وحدت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، تحت عنوان «دروس عظيمة من يوم أحد»، وفيما يتعلق بموضوع الخطوبة، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن غزوة أحد مليئة بالعبر، والدروس التي اقتبسناها عنها، وعلى رأسها، أهمية طاعة القائد، وخطورة الخروج عن الأدوار، والمهام المحددة لكل فرد.
الدروس المستفادة من غزوة أحد
من أهم الدروس المستقاة عن يوم أُحد، الصلابة في مواجهة الشائعات، والإيمان بالحق، والاستعداد للتضحية في سبيله، وفي هذا الصدد تعرض بوابة "دار الهلال"، أحداث غزوة أحد، وأسباب هزيمة المسلمين في بدايتها، والمغزى منها.
غزوة أحد
كان السبب الرئيسي للغزوة هو رغبة قريش في الانتقام من المسلمين بعد أن ألحقوا بها الهزيمة في غزوة بدر، في محاولة لاستعادة مكانتها بين القبائل العربية التي تضررت بعد غزوة بدر، فقامت بجمع حلفائها لمهاجمة المسلمين في المدينة المنورة، وسميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد المتواجد بالقرب من المدينة المنورة، حيث وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له.
وكان عدد المقاتلين من قريش، وحلفائها حوالي3 آلاف، في حين كان عدد المقاتلين المسلمين حوالي ألف، وانسحب منهم حوالي 300، ليصبح عددهم 700 مقاتل، و قتل 70 من المسلمين في الغزوة، في حين قتل 22 من قريش وحلفائها.
أحداث غزوة أحد
نزل أربعون من الرماة لجني الغنيمة، فاستغل خالد بن الوليد، وميسرة عكرمة بن أبي جهل الموقف، ليقودوا هجمة سريعة أطبقت الأجنحة على وسط المسلمين، وتمكنت مجموعة من جيش مكة من الوصول إلى موقع الرسول، فانتشرت شائعة حول وفاة النبى في المعركة، مما أدى إلى انهيار عزيمة الكثير من المحاربين، وانتشرت الفوضى والارتباك بين الصفوف، وانسحب بعض المسلمين إلى المدينة، وتفرق البعض الآخر في ميدان المعركة.
المغزى من غزوة أحد
كانت نتيجة المعركة في غزوة أحد محسومة للمسلمين في بدايتها عندما كان الالتزام الكامل بأوامر القيادة العليا صلى الله عليه وسلم، ولكن عندما تناقص الاهتمام بأوامر الرسول، بعد الفوز ورؤية الغنائم ، ولم يكن الاهتمام كاملا كما كان في بداية الأمر انقلبت الموازين، ورأى الصحابة الهزيمة بأنفسهم؛ لذا عندما أعيد ترتيب الأوراق مرة آخرى، وأرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدة، الاهتمام بالنهايات لا يقل أهمية عن الاهتمام بالبدايات، أعيدت الأمور إلى نصابها وتحولت الهزيمة إلى نصر.
برزت قيمة المسؤولية خلال أحداث أحد، حيث كانت واضحًة في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحرصه على تقديم النموذج في الثبات، والتضحية، وحسن تدبير الأمور لحماية أمن المدينة، والدفاع عن أهلها، بالإضافة إلى قيمة طاعة القائد، فما كان الصحابة لينهزموا لو أن الرماة منهم أطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، والتزموا بأماكنهم بأعلى الجبل، فالاختلاف، والتنازع، والعصيان من أهم أسباب الهزيمة.
كما برزت قيم التفاؤل والصبر والثبات والتضحية، والرضا بقضاء الله وقدره، فلم تكن هزيمة أحد إلا ابتلاء للمسلمين ليدركوا أسباب الهزيمة فيتجنبوها، ويتحملوا ابتلاءات الحياة، وشدائدها بصبر، ويقين، وعزيمة، وإصرار، فلا يأس ولا إحباط، وقد أنزل الله آيات مبشرات برحمته الواسعة وعفوه.