بعد عشر سنوات من الانقطاع، عدت إلى مصر بتاريخ 4 يونيو 2020 بزيارة قصيرة بدعوة من رئيس منظمة الأمم المتحدة للفنون الدكتور نبيل رزق.
أنا الآتية من قلب المعاناة والأزمات والانهيارات المتتالية الآتية من وجع شعب محتجز لدى طبقة سياسية فاسدة مجرمة جردته من مقومات الحياة الكريمة، ذهلت بالخطوات الجبارة التى خطتها مصر فى العمران والتطوير.
من المطار إلى الأوتيل كنت أتأمل الشوارع والناس، فاستنتج أن السياسة الرشيدة فى مصر تحاول تطوير الحجر والبشر، أما السياسة الفاشلة فى بلدى فقد جعلت الإنسان ينهار والاقتصاد يزهق بلا أفق للمعالجة..
اعترف بأننى حزينة على وطنى وسعيدة لأم الدنيا التى استطاعت اجتياز أزمات كبرى بفعل العقل الوطنى والإدارة الحاضرة لتثبيت مقومات الدولة القوية، فهنيئا لشعب مصر الازدهار والتوسع.
وكم أنا فخورة بأننى عدت إلى أرض الكنانة بدعوة خاصة من منظمة الأمم المتحدة للفنون لمنحى دكتوراة فخرية على جرأتى السياسية، وعملى الإنسانى، فى حين أننى أواجه فى بلدى حملات التشهير والافتراء والتضليل لأننى وقفت بلا خوف فى وجههم جميعا معترضة على أدائهم السياسى وفشلهم الصادم فى إدارة البلاد.
شكراً دكتور نبيل على هذه الالتفاتة المعنوية القيمة، وفى هذا التوقيت الحساس من تاريخ لبنان، وشكرا للدكتور رابح رتيب عميد كلية الحقوق بنى سويف الذى فتح أجمل قاعات جمعية التشريع الملكية وكان حاضرا لحظة تكريمى.
زيارة أفرحتنى جدا لأن مصر الدولة العريقة بتاريخها وثقافتها وحبها للبنان تكرمنى من خلال منظمة الأمم المتحدة للفنون فى لحظة لبنانية عصيبة..
زيارة أفرحتنى جدا لأننى رأيت بأم العين هذه الدولة كيف تحتضن اللبنانيين الذين تقريبيا قد تجاوز عددهم الستين ألفا وهم يعيشون فى الوطن البديل عن وطنهم بدون أى مشاكل أو تفرقة..
زيارة أفرحتنى جدا لأننى استطعت أن أدخل العاصمة الإدارية وأكون فى ضيافة اللواء شريف صلاح الدين وأفهم منه حجم المشاريع التى يشرف عليها على كل الأراضى المصرية..
مشاهدات على أرض الواقع جعلتنى أرى أهمية الدور المصرى فى خلق منهجية متقدمة للبناء والانماء والتطوير وفى احتضان كل الشعوب العربية الموجودة على أراضيها..
زيارة زادتنى حباً لمصر واحتراماً لقيادتها.. شكرا مصر وكل الحب.