السبت 18 مايو 2024

«ست بـ100 راجل.. قصة صاحبة الكارتة».. تدير موقف سندوب للأجرة في عمر الـ 60 (فيديو)

دار الهلال تلتقي صاحبة الكارتة

محافظات7-6-2021 | 11:29

حسناء رفعت

اعتادت المرأة المصرية على تقديم نموذج يدعو للفخر دائما، ففي وسط الظروف الصعبة والمجتمع الذي لا يرحم تجد المرأة المصرية كما عودتنا وعودت المجتمع باستمرار على الصمود وجعل هذا الصمود حكاية تروى .

"دارالهلال" التقت بالمرأة النموذج نعيمة جابر التي وقفت بمفردها تواجه التحديات عقب وفاة زوجها وتركه أطفالهما صغارا لا يعلمون معنى الحياة بعد، فقررت عدم الاستسلام لظروفها ونزلت لسوق العمل لتصبح السيدة الوحيدة التي تدير بمفردها موقف "كارتة" سيارات أجرة سندوب بمحافظة الدقهلية لتروى لـ"دار الهلال" حكايتها .

قالت نعيمة جابر محمد مسئولة (كارتة) موقف سيارات الأجرة لنقل الركاب بسندوب لقرى شرق المنصورة لمناطق "تمي الأمديد - تلبانة - كوم الديربي - شاوة - تاج العز – البيضاء": "أنا مقيمة بمنشية صبري أبو علم مركز تمي الأمديد محافظة الدقهلية، وجوزي توفي من عشر سنين ، وكان بيشتغل مسئول عن الكارتة وتنظيم عربيات الأجرة في الموقف، ولكنه مرض وأصيب ببتر في الساق.. بعدها بـ20 يوما مات وتركني أنا وأولادي الصغار بدون دخل.

وأضافت، "بعد موت جوزي مكنش لينا دخل أعيش منه وأصرف على بيتي وأولادي منه، لقيت سواقين الموقف زاروني في البيت وبيقولولي إنتي هتنزلي الموقف مكان جوزك وتكملي مسيرته وشغله وكأنه موجود ورزقك ورزقنا على الله، وفعلا نزلت الشغل وكملت مسيرة جوزي".

 وتابعت: "بعد وفاة جوزي، الشؤون الاجتماعية خصصت لي معاشا شهريا قيمته ٣٢٣جنيها، وأولادي في التعليم.. أسماء كانت طالبة في ثالثة إعدادي، والسيد كان في ثانية ثانوي فني، والحمد لله أنا شقيت عليهم وربيتهم بالحلال، وكملوا تعليمهم، وجوزت بنتي وجهزتها أحسن جهاز، وابني دلوقتي شغال عامل أجرة باليومية" .

وواصلت: "وأنا في الموقف بتقابلني صعوبات كتيرة، ومواقف ومشاكل كتير، وخصوصاً وإني الست الوحيدة في وسط سواقين الموقف، وأحيانا في بلطجية بيتعدوا عليا، وفي سواقين كتير بيضايقوني، وبيتنمروا عليا؛ لكن فيه ناس تانية بيتعاونوا معايا وفي الآخر هي دي شغلانتي اللي معرفش غيرها، وأنا لازم أتحمل عشان أعرف اصرف على أولادي وأكفي بيتي من كل الاحتياجات".

وعن بدء عملها اليومي قالت: "أنا ببدأ يومي الساعة 4 الفجر بصلي وأروق بيتي على السريع، وانزل شغلي الساعة 5:30 وبوصل الموقف الساعة 6، ولما بوصل بنظم العربيات وبشوف كام عربية في الموقف مين اللي وصل ومين اللي بعده، وبكتب الأسماء في كشف بالدور، عشان محدش يتعدى على التاني، وبحفظ لكل واحد دوره "نظام كارتة" وبعرف مين السواق اللي بيطلع بره الموقف وأعرف خط سيره، وبيروح فين، والسواقين بيتعاونوا معايا وبيحترموني وبحترمهم.

وواصلت حديثها: "كل سواق بيديني جنيه أو اتنين وفي آخر اليوم لو روحت وانا معايا 70 أو 80جنيه بكون فرحانة ومبسوطة خالص وبحمد ربنا، الفلوس دي ممكن متكفيش أي حد تاني، لكنها ببركة ربنا بتكفيني أنا وأولادي.. كملت تعليم ولادي منها وجوزت بنتي منها وبدفع إيجار البيت 400 جنيه كل شهر، وفواتير كهربا ومياه، ومنها بصرف على نفسي وابني والحمد لله رضا.. أنا عندي 60 سنة وبنزل وبشتغل وهفضل اشتغل لحد آخر يوم في عمري.

الاكثر قراءة