الأحد 2 فبراير 2025

أخبار

عماد الدين أديب يرصد تحديات المنطقة على خلفية جولة وزير الخارجية الأمريكي بالشرق الأوسط

  • 25-5-2021 | 23:45

عماد الدين أديب

طباعة

علق الكاتب والمحلل السياسي عماد الدين أديب، على جولة وزير خارجية الامريكي انتوني بلينكن للشرق الاوسط قائلاً : إن "النقطة الأساسية في منهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هو ترتيب الاولويات ليكون الداخل الأمريكي قبل الخارج وهذه هي الأولوية القصوى لها خلال العام الجاري 2021 ".


واوضح عماد الدين أن أولويات الإدارة الامريكية على الصعيد الخارجي خلال العام الجاري بالأساس هو ملف العلاقات مع روسيا والصين، لافتاً إلى أن العلاقة مع الاتحاد الاوروبي تأتي في المرتبة الثانية في ملف الاهتمام الامريكي على الصعيد الخارجي ".

 

أما على صعيد قضايا الشرق الاوسط، فقد بين أديب في مداخلة هاتفية خلال برنامج " كلمة أخيرة " الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON" أنه في هذا الشأن هناك محوران أولهما فكرة " الخطر السلبي " وهو إيران حيث يجري الآن في "فيينا" محاولة إعادة تأهيل إيران .


وأردف أديب قائلاً : " المحور الثاني في الشرق الاوسط هو فكرة " الصديق الإيجابي " متمثلاً في إسرائيل، والتي تمثل حالة خاصة بالنسبة للادارة الامريكية المنبثقة عن الحزب الديموقراطي كون تركيبة اليهود في الداخل الامريكي البالغة كنسبة 3.5% دائماً حزبهم الرئيسي الذي يمنحونه أصواتهم هو الحزب الديموقراطي الأمر الذي يجعل قضية إسرائيل تخرج خارج سياق كونها ملفاً خارجياً وتصبح شأنا داخليا في الولايات المتحدة في عهد الادارة الجديدة ".


 وأوضح أنه لهذه الاسباب فإن حلول الادارة الامريكية في قضية الصراع العربي الاسرائيلي تعتمد على الحلول السهلة والتي لاتتطلب جهداً كبيراً أو لا تحدث هذه الحلول إشعالاً للطاقة الامريكية أو انصراف للادارة الامريكية قائلاً: "أنهم يعمدون على إطفاء مشاكل المنطقة وما حدث في حرب غزة الأخيرة كان الهدف الرئيسي منه حماية أمن دولة إسرائيل وهي القضية الأولى، أما ما يتعلق بقضية الشيخ الجراح فهي قضية لها علاقة بحقوق الانسان والعدالة في العالم، وبالتالي فالموقف الامريكي الموحد هو تثبيت وقف إطلاق النار وكل من يحلل لقاءات وزير خارجية بايدن في القدس ورام الله سيجد أنه يتحدث عن مفردات لم تستخدم من قبل، فعندما يتحدث عن فكرة " حل الدولتين " فهو لم يتحدث عن فكرة التسوية الشاملة حيث لم يتطرق إليه واقتصر الحديث عن وقف العنف وتثبيت وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات مدنية تصل لمواطني الشعب الفلسطيني، وأن لا تصل تلك المساعدات ليد حركة حماس ".

 

وأكمل أديب قائلا: " سياق كل اللقاءات والمؤتمرات يعطي انطباعاً برغبتها في حل الأمور بشكل معين ينتج عنه وقف أي انفجار محتمل في المنطقة قد ينتج عنه إرغام أو الضغط على الإدارة الامريكية بالانشغال في الشرق الأوسط ".


وبابع عماد الدين أديب: " بينما الدول المحورية في المنطقة مثل مصر أو الاردن أو الإمارات والتي تستفيد في حال التهدئة أو تتضرر في حال اشتعال الامور والاوضاع على خلفية الصراع العربي الاسرائيلي، وهو جل إهتمام الدولة المصرية المنشغلة في المقام الأول بهذا الصراع ".


وبيّن أن مصر في إدارتها لملف القضية الفلسطنية الاسرائيلية تنشغل بعدة أمور حيث أنها تفكر وتبذل جهداً في عدة أصعدها أولها أن تتطفأ اي حريق قابل للاشتعال لكن لايقتصر دورها على إطفاء الحريق لكن تتحدث بمنظور أن سبب الاشتعال عدة مرات في عدد من السنوات والتي كانت تتدخل مصر عبر جهاز مخابراتها العامة لاطفاء الحريق والبحث عن مصدر الشرر الذي تسبب في تصاعد الاحداث عدة مرات خاصة أننا أمام رئيس وزراء إسرائيلي بنايمين نتاناياهو والذي تقوم سياسته في المقام الاول على رفض التسوية ويعتمد في شرعيته على رفض التوقيع بينما تفكر مصر في إدارتها للازمة على إطفاء مصدر الشرر وهو حل الدولتين والتسوية الشاملة ".


واستطرد : شرعية نتنياهو تقوم بالاساس على اعتماد الحل الامني والعسكري لكن في المقابل ترى مصر وهي تقود معسكر الحل تعتمد على فكرة ليس فقط إطفاء الحريق؛ لكن تبني جولة مفاوضات تتبنى فيها مصر الدور المركزي لتحقيق السلام ويكون دور مصر فيها تهيئة عدة عواصم برعايتها لضمان عدم اشتعال الموقف مرة أخرى هو فكرة ثاقبة للدولة المصرية خاصة وأننا أمام موقف اشتعل بين غزة وإسرائيل ولايمكن التعامل معه فقط أنه فقط فكرة وقف إطلاق نار لكن هدنة مثبتة برعاية الولايات المتحدة ودول أوروبية لكن في النهاية لابد أن يؤدي ذلك إلى مفاوضات شاملة".

 وكشف أديب عن أن الكارثة والعقبة الآن أن الطرفين الحمساوي والإدارة الاسرائيلية الحالية ليسا من أطراف التسوية التي تسعى لها مصر والادارة الامريكية في ذات الوقت ليست مهتمة برعاية السلام لكن في المقابل نجد دولة مثل مصر أو الاردن هما يتضرران في حالة إشتعال المنطقة او الصراع ومن ثم تدخلهما بغية تأمين حل حقيقي ودائم ".


وكان وزير خارجية جو بايدن قد بدأ الثلاثاء جولة في الشرق الأوسط، بدعم واشنطن لإعادة إعمار غزة في إطار جهود تثبيت وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائي لكنه أوضح أن الولايات المتحدة تعتزم التأكد من أن حماس، التي تعتبرها منظمة إرهابية، لن تستغل هي نفسها المساعدات الإنسانية. وذكر أن أنه للحيلولة دون تجدد العنف يتعين استغلال الأجواء في معالجة مجموعة أكبر من القضايا والتحديات الأساسية".

وأضاف: "يبدأ هذا بمعالجة الوضع الإنساني الجسيم في غزة والبدء في إعادة البناء".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة