قالت الدكتورة سلوى بكر، التي تحدثت من بين مقاعد الجمهور في ندوة مناقشة رواية "نقطة نظام" للكاتب صبحي موسى، إن للرواية أهمية نظرًا لما تمثلها الآن في ظل سيادة العديد من الكتابات الضعيفة، لافتةً إلى أنها واحدة من الروايات المهمة القليلة الصادرة في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة، وأن كاتبها بوعي فني شديد، وحس سخرية متقن شرح الأنساق التي يقوم عليها المجتمع، سواء في الخرافة أو السحر أو التاريخ أو الهيمنة العسكرية أو نمو البلطجة وتعاونهم مع رجال الأمن.
أما الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية ومنح التفرغ، فقال إنه قرأ لـ"صبحي موسى" أربعة أعمال في الفترة الأخيرة، وجميعها مدهشة وقوية وتؤكد على أنه كاتب كبير، وفي هذه الرواية استطاع أن يعري المجتمع المصري، مؤكداً على أن الثورة قامت، وأن المهدي المنتظر هو كل شخص فينا.
أما الروائية والصحفية زينب عفيفي، فقالت إن هذه الرواية قدمت لنا المجتمع المصري من الداخل، من القلب، وسخرت من كل الأنساق الحاكمة لمجتمعنا في العمق، و"صبحي" كاتب ساخر ومدهش وقادر على جذب القارئ من السطر الأول في النص حتى آخر كلمة.
ومن جانبها قالت الكاتبة هالة البدري، إنها لم تقرأ لـ"صبحي" من قبل كي تعرف نموه وتطوره الفني، لكنها وجدت نفسها أمام كاتب مكتمل التطور والأدوات الفنية، وأنه أدهشها بسرده وحبكته وقدرته على إنتاج السخرية والفنتازيا، متحدث عن كل ما نعانية من قسوة ولكن بمحبة ونعومة وابتسامة ساخرة.
وقال الناقد والمترجم ربيع مفتاح، الذي أدار الندوة، إن "صبحي موسى" كاتب من أبرز كتاب جيله، صدرت له عدة أعمال روائية ومجموعات شعرية، وتقدم أعماله الروائية قضايا إشكالية هامة، بدءًا من روايته الأولى "صمت الكهنة" مرورًا بروايته "أساطير رجل الثلاثاء" و"الموريسكي الأخير" وصولاً إلى روايته الأخيرة "نقطة نظام"، والتي يناقش فيها الأنساق الاجتماعية والثقافية الحاكمة للجماعة البشرية، من خلال قرية صغيرة لا نعرف إن كانت القرية الدولة أم الدولة القرية، والتي تنتهي أحداثها بجملة "الشعب يريد إسقاط النظام"، والرواية قائمة على السخرية والأسطورة التي تثير لدينا تساؤلًا عن إن كانت الأسطورة معوق للشعوب عن الثورة والتقدم.
أما الكاتب والناقد محمد قطب، فقال إنه من الظلم أن نسجن الرواية فقط في المسألة السياسية، وهي رواية مهمة جداً في هذا الجانب، لكنها مهمة ايضاً في عدد من الجوانب الأخرى، كالسخرية والفنتازيا والتأريخ للواقع الاجتماعي للريف المصري، لكن أهم من كل ذلك هو التقنية التي استخدمها موسى في الكتابة، حيث يجعل السارد جزء من النص، ويجعل القارئ في حالة تشوق دائم لذلك السرد الدائري الذي استخدمه.
وقالت الكاتبة منى ماهر، إن هذا هو العمل الأول الذي قرأته لـ"موسى"، وإنها أدهشت من قدرته على جذب القارئ لعوالمه السحرية، وقرأت جملة رأت أنها جملة مفتاح لدخول إلى عالم النص، حيث يتحدث السارد عن نفسه وأهله بوصفه سفيرهم في عوالم المحروسة.
وقال الناقد صالح السيد، إن هذه الرواية لا تتحدث عن الثورة بقدر ما تتحدث عن الرؤية التي يعيش بها مجتمعنا، وأنها تفتضح مجموعات من العلاقات الفاسدة التي تنتج الأساطير كما تنتج السحرة والمجاذيب، وأن هذه الأنساق كان لابد أن تسقط بفعل الثورة عليها.