حذر الدكتور حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بأن الظروف الداخلية في لبنان على مشارف الانهيار الشامل وسيكون اللبنانيون ضحاياه، داعيًا
القوى السياسية، إلى تقديم التنازلات لتخفيف معاناة الشعب ووقف المسار المخيف.
واعتبر دياب - في كلمة متلفزة موجهة للشعب اللبناني اليوم الأربعاء - أن تشكيل الحكومة بعد نحو عشرة أشهر على استقالة حكومته يعد أولوية قصوى، مؤكدًا أن تداعيات الأزمة ستكون خطيرة على اللبنانيين والمقيمين على أرضه والدول الشقيقة والصديقة.
وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال، البنانيين بالصبر حيال أي قرار تأخذه أي جهة ويزيد في معاناتهم، رافضًا توجيه الاتهام لأحد، لأن المرحلة تتطلب أعلى درجات المسؤولية كي يتم تخفيف آلام السقوط في حال حدوثه، كما طالب أشقاء لبنان وأصدقائه بعدم تحميل الشعب تبعات لا يتحملون أي مسؤولية عنها، ومساعدته في محنته القاسية.
وقال دياب "300 يوم مروا على استقالة حكومتي، وما زال لبنان يتوغل في نفق يزداد ظلامًا، وكلما لاح بصيص في الأفق، تطفئه الحسابات السياسية التي لم تعد تقيم وزنًا لمصير البلد ولا لمعاناة اللبنانيين الذين، وبسبب عدم تشكيل حكومة، يستنزفهم البحث عن حبة دواء أو علبة حليب أطفال أو لتر بنزين، ويكتوون بنار الأسعار التي تفوق بكثير قدراتهم ودخلهم".
وعدد رئيس حكومة تصريف الأعمال، الأزمات التي يشهدها لبنان ومنها العجز في تشكيل حكومة جديدة تتصدى للمشكلات الحادة، المالية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية وعدم ارتقاء القوى السياسية إلى مستوى المسؤولية الوطنية وقصور في إدراك حجم الأزمة وتداعياتها - بحد وصفه.
وأضاف أن تأخير تشكيل الحكومة تسبب في استمرار توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي واستمرار تجميد خطة التعافي التي وضعتها الحكومة المستقيلة، وتقليص مصرف لبنان الاعتمادات لاستيراد المواد الأساسية والنقص الحاد في الأدوية وحليب الأطفال والمحروقات بسبب اعتماد التخزين للمواد الأساسية، من قبل بعض التجار وممارسة التهريب بمختلف الطرق ولمختلف المواد الأساسية، على الرغم من الجهود لمواجهة عمليات التهريب بمختلف أشكاله.
وتحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال عن تردٍ متدحرج في تأمين الحد الأدنى من متطلبات اللبنانيين المعيشية والاجتماعية والدوائية والخدماتية من بنزين ومازوت وكهرباء فضلًا عن النزف الحاد في الطاقات العلمية والبشرية، بالإضافة إلى ما وصفه بالحصار الخارجي المطبق على لبنان، وممارسة الضغوط المختلفة لمنع وصول المساعدات إليه، لدفعه إلى الانهيار الشامل.