الجمعة 17 مايو 2024

مقالات1-6-2021 | 16:52

دلتا جديدة في مصر

ما أحلى أن تفتح عينيك كل يوم على أمل جديد.. على مشروع جديد.. على نافذة جديدة في الحياة، يفتحها لنا الرئيس عبد الفتاح السيسى.. دلتا جديدة تمنح الخير والنماء لسكان مصر.. مثل هذا الأمل بديهى أن يخرج من مصر، ويسهر على فتحه قائدها؛ لأنه نابع من صميم رسالتها للإنسانية.

 

فالدلتا الجديدة التي تسارع مصر الزمن بخطوات تنفيذها، هي إقليم تنموى جديد، وأحد المشروعات العملاقة بالمجال الزراعي والصناعى والاجتماعى، ويقام على مساحة تزيد عن مليون فدان في شمال مصر الغربي، ويضيف 15% إلى المساحة المنزرعة تستغل لتحقيق الأمن الغذائي، ويمتد المشروع من شمال الواحات إلى جنوب وادي النطرون وشرق وغرب منخفض القطارة. يضم المشروع أكثر من 688 ألف فدان، جنوب محور الضبعة غرب مشروع مستقبل مصر، ويستفيد من شبكة الطرق العملاقة والموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية، ويربط بين الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة.

 

وقد شاهدت خطط وزارة الزراعة، فزدت ثقة واستبشرت خيرًا؛ لأن المستهدف زراعته في المنطقة خلال العامين المقبلين، أكثر من مليون و100 ألف فدان، منها نصف مليون في مشروع مستقبل مصر، و600 الف فدان أخرى في محور الضبعة، ويستهدف مخطط المشروع شباب الخريجين، وقد تأكدت أنه يجري إعداد دراسات تفصيلية حول نظام الطرح بناء على توجيهات الرئيس بتنفيذ القرى الجديدة والقديمة بنظام يستوعب أحدث التكنولوجيا في مجال الري المطور وتكنولوجيا الزراعة الحديثة. وقد تم بالفعل وضع التصنيف المحصولي للمشروعات الزراعية، وتشمل المحاصيل الاستراتيجية القمح والفول والعدس والذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل البستانية المهمة، والخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة التي تقوم عليها مشروعات الإنتاج الحيواني وصناعة الزيوت.

 

والباعث للثقة أن مشروع الدلتا الجديدة لم يعد مجرد خطط، بل أصبح واقعًا ويبدأ الإنتاج في نهاية العام الحالي، فلم يعد ترفًا، بل صار ضرورة تنموية لتوفير حياة كريمة للمصريين، ولاستيعاب الزيادة السكانية في الدلتا القديمة والوادي وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل وتعويض الأراضي الزراعية، التي تم تدميرها بالبناء عليها عبر عقود من الإهمال.

 

والعمران والتنمية هو رسالة مصر للإنسانية، والمشروع الجديد الذى تم تأجيله أكثر من مرة على مدى سنوات صار إنجازه ضرورة تفرضها أبعاد وتحديات إقليمية وسياسية والأزمة العالمية التي فرضتها جائحة كورونا، ومصر لن تقبل أي إجراء يهدد مشروعات التنمية في المنطقة كلها بما فيها مصر.

 

وفضلا عن الضرورات الوطنية والدولية الملحة لتسريع معدلات إنجاز المشروعات التنموية، فإن وراء إنجازه هذه المرة عيون ساهرة لا تغفل عن مصلحة هذا الوطن وحماس وطاقة جبارة تبذلها كتائب عمل يقودها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، وفرق عمل في وزارتى الرى والزراعة والتنمية المحلية والإسكان والبترول والطاقة، وتجتمع اللجان العلمية أسبوعيًا بمشاركة الوزارات المعنية وجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة لمناقشة أعمال الحفر وامتداد خطوط المياه ومحطة المعالجة، والمتابعة الدؤوبة سر إنجاز المشروع بخطوات متسارعة هذه الأيام.

 

ويحضرنى الآن بمناسبة عيد الإذاعة، نداء أمل بليغ، كنا نلتف حول الراديو لسماعه، وجهه شاعر الحب والشباب الدائم أحمد رامى، ولحنه رياض السنباطى وخلده صوت الوطنية أم كلثوم:

 

لا تبخلوا بمائها على ظمى.. واطعموا من خيرها كلّ فم

 

أحبها للموقف الجليل من شعبها وجيشها النبيل

 

دعا إلى حق الحياة لكل من فى أرضها

 

وثار فى وجه الطغاة مناديًا بحقها

 

وتعيشى يا بلدى.. وتحيا مصر