الإثنين 27 مايو 2024

ما فضل سورة الإخلاص وأسمائها وسبب نزولها؟

سورة الإخلاص

دين ودنيا10-6-2021 | 15:27

محمد الأسيوطي

سورة الإخلاص سورة عظيمة مليئة بالفضائل والحسنات، وهي صفة الله عز وجل الواحد الأحد سبحانه، من قرأها كأنه قرأ ثلث القرآن الكريم، وعنْ أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم: «احشُدُوا، فإنَي سأقْرَأُ عليكُم ثُلُثَ القُرآنِ»، فحشدَ من حشدَ، ثُمَّ خرجَ نبي اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فَقَرَا: «قُل هُوَ اللَّه أَحَدٌ»، ثُمَّ دخلَ فقالَ بعضُنَا لِبعضٍ: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم: «فإني ساقْرأُ عليكُم ثُلُثَ القرآنِ»، إنِّي لأرى هذا خبرًا جاءَهُ من السماء، ثُمَّ خرجَ نبي اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إني قُلتُ: سأقَرا عليكُم ثُلُثَ القُراَنِ، ألا إنها تعدلُ ثُلُث القُراَنِ.

** جمعت سورة الإخلاص أنواع التوحيد الثلاثة:

- توحيد الربوبية.

- توحيد الألوهية.

- توحيد الأسماء والصفات.

وورد في فضل هذه السورة المباركة والترغيب فيها أحاديث متنوعة، فهي من الأذكار المؤكدة على مدار اليوم والليلة وأوقات وأحوال أخرى تثبت حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بها ومنها: في الصلاة و في خارجها وفي أذكار ختم الصلوات وفي أذكار  الصباح والمساء وعند ذكر النوم والقيام منه وللاستشفاء بها والرقية مع المعوذتين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر حرصاً عليها في السنن الخفيفة مثل ركعتي الفجر والمغرب.

** أسماء سورة الإخلاص:

لسورة الإخلاص أسماء متعددة تدل على ما فيها من كنوز وما لها من فضائل وهي:

 «قل هو الله أحد»، التوحيد، الأساس، التَّفريد، التَّجريد، النَّجاة، الولاية، المعرفة، النِّسبة، الصَّمد، المعوِّذة، المانعة، المذكِّرة، النُّور، الإيمان، المُقَشْقِشة، المعولة، البراءة، وفيها ردود كثيرة على أهل الزيغ والأهواء وأصحاب الافتراء على الله في صفاته ببساطة واختصار

** سبب نزول سورة الإخلاص:

قال أبي بن كعب رضي الله عنه: «إن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم، انسب لنا ربك، فأنزل الله عز وجل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، وكذلك جابر بن عبد الله رضي الله عنه: «إن أعرابيًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: انسب لنا ربك، فأنزل الله عز وجل: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» إلى آخرها».

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم، منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: «يا محمد صف لنا ربك، الذي بعثك»، فأنزل الله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ، فيخرج منه شيء «وَلَمْ يُولَدْ»، فيخرج من شيء، ومن أهم أسباب نزولها نسب المولى عز وجل وتعريفه وإظهار أسمائه وصفاته بنص القرآن الكريم.

** فضائل سورة الإخلاص:

- هي صفة الله الواحد الاحد الفرد الصمد، وعن  عائشةَ، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعثَ رجُلاً على سرية فكان يقرأُ لأصحابهِ في صَلاتِهِم فيَختمُ بـ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، فلمَّا رجَعوا ذكَّرَوا ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "سلُوهُ: لأيِّ شيء يصنعُ ذلك؟"، فسألُوهُ، فقال: لأنَّها صِفَةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحبُّ أن أَقرأَ بِهَا، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أخبروهُ أن اللَّه يُحبُّهُ.

ويبين الحديث ان حُبَّ هذه السورة الكريمة يُوجبُ محبةَ اللَّهِ، وقالُ ابنِ مسعودٍ: "مَنْ كانَ يحبُّ القرآنَ فهُوَ يحبُ اللَّهَ "، ومنه أيضا: أن حُبَّها يُوجبُ له دُخولَ الجنَّةِ، وقالَ عبيدُ اللهِ عنْ ثابتٍ عن أنسٍ قالَ: كانَ رجُلٌ مِنَ الأنصارِ يؤُمُّهم في مسجدِ قُباءَ، وكانَ كلَّما افتتحَ سورةً يقرأُ بِهَا لهمْ في الصلاةِ ممَّا يقرأُ به، افتتح بـ"قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" حتى يفرغُ مِنْها، ثُمَّ يقرأُ سُورةً أُخرَى مَعَهَا، وكانَ يصنعُ ذلكَ في كلِّ ركعةٍ، وذكرَ الحديثَ، وفيه: فقالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا فلانُ"، ما حملكَ على لزوم هذهِ السورةِ في كلِّ ركعةٍ؟"، فقال: إني أُحِبُّها، فقالَ: "حُبُّكَ إياهَا أدخلكَ الجنَّةَ ".

وهي من المعوذات والرقية وتقي صاحبها وتحفظه من كل الشرور، وعنْ عائشةَ: "أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذَا أوَى إلى فِراشِهِ قرأَها مع المعوذتينِ ومَسَحَ ما استطاعَ مِنَ جسدِهِ ".

وعنْ أبي أمامةَ، عنْ عقبةَ بنِ عامر قالَ: قالَ لي رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: "ألا أَعلمُكَ خيرَ ثلاثِ سورٍ أنزِلَتْ في التوراةِ والإنجيلِ والزَّبور والقُراَنِ العَظيم؟ "، قلتُ: بَلَى. قالَ: "فَأَقرَأَنِي: قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ، وقلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ قالَ لِي: يا عقْبةُ، لا تنْسَهُن ولا تَبِتْ ليلة حَتَى تَقْرَأهُن.

- وهي سبب لإجابة الدعاء: فعن محجن بن الأدرع أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد وهو يقول، اللهم إني أسألك بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: «قد غفر له، قد غفر له، قد غفر له».

وعنْ عبدِ اللَّهِ بنِ بريدةَ عنْ أبيهِ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ رجلاً يصلِّي يَدْعُو يقولُ: اللهُمَّ إني أسألُك بأني أشهَدُ أن لا إله إلا أنتَ الأحَدُ الصّمدُ الذي لمْ يلدْ ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ، قالَ: "والذي نفْسي بيدِهِ لقدْ سألَهُ باسمِهِ الأعظمَ، الَّذِي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ بهِ أجابَ ".

وتضمنت الرد على المشركين وكل أهل الملل المنحرفة، وتعتبر حجة الله على خلقه سبحانه فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّه: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّل الخَلْقِ بِأَهْوَن عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللُه وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ».

ومن قرأها عشرة مرات يُبنى له بيت في الجنة، وعَنْ سَهْلِ بنِ مُعَاذِ بن أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  عَشْرَ مَرَّاتٍ، بنى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ: إِذنْ نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ.