أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن دعوة السيسي الفصائل الفلسطينية لاجتماع طارئ الأسبوع المقبل بالقاهرة أمر مهم سواء من حيث التوقيت أو من حيث القضايا، موضحا من حيث التوقيت، فإنه يأتي بعد إقرار التهدئة في غزة بجهود كبيرة بذلتها مصر ممثلة في الرئيس، وأيضا العمل على تثبيت هذا التهدئة واستمراريتها.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في تصريحاته لـ "دار الهلال " أن هناك قضية مهمة تلي الهدنة وهي استئناف مسار المفاوضات السلمية مرة أخرى والمتعطلة منذ عدة سنوات بين الفلسطينيين والإسرائليين، موضحا أنه لاستكمال هذا المسار لابد من إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ولابد من توحيد الصف الفلسطيني في الداخل، مؤكدا أن عدم الوحدة تعطي الفرصة لإسرائيل في التهرب من التزامتها، كما تعطيها الفرصة لعدم استئناف التفاوض بحجة، مع من سنتفاوض؟.
وأوضح أن مصر خلال السنوات الماضية بذلت جهودا كبيرة كما فعلت أجهزة مختلفة من الدولة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، لافتا أننا نفهم من الدعوة الرئاسية واللقاء في القاهرة مغزى خاصة وأنه يأتي بعد الدور الذي لعبته مصر في تحقيق التهدئة، ويلي ذلك دور مصر المهم في تحقيق التوحد في الصف الفلسطيني نظرا لكونه أساس أي عملية تفاوضية أو استئناف مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائلية.
وعن دعوة السيسي القوى الإقليمية والدولية لدعم مصر لإعمار غزة، أكد بدر الدين، أنه يأتي استمرارا للجهود المصرية والتي بذلت جهودا كبيرة في دعم القضية الفلسطينية منذ نشأتها سواء وقت السلم أو الحرب، لافتا أنه في هذا الإطار رأينا خلال الأحداث الأخيرة والاعتداءات الإسرائيلية على غزة والتي توقفت بجهود مصرية أن مصر أسهمت في اكثر من مستوى وفي أكثر من مجال، موضحا أنه كان هناك جهودا سياسية واخرى دبلوماسية، ناهيك عن الوفود المصرية إلى طرفي النزاع، غير المساعدات التي قدمتها مصر في كل المجالات، مؤكدا أنه لهذا تدعو مصر الدول المختلفة إقليميا ودوليا للمساهمة في إعمار غزة.
واختتم: نفهم من هذا أن الأمرين مرتبطين حيث إعمار غزة ودعوة مصر للأطراف الإقليمية والدولية للمساهمة في ذلك، وأيضا ضمان عدم الدوران في حلقة مفرغة، حيث لايتم تكرار الأحداث الأخيرة كل عدة سنوات ويتم تدمير غزة من جديد، وهذا ما تشير إليه مصر لضرورة توحيد الصف الفلسطيني لاستئناف العملية التفاوضية كي تتحقق المطالب الفلسطينية المشروعة.