كتبت : نجلاء أبوزيد
عاقب ابني وأندم لأنى ضربته، زوجي قاسى جدا في عقابه، عبارتان تجسدان مشكلة كيفية عقاب الأهل للأبناء عند ارتكاب خطأ ما ؟ فما هو العقاب الذي يربى دون أن يضر كرامة الطفل؟
تقول د. صفاء عبد القادر استشاري طب نفس الأطفال: تربية الطفل علم له أصول وقواعد، وطريقة عقابه إذا أخطأ تلعب دورا كبيرا في تشكيل نفسية الطفل وتوقفه عن ممارسة الأخطاء أو الاستمرار في ممارستها، لذا على الأهل الاهتمام بأسلوب العقاب وتوقيته بشرط أن يكون أحد أدوات التربية وأن يكون واضحا وحازما بشكل يجعل تهديدنا به ملزما للطفل ولا يظن أنه مجرد تهديد لا ينفذ، ونصحت أن نعلم أولادنا منذ صغرهم على أنهم شركاء لنا في وضع العقاب حتى نعلمهم أن مشكلتهم مع الأخطاء التي يرتكبونها وليس معنا كأهل، وذلك بأن نمنح الطفل عندما يخطئ الوقت ليحدد لنا ثلاثة أشكال للعقاب نختار نحن منها، وإذا وجدناه يختار عقابا سهلا لا يناسب خطأه نطلب منه البحث عن ثلاثة بدائل أخرى قبل أن نضطر نحن لتوقيع عقاب، هنا سيبحث عن بدائل أقوى كما أنه سيفكر كيف أوصله الخطأ لحرمان نفسه بنفسه من أمور يحبها، وتدريجيا يكره الخطأ، وحذرت بشدة من التسرع واستخدام الضرب لأنه يفقد الطفل الثقة في نفسه ويصيبه بالتوتر، لكن اختياره للعقاب يمنحه الوقت للتفكير فيما فعله وما نتائجه عليه، وبدلا من أن يردد بداخله مقولة «علقة تفوت » يفكر جيدا في ما سيحرم منه من أمور فيتراجع، ولا مانع وسط تنفيذ العقاب أن نمنحه عفوا مشروطا فيفرح لكن بشرط أن يكون نفذ فترة من العقاب، وحذرت من التهديدات الجوفاء لأنها تعلم الطفل الاستهتار وتكرار الخطأ، وإذا طلب السماح مع تنفيذ العقاب نمنحه له لأن الخصام يزيد توتره وقت تنفيذ العقاب فعلينا أن نحضنه ونقبله لكن دون تراجع عن العقاب الذي اختاره كالحرمان من المصروف أو الكمبيوتر والنت أو البقاء في الغرفة منفردا، فمسامحته لا تعنى عدم العقاب، وتدريجيا ستقل الأخطاء ولن يضر العقاب بشخصيته لأنه الذي وضع قواعده بنفسه.