وسط ساحة دراسية وفنية عريقة، شهدت العديد من الأعمال الفنية المبدعة، استطاع طلاب إعدادي فنون جميلة بجامعة حلوان بالزمالك تجسيد مشاريع فنية مميزة وهادفة تحمل كل منها رسالة للجمهور بشكل عام وفئات معينة بشكل خاص.

"10 أيام وليالي" فترة قضاها كل من طلاب وفناني مصر بداخل ساحة كلية فنون جميلة جامعة حلوان بالزمالك؛ للإبداع في إنتاج مشاريعهم الفنية الخاصة بمادة النحت، لتنتهي النتيجة بالامتياز ويكلل الله تعبهم بالنجاح والتفوق، فتسعد قلوبهم كثيرا، تاركين خلفهم التعب التي دام لفترة ليست بقصيرة.

وفي هذا الصدد تواصلت "دار الهلال" مع إحدى طلاب معرض كلية فنون جميلة بالزمالك التي تميز جروبها بفكرة مشروع  "السمنة"، وذلك لإيصال رسالة معينة لأصحاب مرضى السمنة، فضلا عن التوعية من الوقوع في تلك الأخطاء.

وقالت فاطمة الزهراء حسن، إحدى طلبات إعدادي فنون جميلة جامعة حلوان بالزمالك، وكذلك من الطلاب المشاركة بمعرض "إنجاز" الذي شمل العديد من المشاريع الفنية والإبداعية، إن البداية كانت حينما قسم دكتور مادة النحت الدفعة إلى مجموعات مختلفة مكونة من 5 أفراد هم "فاطمة الزهراء حسن جلال، مريم عادل، مريم إسلام، مريم أحمد، مايكل أمجد" بحسب اختياره هو، الأمر الذي زاد من رهبتهم في بداية الأمر خوفا من عدم التفاهم وتكامل الأفكار؛ لأنهم ليس أصدقاء، بالإضافة إلى اختلاف أفكارهم، موضحة أن الدكتور طلب من أفراد الجروب عمل "سكيتش" تصوري لموضوع "ريسايكلينج" وتم اختيار فكرة السمنة المفرطة والأكياس البلاستيكية الخاصة بالطالبة فاطمة الزهراء حسن من قبل الدكتور إيهاب الطوخي بحسب قولها لنا.

وتابعت الطالبة، أنها اعتمدت خلال تصميم الفكرة على الورق في توظيف الخامة مع الفكرة لترابط الموضوع أكثر قائلة: "كنت عايزة أوصل رسالة معينة وفكرة معينة وبالفعل تم اختياره للتنفيذ"، مضيفة: "تجمع الفريق المكون من 5 أفراد وأصبح هدفهم واحد وهو التكاتف معا من أجل تكليل النجاح في نهاية المطاف، وذلك من خلال خروج صورة فنية مبدعة للمشروع الخاص بهم".

وأضافت أنه تم الاتفاق بينهم على كيفية بدء العمل على الفكرة وتحديد الخامات التي يحتاجونها طوال فترة المشروع، حيث تم شراء حديد مسلح وأوراق صحف وإسفنج للنحت، وذلك لصنع هيكل "السمنة المفرطة"، مشيرة إلى أن من أصعب الأمور التي واجهتهم خلال إعداد المشروع هو نحت الهيكل بالإسفنج؛ لأن نحت جسم الإنسان يتطلب دراسة تشريح للحصول على نتيجة صحيحة بالإضافة إلى الدهون التي زادت من صعوبة الأمر عليهم أثناء النحت، قائلة: "أصعب أنواع النحت نحت الجسم السمين.. وده كان صعب علينا لأننا أول مرة ننحت هيكل 150 سم".

وأشارت إلى أن العمل بالمشروع استمر لمدة 10 أيام بداية من الساعة 9 صباحا وحتى غروب الشمس وحلول الظلام، لافتة إلى أنه في بعض الأوقات كان يتم فك خطوة ما بداخل المشروع تم إعدادها بالفعل لعدم ظبطها بنسب مظبوطة تماما، وإعادة صنعها وذلك لخروج فكرة إبداعية والحصول على أعلى درجات في مادة المشروع.

وأضافت أنه في ختام إعداد الفكرة لم يكن الأمر سهلا، وذلك لاعتمادهم على تجميع أكياس بلاستيكية من الشيبسي وخلافه لتغليف هيكل السمنة المفرطة به، الأمر الذي تتطلب منهم جمع الأكياس من طلاب الجامعة والشوارع وغسلهم جيدا لسهولة اللزق على الهيكل وعدم التعرض للأوبئة في ظل كورونا، بالإضافة إلى الحرص على جمع ألوان معينة، بطريقة  تعرف باسم "بوب ارت"، موضحة أن التعاون بين الفريق من أحد عوامل نجاح فكرة المشروع وانتهائه بالحصول على الدرجات النهائية 40 من 40، فضلا عن دعم الدكتور إيهاب الطوخي، والمعيدة رنا شاميل بحسب قولها لنا.

واختتمت: "الحمد لله تعبنا وربنا فرحنا والمشروع نال إعجاب الدكاترة وكما لاقى استحسانا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعلها تفرح كثيرا بإيصال الفكرة والرسالة المستهدفة للجميع".