كشفت هدي سيف الدين استشاري تربية خاصة ورئيس وحدة الديسيليكسيا بمركز ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة عين شمس، أن السبب الرئيسي لعناد الأطفال هو التدليل أو الدلع الزائد من الوالدين.
وأضافت استشارية التربية الخاصة، في تصريحات لـ"دار الهلال": "كلما يطلب الطفل شيئا، تلبي له كل طلباته، ولا تقول له الأم سنشتريها لك بعد يومين، أو بعد قبض المرتب من العمل، لكي يتعلم الطفل الصبر".
وأكدت أن تأخير طلب الطفل أمر ضروري، حتي ولو في استطاعة الأم أن تشتري كل شيء، وذلك بهدف تعليم الطفل أن كل شيء له وقته، ولابد أن تتفق الأم مع الطفل أنها ستشتري اللعبة مثلا يوم كذا ولعبة واحدة فقط.
وأضافت رئيسة وحدة الديسيليكسيا بمركز ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة عين شمس، أنه يجب على الأم أن تمنع الطفل أو تحرمه، بمعني لا تلبي أي شيء يطلبه الطفل، فليس ما يطلبه كن فيكون، فبعض الأطفال تصرخ وتبكي، يريدون شراء الحلوى في وقت متأخر من الليل، فالأم الواعية تنظم طلبات الطفل، وتعوده على قاعدة: سنشتري لك في يوم محدد،.
واستطردت: تتفق مع الطفل أنهما سيخرجان لشراء حاجتين فقط من السوبر ماركت، وإذا طلب أكثر ترفض الأم، ولا ينبغي أن يشير على كل حاجة في المحل، فتشعر الأم بالإحراج أمام البائع فتضطر الأم لشراء كل ما يطلبه، وكذلك إذا ذهب الطفل مع الأسرة إلى الملاهي، تتفق مع الطفل ستلعب لعبتين فقط، فهناك أطفال تلعب نفس اللعبة ١٠ مرات.
وبينت "سيف الدين" أن الطفل يتعلم الأنانية، وعدم إشباع رغباته، أي تعلمه الجوع، ونجد في الطبقات الشعبية أمثلة تقول "دا شخص جعان"، ولكن يجب أن تعلم الأم الطفل أن يكون متعاونًا في المدرسة، إذا كان في يديه طعام، يقدم لزملائه في المدرسة منه، وأن يكون كريما وتعلمه أن يكون حنونًا، فمثلا إذا كان يأكل بسكويت تقول له افتحه وأعطي لجده، فبذلك يتعلم الطفل عدم الاستحواذ، ولا يكون أنانيًا.
وشددت استشارية التربية الخاصة، أنه إذا طلب الطفل شيئا وليس في استطاعتها تلبيته، عليها أن تتمسك برأيها وتقول له لا، فلا يجوز أن يضغط عليها وشخصيته لا تغلب على الأم، فتضطر أن توافق في النهاية على طلبه ، فأسلوبها ينتصر على الأم وتتجاهل ليتعلم الصبر، أما إذا كان طلب الطفل منطقيًا، وفي استطاعة الأم تحقيقه لا توجد مشكلة، ويجب أن تفي بالوعد.