الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

نقاد: «نقطة نظام» قدمت المجتمع المصري من الداخل

11-5-2017 | 15:41

قالت الدكتورة  سلوى بكر، التي تحدثت من بين مقاعد الجمهور في ندوة مناقشة ‏رواية "نقطة نظام" للكاتب صبحي موسى، إن للرواية أهمية نظرًا لما تمثلها الآن في ‏ظل سيادة العديد من الكتابات الضعيفة، لافتةً إلى أنها واحدة من الروايات المهمة ‏القليلة الصادرة في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة، وأن كاتبها بوعي فني شديد، ‏وحس سخرية متقن شرح الأنساق التي يقوم عليها المجتمع، سواء في الخرافة أو ‏السحر أو التاريخ أو الهيمنة العسكرية أو نمو البلطجة وتعاونهم مع رجال الأمن.‏

أما الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية ومنح ‏التفرغ، فقال إنه قرأ لـ"صبحي موسى" أربعة أعمال في الفترة الأخيرة، وجميعها ‏مدهشة وقوية وتؤكد على أنه كاتب كبير، وفي هذه الرواية استطاع أن يعري المجتمع ‏المصري، مؤكداً على أن الثورة قامت، وأن المهدي المنتظر هو كل شخص فينا.‏

أما الروائية والصحفية زينب عفيفي، فقالت إن هذه الرواية قدمت لنا المجتمع ‏المصري من الداخل، من القلب، وسخرت من كل الأنساق الحاكمة لمجتمعنا في ‏العمق، و"صبحي" كاتب ساخر ومدهش وقادر على جذب القارئ من السطر الأول ‏في النص حتى آخر كلمة.‏
ومن جانبها قالت الكاتبة هالة البدري، إنها لم تقرأ لـ"صبحي" من قبل كي تعرف نموه ‏وتطوره الفني، لكنها وجدت نفسها أمام كاتب مكتمل التطور والأدوات الفنية، وأنه ‏أدهشها بسرده وحبكته وقدرته على إنتاج السخرية والفنتازيا، متحدث عن كل ما ‏نعانية من قسوة ولكن بمحبة ونعومة وابتسامة ساخرة. ‏

وقال الناقد والمترجم ربيع مفتاح، الذي أدار الندوة، إن "صبحي موسى" كاتب من ‏أبرز كتاب جيله، صدرت له عدة أعمال روائية ومجموعات شعرية، وتقدم أعماله ‏الروائية قضايا إشكالية هامة، بدءًا من روايته الأولى "صمت الكهنة" مرورًا بروايته ‏‏"أساطير رجل الثلاثاء" و"الموريسكي الأخير" وصولاً إلى روايته الأخيرة "نقطة ‏نظام"، والتي يناقش فيها الأنساق الاجتماعية والثقافية الحاكمة للجماعة البشرية، من ‏خلال قرية صغيرة لا نعرف إن كانت القرية الدولة أم الدولة القرية، والتي تنتهي ‏أحداثها بجملة "الشعب يريد إسقاط النظام"، والرواية قائمة على السخرية والأسطورة ‏التي تثير لدينا تساؤلًا عن إن كانت الأسطورة معوق للشعوب عن الثورة والتقدم.‏

أما الكاتب والناقد محمد قطب، فقال إنه من الظلم أن نسجن الرواية فقط في المسألة ‏السياسية، وهي رواية مهمة جداً في هذا الجانب، لكنها مهمة ايضاً في عدد من ‏الجوانب الأخرى، كالسخرية والفنتازيا والتأريخ للواقع الاجتماعي للريف المصري، ‏لكن أهم من كل ذلك هو التقنية التي استخدمها موسى في الكتابة، حيث يجعل السارد ‏جزء من النص، ويجعل القارئ في حالة تشوق دائم لذلك السرد الدائري الذي ‏استخدمه.‏

وقالت الكاتبة منى ماهر، إن هذا هو العمل الأول الذي قرأته لـ"موسى"، وإنها أدهشت ‏من قدرته على جذب القارئ لعوالمه السحرية، وقرأت جملة رأت أنها جملة مفتاح ‏لدخول إلى عالم النص، حيث يتحدث السارد عن نفسه وأهله بوصفه سفيرهم في ‏عوالم المحروسة.‏

وقال الناقد صالح السيد، إن هذه الرواية لا تتحدث عن الثورة بقدر ما تتحدث عن ‏الرؤية التي يعيش بها مجتمعنا، وأنها تفتضح مجموعات من العلاقات الفاسدة التي ‏تنتج الأساطير كما تنتج السحرة والمجاذيب، وأن هذه الأنساق كان لابد أن تسقط بفعل ‏الثورة عليها.‏