الثلاثاء 21 مايو 2024

الرسم بالنار.. حيلة جديدة لشاب يريد دخول موسوعة جينيس (صور)

إبراهيم أبو مبارك

تحقيقات27-5-2021 | 20:02

محمد عاشور

شاب في غرة العشرينيات، من مركز مطوبس محافظة كفر الشيخ، يدرس بكلية اللغة العربية في جامعة المنصورة، اكتشف موهبته وشغفه بالرسم وهو في السابعة عشر من عمره، وكان وقتها بالصف الثالث الثانوي، إنه إبراهيم أبو مبارك، كانت بدايته باشتراكه في جروب الصف الثاني الثانوي، والذي نشر به أحد الأصدقاء رسمة كارتون، في ذلك الوقت قرر رسمه ولكنه لم يخرج برسمة تعجبه إلا بعد ثلاث محاولات فوصل لرسمة أعجبته بعض الشيء، ومن هنا كانت نقطة بداية مشواره الفني بمجال الرسم ليصل لمرحلة ما برع خلالها في الرسم باستخدام النار.

وفي حديثه لـ "دار الهلال"، أكد الرسام الشاب أن المواد التي يستخدمها في الرسم بالنار، هي: الأقلام والأسلاك الملونة والكركديه، لافتا أنه يستطيع النحت على سن قلم، والشاي، والعسل، وعلى الكرتون العادي، والبرتقال، والموز، باستخدام بالنار، كما يستطيع ذلك أيضا على الحبوب، ويرسم بالقهوة على الحوائط بالإضافة إلى رسوماته بالرصاص والفحم.

وعن إتقانه فن الرسم باستخدام أنواع مختلفة من الأدوات وصولا للنار، أكد أبو مبارك، أنه تعلم الرسم بمفرده دون الحاجة لمتخصص في ذلك؛ فتعلم بالاستمرار والممارسة، وكانت في البداية باستخدام الرصاص خاصة وأن الرصاص أهم الأدوات، موضحا أنه وبمرور الوقت رغب في أن يكون مختلفا وأن يخرج بفن جديد وفكرة جديدة، مؤكدا أنه يستخدم أبسط المواد المتاحة أمامه ويخرج منها بتحف فنية، ولكنه واجه انتقادات كثيرة وصلت به لدرجة كبيرة من الإحباط وجعلته يرغب في وقت ما أن يبتعد عن الرسم، وبعد أن أعاد التكفير قرر الاستمرار وإجبار من انتقدوه يومًا أن يطلبوا منه أن يرسم.

وقال إنه يرسم "فرير هند"، موضحا أن كل رسمة تحتاج لوقت على حسب نوعها وتفاصيلها، وأن أكثر رسمة استغرقت وقتا منه كانت خمسة ساعات، لافتا أنه يقوم بعرض كل إنتاجه من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، كما شارك في معرض الكتاب التاسع في المنصورة، موضحا أن الخامات المختلفة التي يستخدمها كانت رغبة منه في التميز عن غيره من الرسامين، وفي الوقت ذاته فهو لا يقف على الإمكانيات المتاحة وغير المتاحة بل من بالرسم بأقل الخامات ويمكنه تصميم تحف فنية منها.


وعن تجربته بالرسم بالنار، أردف أبو مبارك، أنه اكتشف أن الورق إذا وصل لدرجة معينة من الحرارة تغير لونه، فاستغل الفكرة وصنع قلما من اكتشافه ليرسم به كي يستطيع توجيه النار على المكان المحدد للرسمة، وأصبح الأول في الوطن العربي الذي يستطيع الرسم بالنار واللهب على الورق، لافتا أنه حاليا لا يرسم سوى رسومات بالنار لتنفيذ رغبته بالتميز عن أصحاب نفس الموهبة، مؤكدا أن أهم أحلامه أن يدخل "موسوعة جينس"، وأن يقدم كأول فنان استطاع الرسم بالنار واللهب على الورق برسمة حجمها كبير، وأن يقدم في "براءة اختراع" كي يثبت النوع الجديد من الفن، وأن يقوم بعمل معرض خاص بالرسم باستخدام النار. 


وعن الجوائز التي حصدها قال إنه قدم في معرض الكتاب التاسع في المنصورة وحصل علي شهادة تقدير، كما قدم أيضا في مسابقة مواهب بكفر الشيخ، بالإضافة لتقديمه المتواصل على مسابقات على الإنترنت، مؤكدا أن "الاستمرار يكسر المستحيل"، ناصحا الموهوبين بعدم التخلي عن موهبتهم مهما كان الانتقاد والضغط وعليهم، وأن ينموا تلك المواهب،  وأن أهم أحلامه  تغيير قوانين الرسم، وأن يجعل الرسم بالنار واللهب متميز لأنه يحب التميز، كما يحلم أيضا بأن يستطيع تشريف أهله وبلده مصر بما يستطيع الوصول إليه.


وأما عن موقف أهله من رسمه بالنار، أكد الرسام الشاب أنهم كانوا رافضين خاصة وأنه كان بالمرحلة الثانوية، وكان رفضهم لرغبتهم لالتحاقه بإحدى الكليات العليا، وبالفعل لم يوفق في دخول كلية الفنون الجميلة، والتحق بكلية اللغة العربية كي يرضي أهله، ولكن بجانب التحاقه بهذه الكلية اهتم بتنمية موهبته، لافتا أنه كان في بداية الأمر يخاف من احتراق الورق وبالفعل في تجارب كثيرة حدث ذلك، أما الآن لا وخاصة بعد تعوده على قلمه الذي صنعه بنفسه حيث يستطيع عمل بعض التفاصيل الصغيرة مع بعض الشمع فقط.

وعن تسويقه لرسوماته، أضاف أنه يتلقى طلبات كثيرة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك "، وأنه على حسب حجم الرسمة والتفاصيل يكون سعر الصورة، خاصة وأنها تجربة جديدة من نوع جديد وهو الأول في الوطن العربي الذي استطاع الرسم بالنار، مضيفا أن الدعم الذي يتلقاه محصور في أصدقائه، والذين يسعون لتنفيذ معرضا قريبا في بيت الثقافة بقريته، وسيكون خاص به وبلوحاته فقط، موضحا أنه يحدد ملامح الرسمة أولا باستخدامه الرصاص على الخفيف ومن ثم يقوم برسمها بالنار، لأنه إذا حدث خطأ في الرسم بالنار ستفسد اللوحة، كما لا يستطيع المسح في هذا النوع من الرسم.
 
وأخيرا تمنى الرسام الشاب أن ينتشر الرسم بالنار ويصبح كالرسم بالرصاص، لافتا أنه سيقوم بفتح أكاديمية في المستقبل لتعليم الرسم بالرصاص أولا حتى الاحتراف ومن ثم تعليم الرسم بالنار، متمنيا أن يستطيع  إثبات هذا النوع من الرسم له، خاصة وأنه موضوع غير مكلف على الإطلاق لكنه بحاجة لفرصة ليستطيع إثباته، وأن تنظم معارض دولية له ولرسوماته، وأن يدخل حفلات ويرسم اونلاين، وأن يستطيع منافسة الدول الخارجية بفن الرسم بالنار.