تحقيق: سمر عيد
أصبحت عمليات التجميل مقصدا للكثيرات من الفتيات حتى الجميلات منهن، ربما يرجع السبب فى ذلك إلى تبنى برامج تليفزيونية إجراء عمليات تجميل لسيدات وفتيات يعانين من مشكلات فى الوجه أو الجسد تحول دون إبراز أنوثتهن وجمالهن ثم يظهرن بعد تلك العمليات بمظهر جذاب وجمال فاتن، فماذا لو أتيح لك إجراء عمليات تجميل مجانا؟ هل ستقبلين؟ وما الذي ستغيرينه في جسدك؟
سؤال طرحته «حواء » على الفتيات فكان هذا التحقيق..
تقول إيناس عصمت: سأفرح كثيرا إذا ما أتيحت لي فرصة إجراء عملية تجميل مجانا وسأغير أشياء كثيرة في نفسي فأنا كغيرى من النساء اللاتى يحلمن بقوام ممشوق وجمال لا يقاوم، لهذا أفضل نحت القوام حتى لو كان جسمي جميلا لأن هناك مواصفات قياسية للرشاقة لا تتحقق إلا بعمليات نحت الجسم.
لها حدود
ترى مجموعة من الفتيات بالثانوية العامة أن عمليات التجميل لابد أن يكون لها حدود وأن هوس النساء بها غير طبيعي، فتقول روان أيمن: لا يوجد أفضل من خلق الله، وعمليات التجميل الصغيرة كإزالة الشعر بالليزر وتعديل الأسنان أفضل بكثير من إجراء عمليات تجميلية للتشبه بالممثلات العالميات. وتوافقها الرأى روان عز الدين وتضيف: لعمليات التجميل آثار جانبية خطيرة منها إفقاد الإنسان تعبيرات وجهه الطبيعية بعد عمليات الشد، وتفضل روان الحصول على القوام الممشوق بالريجيم والرياضة وليس بالشفط فأغلبية المصريات يعانن السمنة المفرطة نتيجة عدم الحركة والطعام غير الصحي ولكن مع اتباع ريجيم معن وممارسة رياضة الأيروبكس تستطيع المرأة الحصول على جسم متناسق.
وترى ريم أحمد أن عمليات تجميل الوجه تحول المرأة من إنسانة إلى دمية فاقدة للملامح والتعبيرات وأن العناية بالوجه من خلال مستحضرات تجميل جيدة أفضل من تلك العمليات، ورفضت ريم عمليات نحت القوام وتصغير الأنف وشفط البطن لما لها من آثار جانبية تضر بالصحة.
التخسيس الطبيعي
تؤكد نهى حسن صحفية أنها كانت تعاني من الوزن الزائد ولكنها لم تلجأ لعمليات الشفط ونحت القوام أو تدبيس المعدة بل اتبعت حمية غذائية أفقدتها تقريبا ثلث وزنها وتابعت: أنا لا أوافق على عمليات التجميل حتى ولو كانت مجانا لأن لها أضرار أخرى فهم يقومون بتدبيس المعدة وقطع جزء منها في بعض العمليات كي يقلل الإنسان كمية الطعام التي يتناوله ويشعر بالشبع.
نعمة
بينما ترى سمر محمد أن عمليات التجميل نعمة الله للبشرية ليظهر الإنسان في أجمل شكل وأحسن صورة تقول: لو أتيح لي إجراء عمليات تجميل مجانا سوف أشفط بطنى وأنسق قوامى وأغير لون شعرى وأعدل أسنانى ولون بشرتى ولكن المهم ألا أدفع جنيها واحدا.
سلاح ذو حدين
وترجع د. ناهد نصر الدين، خبيرة التنمية البشرية هوس السيدات بعمليات التجميل إلى انتشار مراكز التجميل وإعلانات نحت القوام وتنظيم بعض البرامج التليفزيونية مسابقات جوائزها عمليات تجميل مجانية للفائزين، مؤكدة أن تلك العمليات سلاح ذو
حدين فلو تعرض الإنسان لحادث أو حريق تسببا فى تشويه وجهه أو جسده تصبح ضرورية، وتوضح د. ناهد أن خضوع الشابات الصغيرات لعمليات تجميل الوجه يزيد من عمرهن، وتنصح بنحت القوام في أضيق الحدود عندما لا يجدى الريجيم والرياضة نفعا، وتشير خبيرة التنمية البشرية إلى أن الشغف بعمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط فالرجال يسعون للظهور بقوام رياضى فمن لا يريد أن يصبح أصلعا يلجأ إلى زرع الشعر ومن يحلم بالتخلص من الكرش يشفط البطن أو يدبس المعدة.
سلعة
وتذكر د. سامية قدري، أستاذة علم الاجتماع أنها ناقشت هذه القضية في كتاب لها بعنوان «الجسد بن الحداثة وما بعد الحداثة » وترى أن تلك العمليات حولت جسد المرأة إلى سلعة يمكن تعديلها حتى تظهر في أجمل صورة فكل البرامج والمسلس ات والأف ام تروج لتلك العمليات ما خلق حالة شغف بالشارع المصري والعربي عموما بها، وأن العولمة والثقافة الاستهلاكية قد ساهمت في إقناع النساء بتغيير أجسادهن وأشكالهن.
تمرد على الواقع
أما د. محمود حسن نصر أستاذ علم النفس فيرى أن الهوس بعمليات التجميل تمرد على الواقع يقول: المرأة في المجتمعات العربية قليلة الحيلة لا تملك من أمرها شيئا لذا تخرج طاقتها بأكملها في عمليات التجميل ظنا منها أنها سوف تصبح مرغوبة ومحبوبة من قبل زوجها، ونظرا لانخفاض نسبة الزواج في المجتمعات العربية وانتشار العنوسة أصبحت الفتيات على استعداد لعمل أي شيء كي يتزوجن، كما أن شعور الفتاة بأنها جميلة ومرغوبة يرفع من معنوياتها ويحسن نفسيتها حتى ولو كانت محبطة بسبب الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية، وقبول النساء عمليات تجميل مجانا أكبر دليل على عدم اتزان الشخصية وشعورها الدائم بالنقص.