كرم الله عز وجل الإنسان ورفعه على سائر المخلوقات بالعقل والفهم والدين .
و نتابع أشخاصاً يختلفون في طريقهم وحياتهم وأهدافهم . فتختلف مراميهم ولا يلتقون .
وقلما نجد إتفاق بين إثنين حتى من أصحاب الفكر والإتجاه الواحد .
و تعد فضائل الأعمال ومحاسنها هى مرمى الأذكياء و أصحاب الهمم العالية .
ومن السنن التى يجب معرفتها والتنبيه إلى فضلها ونشرها بين الناس :
أن مجرد التمسك بالدين يرفعك لمنزلة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل ويميزك عليهم .
فعلمنا الرسول صلي الله عليه وسلم وأخبرنا أن المتمسك بالدين في زمن الفتن وآخر الزمان والذي لا يجد معين على دينه ويجد دين مبدل غير ما كان عليه المسلمين الأوائل له اجر كبير يصل إلى أجر خمسين صحابي شرط أن يفعل مثل أفعالهم في زمن الفتن وإتباع الأهواء وحب الدنيا وكما سماه صلى الله عليه وسلم " أيام الصبر " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليـه أجر خمسين منكم قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم» . السلسلة الصحيحة .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيها أجر خمسين قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا. قال: خمسين منكم» السلسلة الصحيحة .
وعن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت: يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [سورة المائدة الآية 105]؟ قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ودع أمر العوام فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله» قال: وزادني غيره «يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: خمسين منكم» (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن غريب ورواه ابن حبان وصححه ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .