تواصل الدولة المصرية رعايتها للقضية الفلسطينية وجهودها لإنهاء الانقسام، فبعد نجاح الدور المصري في وقف التصعيد في غزة خلال الشهر الماضي، تستقبل القاهرة الفصائل الفلسطينية في اجتماع عاجل الأسبوع المقبل، حيث أكد سياسيون فلسطينيون أن هذا الاجتماع يستهدف مناقشة عدة ملفات أولها ترتيب الفلسطيني من الداخل وإنهاء الانقسام وتثبيت وقف إطلاق النار، موضحين أن مصر ستبذل جهدا كبير من أجل إنجاح هذه الجولة والوصول إلى حالة وفاق فلسطيني.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد الفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل، فى القاهرة، الأسبوع المقبل، للاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني، كما دعا الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاجتماع الأسبوع القادم بالقاهرة، وذلك برعاية الرئيس أبو مازن للاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
3 ملفات في اجتماع الفصائل الفلسطينية
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اجتماع الفصائل الفلسطينية المقبل في القاهرة، الذي سيعقد بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يستهدف مناقشة تثبيت التهدئة، والمصالحة، التي توقفت بسبب إلغاء الانتخابات، وكذلك يبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية، لترتيب البيت من الداخل بشكل حقيقي في الفترة المقبلة.
وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن هناك جهودا مصرية لإنجاح هذه الجولة، حتى لا يكون هناك ثمنا يدفعه الفلسطينيون، لعدم قدرتهم على ترتيب بيتهم من الداخل، لافتا إلى أن الفصائل المشاركة في الاجتماع، ستكون أعضاء بمنظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى حركتي فتح وحماس.
وأضاف الرقب أن هناك آمالا معلقة في أن ينجح الاجتماع في إنهاء الانقسام الفلسطيني خاصة أن الانقسام أصبح عارا على الحالة الفلسطينية واستمراره يضر بالقضية، موضحا أن مصر تقوم بمحاولات جادة لإنجاح وتجاوز كل العقبات من أجل الوصول إلى لحظة حاسمة يمكن القول من خلالها أنه بالفعل انتهى الانقسام.
وأكد أن الاحتكام للديمقراطية هو أفضل حل في هذه المرحلة للوصول للانتخابات، لكنها تعطلت نتيجة رفض الاحتلال الإسرائيلي إجراء تلك الانتخابات في القدس، مضيفا أن العودة إلى الديمقراطية هي الحل الأمثل لأن الشعب الفلسطيني يجب أن يقول كلمته ويجدد شرعياته لأنها أصبحت متهالكة لم تعد تمثل الحالة الفلسطينية ويجب إجراء الانتخابات ليكون هناك أملا في تغير الحالة الفلسطينية تفضي إلى فتح أفق جديد.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر لعبت دورا هاما في محاولة أن ينجح الاجتماع وأن يفضي إلى مصالحة حقيقية فلسطينية، ونجاح هذا الجهد يتعلق بما ينتج عن الفصائل في اجتماعاتها المرتقبة، مضيفا أن المسئولية الكبيرة في نجاح تلك الاجتماعات على هذه الفصائل والتي عليها أن تنتصر لقضيتها، ومن جانبها مصر ستبذل جهدا كبير من أجل إنجاح هذه الجولة والوصول إلى حالة وفاق فلسطيني يعقبها تشكيل حكومة مؤقتة تدير الحالة حتى إتمام الاستحقاقات السياسية والانتخابية.
ترتيب البيت الفلسطيني
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن دعوة مصر للفصائل الفلسطينية لبدء جولة جديدة من الحوار الفلسطيني أمر في غاية الضرورة والأهمية، مضيفا أن عقد جلسة حوار للفصائل في القاهرة تهدف بالأساس إلى وحدة الموقف والنظام الفلسطيني الداخلي استنادا إلى اتفاقات المصالحة الموقعة سابقا.
وأوضح في تصريحات لبوابة دار الهلال، أنه أصبح هناك رغبة كبيرة لدى القوى الفلسطينية بضرورة بناء شراكة وطنية حقيقية وأولها تشكيل حكومة توافق أو حكومة وحدة فلسطينية، مضيفا أن الاجتماع المرتقب سيكون الأسبوع القادم لكن هذا الاجتماع سيكون بمثابة اجتماع تمهيدي لاجتماع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية.
وأشار إلى أن الهدف من الاجتماع الآن ترتيب البيت الفلسطيني على أسس الشراكة والوحدة الكاملة للمؤسسات السياسية والإدارية ووحدة الجغرافيا الفلسطينية بين غرة والضفة الغربية، لكن نقطة البداية في ذلك هي تشكيل حكومة طوارئ أو توافق فلسطينية.
وأوضح أنه سيقع على هذه الحكومة مهمات صعبة وشاقة أولها العمل على بناء غزة بالتعاون مع مصر، وبالتوازي مع توحيد المؤسسات ثم تأهيل ودمج وتسوية أوضاع الموظفين وخاصة في غزة.