الثلاثاء 18 يونيو 2024

هل ستعود لصاحبها أم تؤول للدولة؟.. خبراء يوضحون مصير آثار شقة الزمالك

شقة الزمالك

تحقيقات14-6-2021 | 22:52

أماني محمد

باتت قضية شقة الزمالك من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام خلال الساعات الماضية، وذلك بعد اكتشاف نحو 1900 قطعة أثرية بداخلها، وما أعلنه مالك الشقة من أن تلك القطع هي إرث له وأنها تعود لأجداده، إلا أنه المحكمة نفت ذلك وأنه لا يوجد سند ملكية لهذه المقتنيات، وهو ما أثار التساؤلات حول مصير هذه الآثار.

فيما أكد قانونيون أن مقتنيات شقة الزمالك أصبحت ملكية عامة وستؤول لهيئة الآثار لأنها بموجب القانون مر عليها أكثر من مائة عام، موضحين أنه بعد ما كشفت عنه جهات التحقيق سيتم مصادرة تلك المقتنيات لصالح المتاحف والهيئات الأثرية بالدولة.

مصير آثار شقة الزمالك

وفي هذا الشأن، قال اللواء رفعت عبد الحميد، أستاذ العلوم الجنائية، إن الاقتناء والحيازة والإحراز للآثار مباح للإنسان في القانون كقاعدة عامة، ولا يشترط أن يتوفر لديه أو إلزامه بتقديم ما يفيد الملكية، فالحيازة في المنقول سند الحائز، ويلزم فقط ما يسمى بالإخطار والتسجيل لدى الهيئة العامة للآثار التابع لها، لإمكان الرقابة النصف سنوية والسنوية.

 

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن رغم ذلك لا يجوز الحيازة لما لا يطاق أو يتصور، بمعنى حيازة كمية غير مقبولة وغير منطقية من المقتنيات الأثرية، مضيفا أن عدم إقدام مالك الشقة على تسجيل تلك المقتنيات في الهيئات الحكومية تستوجب مصادرة تلك الآثار، والأولوية للدولة أو هيئة الآثار.

 

وأضاف أن نقطة الشك الأساسية في قضية شقة الزمالك هي أن أي شقة هي للسكن فقط وليس لأغراض التخزين، وتغيير الغرض من الشقة يلزم موافقة جهة الإدارة -الحي التابعة له- ومالك الشقة غير غرضها وكذلك جعلها مخزنا لنحو ألفي قطعة أثرية ثقيلة، مضيفا أن مصير الشقة محسوم وهي الحكم القضائي الصادر لأحد الورثة ومحجوز عليها بالفعل.

 

وأشار إلى أن مصير المقتنيات، بسبب جريمة عدم الإخطار وعقوبتها السجن سبع سنوات وخمسين ألف جنيها غرامة، ومصادرة تلك المقتنيات للدولة لصالح المتاحف والهيئات الأثرية لأن هذه القطع في الأساس ملك للشعب، مضيفا أن ذلك سواء أثبت ملكيتها أو لم يثبت ملكيتها لأنه لم يسجل في الميعاد المعلن منذ 2010.

 

وأكد أن مالك الشقة يدعي أن تلك المقتنيات موروثة، لكن أين سند الميراث؟، وكذلك أن والده كان وزيرا للداخلية أيام حكم الملك فاروق الأول وأنه ترك له ذلك الإرث لكن الحقيقة أن والده ظل وزيرا لمدة 7 أشهر فقط، فكيف آلت له كل تلك المقتنيات والأوسمة والنياشين والآثار التي تعود إلى ما قبل التاريخ.

 

ولفت إلى أنه من المحتمل أن يزيد عدد الجناة لأن حيازة تلك المقتنيات محتمل أن تكون من التنقيب والحفر عن الآثار أو من سرقة مقتنيات المتاحف المصرية في وقت 25 يناير 2011، مضيفا أن الشقة ستؤول للصادر لصالحه الحكم القضائي بالحجز سدادا للدين أما جميع المقتنيات داخل الآثار فالأولوية للهيئة العامة للآثار وقد تصرف الهيئة تعويضا مناسبا في الحالات العادية، ولكن إذا لم يتقدم بأي طلب فلن يصرف له أي تعويض.

ملكية عامة

ومن جانبه، قال الدكتور عادل عامر، الخبير القانوني، إن قانون حماية الآثار جعل من أية مقتنيات مر عليها أكثر من مائة عام تُسلم إلى الهيئة العامة للآثار لأنها أصبحت أثرا مع تعويضه بالمبالغ التي تحددها اللجنة المختصة بذلك، مضيفا أن جميع مقتنيات وآثار شقة الزمالك حتى إن كانت ملكية خاصة فقد أصبحت ملكية عامة بحكم قانون الآثار لأنه مر على إصدارها مائة عام.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أنه في حالة عدم تنازل المالك عن القطع الأثرية يتم مصادرتها عن طريق المحكمة، وفي حالة شقة الزمالك فجميع الآثار والمقتنيات بالفعل تحت تحفظ النيابة العامة، مع استكمال التحقيقات، مضيفا أن الشقة حسبما كشفت جهات التحقيق تضم نحو 1900 قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة بداية من العصر الفرعوني حتى أسرة محمد علي.

وأكد أن تلك القطع الأثرية ستصادر بحكم المحكمة وتودع في الهيئة العامة للآثار وعرضهم في المتاحف، موضحا أن ذلك سيحدث إن أثبت المالك ملكيته له أم لا، ومن المهم لتبرئته من تلك الجريمة أن يثبت كيف حصل عليها وكيف آلت إليه، وهو ما ستكشفه النيابة العامة وتحقيقاتها في القضية وهل حصل عليها عن طريق التهريب أم بطرق غير مشروعة.