تنشر بوابة «دار الهلال» جزء من القصة القصيرة «كراكيب» للروائية زينب علي درويش.
وإليكم النص :
«قرر أن يتخلص من الكراكيب التى ملئت المكان لكنه فى حيرة من أمره، من أين أبدا ومتى؛ فتح باب غرفته؛ ظل ينظر فى أركانها حتى أصيب بخيبة أمل ما كل هذا لن أستطيع أن أنهى ما أريد أن أفعله بمفردي؛ سمع صوت من خلف باب البيت ينادى بصوت مرتفع ويقول (أطلب تنول يا محتاج) قرر أن يفتح الباب ليرى ماذا يحدث؛ مشى بخطوات سريعة؛ عندما فتح الباب لم يجد أحد ولا حتى طفل صغير يمر من قريب أو بعيد أغلق الباب سريعا لأنه أصيب بقلق وقال من هذا الذى كان يتكلم بهذه القوة؛ وماذا كان يقصد بكلامه ؟ ظل يفكر لبرهة من الوقت ثم قرر أن لا يشغل باله بما حدث ويعود إلى ما كان ينوى أن يفعل؛ عندما وقف مرة أخرى على باب الغرفة انقطع التيار الكهربائي بدأ يتحسس بقدمة ليصل إلى مكان (الشمع)؛ عندما وصل إليه عاد التيار الكهربي فضحك وقال ماذا يحدث معى وعاد ووقف مرة أخرى على باب غرفته وإذ بجرس التليفون فرفع سماعة التليفون مسرعًا لأنه ليس فى العادي أن تأتي له مكالمات في هذا الوقت المبكر؛ وقبل أن يتفوه سمع المتصل يقول (أطلب تنول يا محتاج ) ظل يردد من يتحدث ولكن المكالمة قد انتهت؛ ازدادت دقات قلبه وقال لا لا هناك أمر لا أفهمه من هذا؟ وماذا يقصد؟ هل يعرفنى؟ لابد أنها ليس مصادفة أن أسمع تلك الجملة مرتين فى يوم واحد وبتلك الطريقة غير المفهومة؛ فقرر أن يغلق باب غرفته.
حتى يرى ما يحدث وذهب إلى جاره عم صلاح بائع التفاح وكعادة عم صلاح استقبلة بكل حفاوة؛ أتشرب معي الشاي يا مفتاح؟ أم تاكل تفاح؟ كان شارد فيما حدث معه فلم يجب عليه مما أثار قلق عم صلاح؛ ماذا بك؟
فيما أنت شارد؟ لست على مايرام ؛ فحكى له ما حدث؛ ابتسم عم صلاح؛ ليس هناك ما يقلق بالعكس يجب عليك أن تكون مستعد لاستقبال الرسائل في أى وقت؛ اعتدل مفتاح فى جلسته ونظر فى عيون عم صلاح وقال لا أفهم ما تقول ولكنه أعجبني، اشرح لو لم أثقل عليك في الحديث؛ فأحضر عم صلاح طبق التفاح وجلس بجانبه وقال له أكنت تدري أنك ستأكل تفاح اليوم؟ رد مفتاح بالتأكيد لا؛ فأشار عم صلاح بيديه إلى السماء وقال كذلك الرسائل لا نعرف متى تأتى ولكن لا بد أن نكون مستعدين للاستقبال في أي وقت لها؛ وقف مفتاح ومسك فى يده التفاحة وقال ولكن ليس كل الناس تأكل التفاح؛ ضحك عم صلاح وقال وليس كل الناس تأتي لها الرسائل؛ أنها لا تأتى لا إذا كان هناك محب ومحبوب فتكون بينهم؛ لمعت عيون مفتاح وابتسم وقال هل أنا المحبوب؟ فاجبه عم صلاح وسعيد بفرحته :نعم؛ ونصيحتي يا بني أن تتخلص من الكراكيب التي فى عقلك وقلبك قبل غرفتك حتى تستقبل وتنعم بالرسائل التى تأتيك يا محبوب واعمل كما جائتك رسالة اليوم؛ فرد مفتاح: وماذا أطلب؛ إجابة عم صلاح أنت تطلب من الفتاح العليم فطلب كما تشاء ولا تخجل (اطلب تنول يا محتاج)».