بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته التاريخية إلى جيبوتي اليوم، وصفها دبلوماسيون بأنها تحمل أهمية خاصة؛ نظرا لكونها الأولى من نوعها وكذلك نظرا لطبيعة العلاقات بين البلدين وموقع جيبوتي الاستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، مشددين على أن مواجهة التحديات في تلك المنطقة واستقرارها وتعزيز التعاون الثنائي أبرز ملفات الزيارة.
ويعقد الرئيس السيسي لقاء قمة مع رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، حيث ستشهد عقد قمة مصرية - جيبوتية، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين ويجسد الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما، وكذلك التباحث وتبادل الرؤى حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
أهمية خاصة للزيارة
وفي هذا السياق، قال السفير صلاح حليمة، نائب مدير المركز المصري للشئون الأفريقية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي جيبوتي تكتسب أهمية خاصة، حيث أنها تعد الأولى من نوعها، في ظل العلاقات القوية بين مصر وجيبوتي على مر التاريخ، مضيفا أن العلاقات الثنائية شهدت مجالات تعاون متعددة منها التعاون الأمني والاقتصادي.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن جيبوتي بحكم موقعها على البحر الأحمر وكذلك لكونها عضوا في المنظمة الجديدة للدول العربية والأفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر، تكتسب أهمية كبيرة مع مصر والسودان والصومال وأريتريا، مضيفا أن هذه الزيارة ترتبط بالتطورات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي والساحل الشرقي للبحر الأحمر.
وأضاف أن هذه المنطقة بحكم وجودها على شاطئ عربي وآخر أفريقي، فهي منطقة عربية وأفريقية ويهم مصر وجيبوتي الاستقرار في ظل ما تشهده هذه المنطقة من تحديات سواء الأزمة الليبية أو في الصومال أو مكافحة الإرهاب أو منطقة القرن الأفريقي في ظل التوتر على الحدود بين إثيوبيا والسودان، وكل التطورات المرتبطة بقضية سد النهضة.
وأشار إلى أن الزيارة في التوقيت الراهن لها أهمية كبيرة، خاصة أن لها طابع أمني وعسكري فجيبوتي دولة بها ما يقرب من 8 قواعد عسكرية الإضافة إلى قواعد عسكرية أخرى متحركة من الأساطيل في البحر الأحمر، ومنها الأسطول المصري الموجود في الجنوب، مضيفا أن هذه الأبعاد تجعل الزيارة لها أهمية كبرى في ظل العلاقات الثنائية بين البلدين التي تتطور بشكل إيجابي وبناء وتطورات الأوضاع المرتبطة بالأمن والاستقرار في تلك المنطقة.
وأكد حليمة أن العلاقات بين البلدين ستكون محل اهتمام كبير في هذه الزيارة سواء في إطار التعاون الاقتصادي أو التجاري أو الاستثماري في قطاعات البنية التحتية وتطوير الموانئ والتبادل التجاري، مضيفا أن الزيارة ستبحث أيضا القضايا السياسية في المنطقة للتنسيق والتعاون في إطار التعاون الأمني والعسكري والتنموي بين البلدين.
أبرز ملفات زيارة السيسي جيبوتي
ومن جانبه، قال السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي جيبوتي اليوم تأتي في توقيت مهم وفي ظل أهمية جيبوتي والتعاون بين البلدين، حيث أن جيبوتي تقع في موقع استراتيجي على مدخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب من ناحية الجنوب، مضيفا أن تعزيز العلاقات مع جيبوتي أمر مهم في المرحلة الحالية.
وأوضح الشاذلي، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة تأتي في إطار انفتاح مصر على أفريقيا وكافة أنحاء العالم، حيث زار الرئيس السيسي الكثير من دول القارة الأفريقية والعالم، عن قناعة منه أنه كلما ازدادت دائرة أصدقاء مصر والدول التي تتعاون معها تزداد قوة مصر وثقلها على الساحة الدولية، ولا سيما في ظل دورها الرائد إقليميا في القارة الأفريقية والمنطقة العربية والشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هناك مجموعة من الملفات الهامة المطروحة خلال الزيارة من أبرزها الملف الأمني ومواجهة الإرهاب وكذلك استقرار القرن الأفريقي ومياه النيل، حيث أن الملفين مرتبطان ببعضهما البعض فأمن مياه النيل يؤدي إلى استقرار القرن الأفريقي ودول حوض النيل وقارة أفريقيا بشكل عام، لذلك من المهم التنسيق والتعاون بين البلدين.
وأضاف أن هناك مجالات تعاون بين البلدين على عدة مستويات وأصعدة منها التعاون العسكري والثقافي وكذلك المساعدات الإنسانية، فضلا عن التنسيق السياسي، مما يكسب العلاقات بين البلدين أبعادا جديدة من التعاون والقوة، مضيفا أن القمة الثنائية بين السيسي ونظيره الجيبوتي تعمل على بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي.