تحتفل تنسيقية شباب الأحزاب اليوم، بالذكرى الثالثة، لتأسيس ذلك الكيان السياسي، الذي يضم العديد من الأحزاب السياسية المتنوعة في الرؤى والبرامج السياسية، ليكون بمثابة البوتقة التي تنصهر بها الآراء السياسية، وكيانا يضم كوادر سياسية تمكنت أن تثبت كفاءتها بتوليها عدد من المناصب في البرلمان المصري بمجلسيه النواب والشيوخ.
تمكنت تنسيقية شباب الأحزاب أن تخرج العديد من الكوادر السياسية، التي شغلت العديد من المناصب الهامة، ودخلت عالم المحليات بتوليها مناصب نواب محافظين، وذكر رؤساء بعض الأحزاب السياسية، أن اختلاف البرامج والأفكار، والرؤى داخل أحزاب التنسيقية، لم تؤدي إلى التمزق والانقسام، بل كانت طريقًا للتفهم، ومحاولة التوصل لوجه نظر توافقية تحقق مصلحة الجميع، كما أنها تمكنت من استيعاب الخلافات السياسية التي كانت متواجدة بين الأحزاب.
تحقيق التوافق
في هذا الصدد، قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن تنسيقية شباب الأحزاب، كيان فرضته الحياة السياسية والحزبية المصرية، التي كانت تبحث عن كيان شبابي، يجتمع على حب الوطن ومصلحته، ويستطيع تقديم مفهوم سياسي جديد يعالج به الفجوة التي كانت متواجدة بالحياة الحزبية المصرية.
وأوضح الشهابي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الصيغة التي اتبعتها تنسيقية شباب الأحزاب، كانت العامل الأساسي الذي عمل على المحافظة على التنسيقية طوال الثلاث سنوات الماضية، ومكنتها من تحقيق نجاح باهر، منوهًا إلى أنه على الرغم من أن تنسيقية شباب الأحزاب تشمل برامج حزبية مختلفة، إلا أنها استطاعت تحقيق التوافق رغم اختلاف الأيديولوجيات، والإجماع حول الإخلاص للوطن.
كيان معترف به
وأكد أن اختلاف البرامج والأفكار، والرؤى داخل أحزاب التنسيقية، لم تؤدي إلى التمزق والانقسام، بل كانت طريقًا للتفهم، ومحاولة التوصل لوجه نظر توافقية تحقق مصلحة الجميع، مشددًا على أن عوامل نجاح التنسيقية تكمن في فكرتها بأنها كيان يجمع شباب الأحزاب المصرية، والشباب السياسيين على اختلاف مشاربهم، في بوتقة واحدة تبذل قصارى جهدها لخدمة الحياة السياسية والحزبية المصرية، وحققت في ذلك نجاحًا واضحًا.
وتابع، أصبحت التنسيقية الآن كيان معترف به، ليس فقط لكونها تستمد شرعيتها من الأحزاب السياسية، بل لناجحها أيضًا أن تتواجد في البرلمان المصري بمجلسي النواب والشيوخ، وأصبح أداء أعضاء البرلمان من شباب التنسيقية، هو الأداء الأفضل من بين سائر أعضاء البرلمان المصري.
واختتم الشهابي تصريحاته، قائلًا: "أصبحت تنسيقية شباب الأحزاب أملًا لكل الشباب الذين يريدون أن يخدموا وطنهم، وازداد الطلب عليها، مما يحتم على التنسيقية التفكير في كيفية التوسع خلال الفترة المقبلة، للمحافظة على المكانة التي وصلت إليها".
تجربة رائدة
ومن جانبه، قال هشام مصطفى، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن التجربة الخاصة بتنسيقية شباب الأحزاب، تجربة رائدة، انعكست إيجابيًا على الحياة السياسية بمصر، وتعظيم دور الشباب، وتمكيينه من تولي مناصب هامة بالحياة النيابية.
وأوضح مصطفى، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن التنسيقية أتاحت لشباب الأحزاب، فرصة فريدة لتقلد مناصب هامة في الدولة، وظهر ذك واضحًا من خلال تقلد عدد كبير من الشباب العديد من المناصب بمجلسي النواب والشيوخ، في مختلف اللجان، بالإضافة إلى توليهم مناصب نواب محافظين ودخول عالم المحليات بقوة، منوهًا إلى أن التنسيقية اهتمت بالشباب الذين يملكون قدرات قيادية، وتمكنت من تعظيم تلك القدرات لديهم، وخلق فئة من الشباب الواعي القادر على مناقشة العديد من القضايا والمشكلات، والتوصل لحل مناسب.
الخلافات السياسية
وأكد أن تنسيقية شباب الأحزاب، تمكنت من استيعاب الخلافات السياسية التي كانت متواجدة بين الأحزاب، حيث أنها تضم عدد من الأحزاب التي تختلف في الرؤى والأفكار، وحققت التعاون والتوافق بينهم في العديد من المجالات، مشددًا على أن التنسيقية نموذج للعمل السياسي الناضج، الذي يمكن أن نستفيد منه في سائر الأحزاب، والمؤسسات بالدولة، فيما يتعلق بإعداد الكادر السياسي.
وأشار إلى التنسيقية ساهمت في دخول العديد من الشباب إلى الحياة السياسية، وخلق العديد من الشخصيات القيادية من الشباب، التي تبذل قصارى جهدها لتحقيق مصلحة الوطن، ورفعته، مضيفًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمام خاص للشباب، حتى صار العصر الحالي هو عصر تمكين الشباب، لذا اهتمت التنسيقية بتأهيل وتمكين شبابها من خلال التدريب والحوار والمناقشة، واختبار مهاراتهم، متمنيًا مزيدًا من التمكين للشباب الذين هم أمل الوطن.