انتشر كثيراً بين الناس جحود المعروف و عدم شكر الناس على إحسانهم .
وصاحب هذا الفعل الذين يتجاوز جحوده وجفاءه للخلق بهذه الأفعال يصل إلى أنه لا يشكر الله سبحانه وتعالى لحديث النبي ﷺ : "من لم يشكرِ النَّاسَ لم يشكرِ اللَّهَ "، وفي رواية : " لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ " .
وهذا التصرف السيئ يزرع الفرقة بين الناس ويترك آثاراً سلبية في النفوس ويدخل الشيطان من أوسع الأبواب بين الإخوة .
فينبغي على المؤمن أن يشكر المعروف و من أحسن إليه وصنع له الخير سواء قريباً كان أو غريب وله معه مصالح أخرى أو لا .
ويعتبر شكر الناس من جنس شكر الله تبارك وتعالى على ما أحسن إليه على عبيده .
وقال الرسول ﷺ : " منِ استعاذَكم باللهِ فأعيذوه، ومن سألكمْ باللهِ فأعطوهُ ومن دعاكمْ فأجيبوهُ ومن أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ " .
ولذلك يشرع للمؤمن أن يدعو لمن صنع له معروفاً أو أن يبادل من أحسن إليه بالإحسان ورد الجميل وأن يثني عليه خيرًا ويدعو له وهو أقل مقابل لإحسانه إليه .
بالإضافة إلى أن بذل المعروف من فضائل الأعمال و مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال .
وفي حالة التقصير في رد الجميل فهناك أقل حد الشكر وهو الدعاء.
وقال فيه أيضا الرسول ﷺ " من صُنعَ إليهِ معروفٌ فقالَ لفاعلهِ جزاكَ اللَّهُ خيرًا فقد أبلغَ في الثَّناءِ " .
وهذا من الرقي والأخلاق العالية التي يتميز بها الإسلام ويقل التعامل به بين الناس .
ومعنى الحديث الأخير انك تقول لصانع المعروف انك تترك مكافأته على معروفه لله عز وجل الكريم الوهاب سبحانه وتعالى .
فعلينا جميعا العرفان بالفضل لأهل الفضل حتى نكون من أهل الفضل، فقال من سبقنا : "يعرف الفصل لأهل الفضل أهل الفضل".