قامت مدرسة الفرنسيسكان الثانوية الخاصة بأسيوط بعمل جلسة تصوير لخريجيها للعام الدراسى 2020 2021، بهدف دعم مرضى البهاق، وذلك تحت رعاية مدير المدرسة الأب مايكل سليم، والأستاذة جيهان يوسف ناظر المرحلة الثانوية، وبإشراف الأستاذة شيرين شوقى الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة.
وتم تنفيذ الفكرة من خلال وضع المكياج الذى جعل هيئة الطلاب مثل مرضى البهاق، وجاءت الفكرة من خلال معايشة الكثير من الطلاب للمعاناه النفسية والمجتمعية التى يواجهها المريض، وخاصة بعدما تم عرض حكاية "لازم أعيش" بمسلسل إلا أنا للفنانة جميلة عوض، والتى ظهرت بدور مريضة بهاق تبذل قصارى جهدها لإخفاء البقع على بشرتها بالمكياج حتى تستطيع الخروج من منزلها.
وأشار الأب مايكل سليم، مدير مدارس الفرنسيسكان الخاصة بأسيوط، إلى ضرورة خلق كوادر طلابية قادرة على تحمل المسئولية المجتمعية، ليكون لهم دور فى التعبير عن أرائهم بحرية تجاه القضايا المختلفة.
ودعمت الأستاذة جيهان يوسف، ناظر المرحلة الثانوية، فكرة الطلاب ووفرت لهم كل احتياجاتهم أثناء التصوير، وشجعتهم على التنفيذ فى أسرع وقت، وأكد الطلاب أن منذ التحاقهم بالمدرسة فهى تقوم بدور الأم والمرشد والمعلم، وتحفزهم على القيام بدورهم المجتمعى.
وقالت شيرين شوقى، الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة، أن هذه الدفعة تتميز عن غيرها من خلال إصرارهم على اختيار أفكار مختلفة لجلسة التصوير، حيث لم يقتصر الأمر على تنظيمهم لجلسة تصوير للتخرج فقط، لافتة إلى إن الطلاب لديهم نظرة شاملة لكل ما يدور حولهم فى المجتمع.
وأضافت أن رؤية الطلاب فى اختيار الفكرة كانت تدور حول الاختلاف وقبول الذات، وبالفعل تم الاختيار بين أكثر من فكرة مثل دعم أصحاب البشرة الملونة، أو دعم حملات ضد التنمر، لكن فكرة دعم أصحاب مرضى البهاق حازت على رأى الأغلبية، موضحة أن المدرسة فى المعتاد تقوم بعمل جلسات تصوير للخريجين فى كل عام، ولكن الجديد هذا العام تحديدا فكرة التصوير.
وبادرت بالفكرة الطالبة مارتينا جمال، وأوضحت رغبتها بعمل مؤسسة صغيرة داخل المدرسة تقوم بدور التوعية والإرشاد للطلاب الأصغر سنا بخطورة التنمر، وأكملت إن مرضى البهاق لهم جمالهم الخاص ولهم حق الظهور فى أى مناسبة.
وقالت الطالبة يوستينا ملاك التى قامت بوضع المكياج للطلاب: إن المرض له طريقتين للتعامل معه، إما أن استخدمه كإبتلاء من الله وأراه كنقطة ضعف أو كنقطة تحفيزية وعلامة تميز، مضيفة إن هدف الطلاب من التوعية إظهار جوهر الإنسان الذى لا يقدر بثمن.
وأوضح الطالب بلال يوسف: "البهاق مش مرض وحش على قد ما هو وجع من نظرات الناس" وأكمل الطالب خالد رأفت موضحا عدم توقعه أن يخوض هذه التجربة، لكن عندما خرج أمام الناس والبقع تملؤ وجهه شعر بقوة داخلية غريبة لم يعرف من أين أتت.
وقالت الطالبة كارين شنودة: أن مرض البهاق ليس له ألم جسدى لكن الألم يكمن فى جهل البعض بالمرض وخوفهم من العدوى، واستطردت الطالبة ندى نبيل موضحة رغبتها فى تحويل أى نقطة ضعف فى شكل الإنسان إلى لوحة فنية لتظهر بشكل آخر مما كانت عليه.
وأضافت الطالبة مريم نبيل أن الاختلاف تميز والله سبحانه وتعالى لم يخلق أى شيء سيء، ولأن مرضى البهاق يتعرضوا للتنمر بشكل كبير، فقمنا بدعمهم ليكتسبوا ثقة بنفسهم.
واختتمت الطالبة كارولين عادل، بإنها لم تسلم يوما من التنمر وهذا ما جعلها تشارك فى جلسة التصوير، لإيمانها الشديد بأهمية التوعية ضد التنمر ودعم مرضى البهاق، ورغبتها فى المشاركة مرة أخرى فى دعمهما بأكثر من طريقة.