الجمعة 21 يونيو 2024

السفير الفلسطينى بالقاهرة: عبّرنا عن تقديرنا لمصر برفع صور الرئيس السيسى فى غزة (حوار)

جانب من اللقاء

عرب وعالم8-6-2021 | 23:35

محمود علي - تصوير/ هالة يوسف

عاش الفلسطينيون لحظات من الألم، بعد شن الكيان الصهيوني عدوانًا على أراضيهم، استمر لأيام متواصلة، راح ضحيته عشرات الأبرياء، من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، وانتشرت مقاطع للغارات على منازل المواطنين العُزل، واستهداف أبراج الصحف والقنوات ووسائل الإعلام المختلفة، حتى تدخلت مصر للوصول إلى حل، بوقف تبادل إطلاق النار، للحافظ على حياة الشعب الفلسطيني.

وحاورت "بوابة دار الهلال"، دياب اللوح السفير الفلسطيني في القاهرة، والذي أشاد بالدور المصري في إنهاء الأزمة، وأيضًا زيارة اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة للأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى مبادرة إعمار غزة، والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وإلى نص الحوار

ما رأيك في الدور المصري المبذول لوقف العدوان منذ بداية الأزمة؟

أشكر الشعب المصري وكافة قياداته، وأجهزته الأمنية على كل المشاعر والدعم تجاه الشهداء والمصابين والأسرى، وأتوجه بكل التحية والإجلال لشهداء الشعب المصري من مختلف أجهزته الأمنية، مصر تدخلت وتابعت مع كافة الأطراف منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، واستطاعت برغم تعنت إسرائيل، وقف إطلاق النار في الـ21 من مايو بدون شروط، بعد استمراره 11 يوم، وأرسلت الوفود الأمنية التي التقت مع جميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار، وخلق مناخ لاستئناف العملية السياسية، وإنهاء الاحتلال الفلسطيني، وإنهاء الممارسات العنصرية من قِبل الاحتلال.

كيف رأيت زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية للأراضي الفلسطينية؟

الزيارة كانت على مستوى كبير من الأهمية، ولاقت ترحيبًا وانسجامًا كاملًا من جميع الأطراف والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى الرسائل والتوجيهات التي حملها من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدعوته لعقد اجتماعات لكافة الأطراف في القاهرة، التي من مقرر عقدها خلال أيام لاستكمال الحوار الوطني الفلسطيني، بجانب توجيهات الرئيس محمود عباس، بضرورة إنجاح الجهد والتحرك المصري، وحدوث انطلاقة جديدة، وبدء مفاوضات جادة بيننا وبين إسرائيل في مؤتمر دولي للسلام، تحت رعاية الرباعية الدولية، على أساس القرارات والمرجعيات ذات الصلة، وحل الدولتين المبادرة العربية للسلام، وتمكيننا من إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 67، في مقدماتها القدس عاصمة فلسطين.

من سيتولى إعادة إعمار غزة؟ ورأيك في مبادرة الـ500 مليون دولار؟

الشعب الفلسطيني والحكومة وكافة الفصائل الفلسطينية رحّبت بهذه المباردة، وعبّروا عن امتنانهم برفع صور الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة الأنحاء والمباني، وندعو الدول العربية والمجتمع الدولي أن يحذو بنفس خطوات مصر لإعمار غزة، وبالفعل قامت دولة قطر بتقديم نفس المبلغ، ونرحب بمشاركة كافة الدول، سواء من خلال شركاتها ومعداتها، أو من خلال تعاقدها مع شركات محلية فلسطينية، ونؤكد أن الأموال ستذهب جميعها للبناء وليس لشراء الأسلحة، كما تروج سلطات الاحتلال، ونؤكد أن الشعب الفلسطيني موحد تحت قيادة الحكومة والسلطة الفلسطينية الوطنية، التي ستشرف مع كافة الدول على الإعمار، ونرفض ربط ملف إعادة الأعمار بأي ملفات أخرى، سواء كانت تبادل الأسرى أو أي ملف سياسي له.

ما رأيك في دور الجامعة العربية تجاه الأزمة الأخيرة؟

كان موقف مشرف ويليق بمستوى الحدث، متمثل في القرارت التي اتخذها الأمين العام والجامعة ككل، والتي صدرت على المستوى الوزاري خلال العدوان على كافة الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال الآليات؛ كالبعثات ومجالس السفراء العرب في نيورك وجنيف، وعقد مجلس حقوق الإنسان داخل جينيف، وإصداره قرار بتشكيل لجنة تحقيق في الممارسات الإسرائيلية.

ما تعليقك على ما قامت به الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن؟

كان الموقف الأمريكي داخل مجلس الأمن مخيبًا للآمال، وتتحمل الولايات المتحدة المسؤولية كاملة؛ بعد أن أفشلت اجتماعات مجلس الأمن في إصدار بيان حالة، وأدين تمسك الولايات بالسياسة القديمة، المتمثلة في حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها فقط، على عكس باقي الأعضاء من المجلس، الذين كانو مع الشعب الفلسطيني، مع العدالة والقانون الدولي، ويدل هذا على نجاح الدبلوماسية الفلسطينة المصرية والعربية.

ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى المجتمع العربي والغربي؟

أوجه في البداية شكر وتقدير لمصر، ونؤكد تمسكنا بالدور المصري، ونعلق الكثير من الآمال عليها؛ فمصر دولة محورية، ولها وزنها على مستوى العالم، بجانب وجود غرف عمليات مشتركة وشراكة كاملة مع مصر والأردن، مدعومة بالدول العربية، ودائمًا أبوابنا مفتوحة لكافة الدول العربية، ونتمسك بعمقنا العربي فهو السند، وأتوجه بالشكر لكافة شعوب العالم التي عبّرت عن إدانتها ورفضها للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وعبّرت عن وقوفها مع حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعيش بسلام مع كافة شعوب العالم، وأقول للإدارة الأمريكية أن دورها ومسؤوليتها حاليًا أن تمارس ضغطًا وتأثيرًا على الحكومة الإسرائيلية، لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية، وتجلس على طاولة المفاوضات، في إطار مؤتمر دولي برعاية الرباعية الدولية، التي هي طرف فيها.

هل ترى أن السوشيال ميديا كانت عامل أساسي في كشف فضائح الانتهاكات؟

بكل تأكيد دورها كان مهم جدًا، في السابق كان يقتصر النشر على الصحف ووسائل الإعلام الخاصة فقط، ولكن اليوم كل مواطن أصبح إعلامي وناقل للحقيقة، حتى داخل إسرائيل نشر المواطنون ما يشاهدون من جرائم، هذه السوشيال عامل مهم في نقل الأحداث المباشرة، وفضح الاحتلال والممارسات الإسرائيلية، وكشف زيف وكذب الرواية المعهودة في تزوير الأرقام والحقائق وقلبها.


كيف رأيت دور الإعلام العربي والغربي في تغطية الأزمة الأخيرة؟

المواقف متفاوتة في الإعلام الغربي، وليست مثل الإعلام الشقيق الذي أود أن أعبّر عن شكري له، وخاصة الإعلام المصري الرسمي أو الخاص؛ لنقلهم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ومجازر حرب دموية، وكان له الفضل في كشف وتعرية الاحتلال أمام العالم أجمع، وفضح زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم، ولكن الإعلام بشكل عام نقل ما يحدث ويجري، وما يتعرض له الشعب من مجازر على يد الاحتلال، وتدمير أبراج إعلامية كبيرة تضم كافة وكالات وصحف العالم، مثل برج الجلاء والجوهرة، وتابع العالم أجمع مسيرات التضامن في كافة الدول لرفض وإدانة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، في النهاية لا يمكن حجب الشمس بغربال أو حجب الحقيقة من قِبل أي طرف.

ما رأيك في دور المقاومة وكيف اختلفت عن الفترات السابقة؟ 

المقاومة هي حق مشروع للشعب الفلسطيني، ولأي شعب تحت الاحتلال أن يقاوم المحتل والغاصب لوطنه، المقاومة كانت في حالة دفاع عن النفس، وتصدت للمحتل بكل شجاعة وبسالة، ولاحظنا التطور النوعي في أدائها وإمكانيتها، وأنا كسفير ودبلوماسي أنحني إجلالًا وإكبارًا لمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني للعدوان الإسرائيلي الممنهج التدميري، ضد أهلنا في فلسطين.

كم عدد الشهداء والمصابين حتى الآن؟

لا يوجد إحصائية كاملة حتى الآن، ولكن تجاوز عدد الـشهداء 250 شهيدًا؛ نصفهم من الأطفال والنساء وكبار السن، و70 شهيد من الأطفال، بالإضافة إلى عائلات مُسحت وقُتلت بأكملها من السجل الفلسطيني، وفقدان 70 ألف أسرة لبيوتهم، وأصبحوا بدون مأوى بجانب مئات الجرحى، الذين وصل العشرات منهم لتلقي العلاج في مستشفيات المصرية والأردنية، بجانب نشر الكثير من المجلات الأجنبية والفلسطينية لوحة تضم صور الـ70 شهيد، هذا يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين في قطاع غزة.