الثلاثاء 21 مايو 2024

كيف يمكن تلافي الخطأ البشري بحوادث النقل؟.. خبراء يجيبون

حوادث القطارات

تحقيقات11-6-2021 | 22:02

محمود بطيخ

كثرت بالآونة الأخيرة، الحوادث الخاصة بالقطارات، فتارة تخرج العربات عن القضبان، وتارة أخرى يصطدم قطارات ببعضهما مما تسببت في العديد من الخسائر البشرية، التي أوجعت المصريين، في شتى أنحاء الجمهورية، الأمر الذي جعل وزارة النقل تستعجل في العملية التطويرية التي ظلت مشلولة طوال أربعين عامًا.


وأكد خبراء النقل، بأن حوادث القطارات العامل البشري أكثر مسبب لتلك الحوادث، موضحين، أن زيادة السكان سبب في عمل مزلقانات بجوار منازلهم، مما يجعلها سببًا في كثرة الحوادث، وأفاد آخر أن الوزارة تعمل على منظومة جديدة، مضيفًا أن تلك المنظومة ستمنع الخطأ البشري.

 

حوادث القطار سببها الخطأ البشري بشكل كبير ثم الصيانة
قال المهندس محمد فوزي، خبير النقل والسكك الحديدية، إن أسباب الحوادث على السكة الحديد بنسبة 70% وأكثر بسبب الخطأ البشري، مشيرًا إلى أن الجزء المتبقي عبارة عن صيانة، حيث أن المعدة حينما لا يتم الكشف عنها بشكل كامل ودقيق يمكن أن يسبب الحوادث.

 

وأوضح فوزي، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن قضبان القطار في حالة عدم تثبيتها جيدًا، أي محاولة لإزالتها يمكن أن تتسبب في خروج القطار عن القضيب، كما تم مشاهدة عدد من الشباب يحاولون فك تلك القضبان الحديدية، مما يجعل العوامل كلها تعود لعوامل بشرية.

 

وأضاف أن الفتحات العشوائية وعمل مزلقان بشكل عشوائي، يتسبب في الكثير من الحوادث، مفيدًا أن تلك الفتحات يصعب السيطرة عليها، حيث أنه لا يمكن وضع أمن على كل 100 متر، مما يجعل الرقابة الدائمة أمر صعب للغاية، مؤكدًا أن العملية عملية وعي للمواطنين.

 

وأشار إلى أن قطار الإسكندرية، لم يكن به أي مشاكل، وعندما ظهرت المشاكل، بدءً من التجمعات السكانية، وكثرتها، أصبحت المساكن في ضفة من القطار، والضفة الأخرى بها المدارس والمصالح، مما يجعل عليهم إجبارية عبور المزلقان، وكذلك تسبب في أن كل مواطن يريد عمل فتحة مزلقان قريبة من منزله.

 

وأكد أن الخطأ البشري ينقسم لقسمين، الأول خاص بالموظفين وفريق العمل بالسكة الحديد، والثاني هم المواطنون، فكما شاهدنا عبر مقطع مصور متداول، عن عربة بحمار تمر على القضبان في محاولة للمرور، إلا أن العربية توقفت بين القضبان وكان القطار قريبًا منهم، وذلك يعد من السلوكيات السيئة للمواطنين.

 

وأشار إلى أن الفريق كامل الوزير يعمل بشكل جدي، لإصلاح كل المشكلات الموجودة، ومن أهم القرارات المتخذة هي أن يكون سائق القطار مهندس، وموضحًا أن القطارات التي يتعاقد عليها وزير النقل بها أحدث وسائل الأمان، وكذلك القديمة يمكن أن تركب بها وحدة توضح ما يوجد عن بعد، عن طريق الإشعاع غير المرئي، كما أن القطار به وحدة الـ«AUTOMATIC TRAIN CONTROL»، للتحكم الآلي بالقطار، كالسرعة والرادار، وتوجد نظم كذلك تسير عن طريق القمر الصناعي.


منظومة جديدة بالسكة الحديد تمنع الخطأ البشري
قال الدكتور محمد على إبراهيم، أستاذ اقتصاديات النقل واللوجستيات، العميد الأسبق والمؤسس لكلية النقل الدولي، إن الوزارة أعلنت عن عدد من الإجراءات لمنع حوادث القطارات، كخروج القطار عن قضبان السكة الحديد، أو غيره من الحوادث التي تسبب الآلام للمواطنين، حيث تم عمل اتفاق مع البنك الدولي بقرض بقيمة 440 مليون دولار، وآخر مع البنك الأفريقي، مشيرًا إلى أن القرضين لتطوير السكة الحديد.


وأضاف إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، إن التطويرات تشمل تغيير القضبان، وتغيير نظم التحكم والإشارة والاتصالات، حيث إن هناك مشكلة في الإشارات، وكذلك للتحكم في القطار، مفيدًا أن القرض الخاص بالبنك الأفريقي بغرض تركيب أجهزة بالقطارات، تكون مهمتها عدم السماح للقطار بتجاوز السرعة المقررة له، وفي حالة وجود أي خطر يتم إيقاف القطار بدون إرادة السائق، مما يعني أنه لا يوجد أخطاء بشرية، وكذلك تقوم بتسجيل مسار الرحلة من أجل معرفة إذا ما كانت هناك مشكلات بالقطار أم لا.


وأكد  العميد الأسبق والمؤسس لكلية النقل الدولي، أن الوزارة قد أعلنت، أن تلك التحديثات ستنتهي في ديسمبر 2021، ولن تكون على كل الخطوط، ولكن على خطوط محددة، مثل الإسكندرية القاهرة، القاهرة بني سويف، وبني سويف نجع حمادي، ووصلة الإسماعيلية بورسعيد ببنها، مشيرًا إلى أن تلك هي الخطوط التي ستشهد التطويرات.


وتابع أستاذ اقتصاديات النقل، أن هناك خطة أخرى لتطوير المزلقانات، حيث إنه لن تكون هناك أي فرصة لمزلقان مفتوح، مشيرًا إلى أن ذلك مع تحديث الشبكة بشكل عام.


وأضاف أن وزارة النقل تعمل على حل كل المشكلات التي تواجه السكك الحديد في مصر، لمنع حدوث أي حوادث، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك أي أخطاء بشرية في ظل الخطة التطويرية التي وضعتها الوزارة.