"تعطل إطار سيارة والده، أثناء ذهابهما إلى مدينة بورسعيد، واتجها إلى مركز صيانة لإصلاحه، لكنهم تفاجئوا بأن العامل بالمركز من متحدي الإعاقة من الصم والبكم"، موقف قد يمر على البعض مرور الكرام، إلا أن عمر محمد عبد السلام طالب الهندسة وقتها استثمره بشكل إيجابي، وبدأ التفكير في مساعدة متحدي الإعاقة الصم بشكل عام.
الطالب بقسم الاتصالات والحاسبات بكلية الهندسة في جامعة المنصورة، بعد هذا الموقف، هداه تفكيره إلى اختراع نظارة تساعد متحدى إعاقة الصم والبكم، موضحًا أن التفكير فيها جاء وبسبب محاولاتهم الكثيرة هو ووالده مع العامل بالمركز لإصلاح الإطار، لكنهما فشلا.
وقال المخترع الشاب، في تصريحاته لـ"دار الهلال"، سألت والدى، لماذا لا تبتكر الدولة أو المعنيين بتصميم نظارة تساعد الصم والبكم لتسهل عليهم التواصل بشكل طبيعي من خلال ترجمة الصوت للغة إشارة والعكس ترجمة لغة الإشارة للصوت عن طريق آلية معينة صممت بها النظارة.
وأضاف "عبدالسلام"، أنه بدء بالفعل العمل على اختراع وتصنيع هذه النظارة منذ عام 2015، ووصل إلى النموذج التاسع حاليًا للنظارة، بدأها ببرنامج على الهاتف المحمول ومن خلاله يتم ترجمة الصوت للغة إشارة، ثم توصل لنظارة تستطيع ترجمة ثلاثة كلمات للغة الإشارة، ثم نظارة تترجم أي عدد من الكلمات وهكذا وصولا للنموذج التاسع.
وأخيرا توصل "عبدالسلام" إلى هدفه "نظارة تترجم الصوت والكتابة للغة إشارة"، ولكن العقبة الحالية أمامه أنها تعمل باللغة الإنجليزية، فيما أوضح أنه يعمل الآن على قدم وساق للتوصل لنموذج يستطيع العمل باللغة العربية، وأيضا يعمل على النموذج ذاته ليحول لغة الإشارة إلى صوت.
وعن الدعم المالي للاختراع، أكد المخترع الشاب أن والده يتكفل بكل نفقات اختراعه منذ عام 2015 وحتى الآن، ولا يوجد حتى الآن من يتبى أو يقدم دعم لفكرة مشروع النظارة.
وعن عدد من سيستفيدون من الاختراع الجديد، أكد أن عدد الصم والبكم حول العالم يبلغ حوالي 466 مليون مواطن ما بين أصم وضعف سمع، ويطمح عمر في أن يتمكن في توصيل النظارة لكل هؤلاء وفي مختلف البلدان في العالم، وطموحه هذا نابع من رغبته في مساعدة من يعانون من مشاكل في حياتهم اليومية نتيجة صعوبة التواصل بسبب مشكلة السمع.
وعن موعد طرح النظارة بالسوق، أكد "عبدالسلام" أنه طوال الفترة الماضية كان يعمل على الـ9 نماذج وتطويرها وصولا للنموذج الحالي، ولكنه يعمل الآن على النوذج الأخير لتصغير حجمه قدر المستطاع وتحسينها، كما يعمل على تطويرها بحيث تستطيع الترجمة من العامية إلى لغة إشارة، ولكنه أمر يتوقف على حسب الدعم، فإذا توفر الدعم الكامل سيستطيع عمر تحقيق حلمه وأن يطرح النظارة بالأسواق في أقرب وقت ممكن، وفي حال عدم توفره كما حدث معه من بداية الأمر حتى الآن أكد أنه سيستغرق 6 سنوات.
وعن وصفه بـ"إيمو حتب"، أكد أنه في غاية السعادة بعد وصفه بهذا اللقب على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن كل هذا توفيق من الله سبحانه وتعالى، واجتهاد من آخرين كثر ساعدوه في الموضوع، كما أن الظروف التي من الله بها عليه هي من ساعدته.
وأكد المخترع الشاب أنه يتمنى من المسئولين تبني فكرته ودعمها ليستطيع إنجاز اختراعه، وليتمكن من توصيلها لمن يعانون من مشاكل السمع من الصم والبكم، وحتى يستطيع المساهمة في حل بعض المشاكل التي يعانون منها، وأنه من الصعب أن يذهب صدى علمهم دون حل هذه المشاكل.