى قدميه، ثم أجرى بعد ذلك جراحات كثيرة لتركيب طرف صناعي.

وفي البداية، كان تقبل الأمر شيئًا في منتهى الصعوبة، وتغيرت حياة الشاب محمود عبدالحميد 180 درجة، وواجه صعوبات كثيرة للتحرك بالطرف الصناعي والتعايش به، فضلًا عن تعرضه للكثير من التنمر بسبب طريقة سيره، ومر بفترات شديدة القسوة، ومن هنا قرر أن يُعيد ترتيب أولوياته من جديد.

حياته العلمية والعملية

كان لأسرة محمود عبدالحميد دورٌ مختلف، فاستطاعت أن تكون حافزًا وداعمًا من الدرجة الأولى، وقام والده وأصدقاؤه بعمل بطولي، ليتخطى التحول النفسي الذي مر به، وحياته الجديدة التي بدأها، لدرجة أنه لم يعد يتذكر حياته القديمة قبل الإصابة، وكأنه "وُلد من جديد".


أما حياته العملية، فقال محمود: "تخرجت من معهد التحاليل الطبية عام 2018، وحاليًا أدرس في كلية الدارسات الإٕسلامية العربية جامعة الأزهر الفرقة الثانية، وقبل الإصابة لم أعمل في وظيفة ثابتة حسب رغبة والدي، ولكن بعد الإصابة اختلف الوضع".

إجادته للسباحة ومطالبه

ولعبت السباحة دورًا مهمًا في حياة الشاب محمود عبدالحميد، واستطاع أن يحقق فيها نجاحات، وحصل على مراكز متقدمة، واستفاد من إعاقته بالنجاح، ولمع أمام عينيه أن يصبح بطلًا دوليًا.
 

ولكن أحيانًا لا تسير الرياح بما تشتهي السفن؛ حيث تعرض محمود عبدالحميد لبعض الصعوبات في إيجاد وظيفة دائمة، تضمن له حياة كريمة، وتُقدر ظروف معيشته، مطالبًا الحكومة بتوفير فرص في القطاع الخاص أو الحكومي لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن تسهيل التعامل معهم في المواصلات العامة وغيرها.

رسالته لذوي الاحتياجات الخاصة

‎وأضاف محمود: "أحب أن أوجه رسالة إلى كل شخص من ذوي الإعاقة، وأقول له لا تستسلم، ولا تتخيل أن هذا نهاية المطاف، إنه أول الطريق، والبداية الحقيقية، وتستطيع من خلالها أن تتحمل كافة العقبات".

واختتم محمود حديثه عن أهم أهدافه في الفترة القادمة، قائلًا: "أولًا أتمنى أن أكبر في مجال التحاليل الطبية، وأن يكون مجال عملي مستقبليًا، وثانيًا السباحة، سأجتهد الفترة القادمة لأشارك في بطولات ومسابقات دولية، وأحصل على جوائز ومراكز عالمية باسم مصر".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة