قال الفنان التشكيلي مصطفى عبد المعطي الفائز بجائزة النيل للفنون، أنها تقييم لرحلة بحث مستمرة في مجال الفن التشكيلي وكل المجالات كالرسم، والتصوير، والنحت، والجرافيك، فكل هذه المجالات قد مارستها.
وأضاف مصطفى عبد المعطي في تصريحات خاصة لـ بوابة "دار الهلال"، أن نظرة المجلس في هذا العام لمنح الجائزة هي تجربة تشمل منح الجائزة لفنان شامل لمجالات كثيرة في الفن التشكيلي، وهذا تقييم للرحلة بشكل كامل وتتويج لها.
وأوضح "عبد المعطي" أن المجلس رأى في هذه التجربة بشكل كبير شمولية الفن، ليقول إن الفن كسرت به الحواجز بين التخصصات المختلفة، وأن الخطوط الوهمية بين هذه التخصصات تنكسر من بعد القرن العشرين إلى الآن، ولم يصبح الآن كل فن مقتصر بذاته أو يقوم بمفرده بمعنى أن المصور لابد أن يبقى مصورا، والنحات لابد أن يبقى نحاتا، ولكن الآن أصبحت هذه اللغة التشكيلية من الممكن أن تتحاور في مجالات كثيرة، تتحد مع بعضها لكي تؤدي أو تشكل رؤية الفنان، وهذا أعتقد ما رأوه السادة أعضاء المجلس في التقييم للجائزة.
وعبر عن سعادته بالحصول على الجائزة وعن توقعه بالفوز قائلا: "بالطبع كل فنان بيكون متوقع إنه هيحصل على الجائزة طالما تقدم لها، ولكن المفاجأة ممكن يكون للمجلس رؤية أخرى مختلفة، وليس بالضرورة طالما تقدمت أن أحصل عليها، وليس بالضرورة أيضًا أن أكون فنانًا مميزًا جدًّا حتى أحصل على الجائزة فللمجس ربما نظرة أخرى وسياسة ورؤية خاصة في مسار منح الجائزة ويجب أن نحترم وجهة نظر المجلس في هذه الأمور".
وواصل "عبد المعطي" أن المقيِّمين للجائزة هم مجموعة من العلماء والمفكرين والفنانين يستطيعون اختيار من يمنحوه الجائزة وفقًا لخريطة المجال الذي يختاروا منه.
وتابع الفنان التشكيلي مصطفى عبد المعطي حديثه عن آخر معارضه: "آخر معرض لي كان الكولاج، وهذا المعرض كان جديدا من نوع خاص، وكان منذ عامين في 2019، بينما أنا الآن أحضر لمعرض جديد ولكنه متوقف بسبب أزمة كورونا ولكن الأعمال متوفرة وجاهزة في حين انتظار مرور هذه الأزمة".
وقال إنه لا يحبذ وضع مسميات لمعارضه حتى لا ينحصر المتلقي في معنى معين، يبحث عنه ولن يجده، وذلك منذ زمن بعيد من الستينيات تقريبًا، لذا أفضل بأن أعلن للحاضرين أنه معرض رسم وهم يتفاعلون معه ومع لوحاته، وأن المتلقي عندما يحب هذا العمل يتعامل معه بأنه يثير ما في نفسه وداخله هو كمتلقي، لذلك لو وضعت مسمى فأنا أحصره في اسم ربما لا يكون هو ممتزج معه وفي داخله، ولكن عندما أترك الجمهور حر فيما يختار فهو يختار الاسم الذي تعبر عنه اللوحة داخل نفسه، وكل من المتلقيين يرى العمل من وجهة النظر الخاصة به لأن العمل الفني هو إنسان أيضًا فإذا وجد خمسة أشخاص حول العمل الفني فسيكون العمل الفني شخصهم السادس.
واختتم الفنان التشكيلي مصطفى عبد المعطي عن تطلعاته في الفترة القادمة، أنه سيظل يعمل فهذا هو المخطط له، إذا كان هناك جوائز أخرى أو لا، وأنا أعتقد أن جائزة النيل هي تتويج للجوائز كلها وهي أعلى جائزة بالنسبة للفنان.