الإثنين 29 ابريل 2024

7 سنوات من حكم.. حبيب الغلابة

مقالات14-6-2021 | 22:57

مصر 2011 - 2021، مسافة زمنية قدرها 10 سنوات تقريباً، ولكنها واحدة من أهم وأخطر المراحل التى واجهت فيها الدولة المصرية تحديات كادت تهدد وجودها واستقلاليتها ووحدة إقليمها ووحدة شعبها أيضاً، مصر 2011 وما تلاها من تحديات تمثلت فى ثورة شعبية نتفق أو نختلف فى كيف حدثت ولماذا حدثت ومن استفاد منها ومن خسر، لكننا نتفق على أنها كانت نقطة تحول، وبخاصة فى شكل ونوع التحديات والتهديدات التى أصبحت فى مواجهة مباشرة معها.

 

مصر 2013 نقطة فاصلة فى تاريخ حتمية بقاء هذه الدولة، ولك أن تتخيل كيف كان سيكون شكل هذه الدولة لو كنا مازلنا نعيش فى ظل حكم جماعة الشر الإخوانية حتى الآن (بصراحة لا ارغب فى تخيل المشهد لأنه بالتأكيد سيكون مشهدا مؤلما وصادما مغلفا بالجهل والعنف والتشدد والظلام)، ولكن فى ظل عتمة عام السواد من حكم الإخوان الإرهابى، ووسط أزمة كادت تعصف بهذا الوطن تعالى صوت الشعب مستنجداً بجيشه الباسل، وكان الحراك الشعبى الرافض لحكم الإخوان، وكانت ذروة هذا الحراك وموعد انظلاق شرارته 30/6/2013، وما كان لهذا الحراك أن يكلل بالنجاح لولا أن هناك من انحاز له، وانتصر لإرادة الشعب فهو مصدر كل السلطات، ما كان لهذا الحراك التاريخى أن يكتب له النجاح لو لم ينحز الجيش لشعبه ويسانده، وبخاصة فى ظل ما شاهدناه سابقاً من وقائع عنف وإرهاب لميليشيات الجماعة الإرهابية، والتى أرادت فرض لغة الإرهاب وتخويف الشعب.

 

من بين صفوف الجيش الباسل خرج وزير دفاعة، القائد العام للقوات المسلحة، جندى مقاتل من خيرة رجالات الجيش المصرى، لم نكن نعرفه، ولم نشاهده يتحدث من قبل، لكن من منا ينسى لقطته الأشهر وهو جالس بين الحضور فى خطاب مرسى الشهير مستمعاً لخطاب الشرعية آنذاك صامتاً ولكن واثقاً فى هيبة، ورأينا الرجل متحدثاً بثقة مطالباً مندوب الجماعة بقصر الرئاسة بأن يتوقف عن مساعيه الرامية إلى أخونة الدولة وتحقيق حلم التمكين الإخوانى، والسيطرة على مفاصل الدولة، ثم كانت المهلة التى منحها الجيش لتهدئة الأجواء والإحتكام لصوت العقل واتباع طريق الدستور والقانون، والإصغاء إلى صوت الإرادة الشعبية - إلا أن مرسى وجماعته لا يستمعون إلا إلى صوت أطماعهم التى تحركهم – فما كان من الجيش إلا التصدى لإرهاب الإخوان والإنحياز إلى الشعب مصدر كل السلطات.

 ثم كانت محطة 03/7 وكانت نقطة انطلاق نحو بناء الجمهورية الجديدة، ولا أقصد هنا الجمهورية الجديدة التى سعى الرئيس إلى تدشينها بما يليق بمصر وشعبها وإرثها الحضارى والثقافى والعلمى والإخلاقى، بل اتحدث عن جمهورية جديدة واجهت تحديات نجحت فى بعض دول الجوار بمنطقتنا العربية فى أن تحيل أمنهم خوف، واستقرارهم إلى فوضى، ورخائهم إلى أزمات وعوذ، ولك أن تتخيل أن تلك الدولة والتى ظلت لسنوات سبع تواجه الإرهاب وتحدياته كانت تواجه الإرهاب وتلاحقه وتدافع عن أمن واستقرار شعبها، وباليد الأخرى تحارب المرض، وتدشن حياة كريمة للبسطاء، وترسخ لإصلاح اقتصادى جرئ وغير مسبوق، وتطور من قدرات جيشها وتحدث أسلحته بما وضعه فى مصاف الجيوش المتقدمة على مستوى العالم، وتبنى علاقات تمتاز بالندية والاحترام المتبادل مع كافة القوى العظمى، وتستعيد مكانتها وريادتها فى محيطها الإقليمى والدولى، وتتدخل فى قضايا المنطقة المهمة والتاريخية بثقل وتأثير.

 

حالة غريبة هى مصر، والأغرب أيضاً هو قدرتها على التعافى من آثار تسونامى الربيع الغربى الذى ضرب المنطقة العربية ككل، بل الأكثر غرابة هو ما سعت له من إعادة بناء الدولة بالكامل من جديد، عدد غير مسبوق من المدن الجديدة، واستعادة الواجهة الحضارية للدولة، فمصر 2013 ليست هى مصر 2021، مصر الخوف فى ظل جماعة الإخوان الإرهابية، ليست هى مصر الأمن والأمان فى عهد السيسى 2021، مصر التخريب فى عام اخوان الشيطان، ليست هى مصر البناء والعمران والتنمية فى 7 أعوام من حكم السيسى (حبيب الغلابة)

 

شتان الفارق بين هذا وذاك، شتان الفارق بين من أراد تخويف الشعب، وبين من سار أمنا بين شعبه متعاطفاً معه، قريباً منه، مستمعاً إلى مشاكلة، مستجيباً إلى طلباته وامنياته، مكرماً للمتميزين من أبنائه وللنماذج الإيجابية من أبناء مصر الشقيانين الساعين خلف لقمة العيش بشرف وكرامة واجتهاد، تبص من بلكونة شقتك يوم الجمعة تلاقيه واقف فى الطريق بيسمع لسيدة مسنة أو شيخ كبير ويقوله (انا عينى ليك وانا تحت أمرك)، وتلاقيه فوق كوبرى أو على طريق بيشرف بنفسه على سير الأعمال به متابعاً ادق تفاصيله، حالة غريبة من شكل وطريقة الحكم التى رسخ لها المواطن عبد الفتاح السيسى، مش هاقول عنه الرئيس، لأننا لم نعهد رئيسا بهذه الطريقة والحالة، صعب تحسه حاكم بالمفهوم المتعارف عليه فى كافة الدول، ولكن سهل جدا انك تشوفه اخوك الكبير أو ابوك أو حد كبير عائلة، ابن بلد جدع مهموم باهل منطقته، ابن بلد جدع قريب من مشاكل حبايبه وأهله، ولن تندهش حينما تجده كاتب على صفحاته الرسمية مواقع التواصل (انا منكم ولكم)، ومستحيل انك تتشكك فى كلامه، لانه يفعل ما يقول، بل يفعل اكثر مما يقول.

 

ومش غريب أنك تسمع واحد بسيط بيقول عليه "حبيب الغلابة"، أو أنك تسمع ست كبيرة بتدعيله بظهر الغيب وتقول ربنا يكرمه ويستره، ويقينا هى دعوات صادقه خارجة من القلب مرتفعه إلى عنان السماء، الدعوات الصادقة للبسطاء صعب تزييفها أو الوصول اليها بشكل غير صادق، المصرى لما بيحب بيحب بقلب، وبيدعى بقلب، المصرى صعب تضحك عليه مهما كان بسيط وعلى قد حاله، المصرى الحقيقى حاسس وشايف ماذا حقق له الرئيس خلال سبع سنوات من ولايته، حاسس وشايف وشاهد على مجهودات هذا الرجل، اختار أن يكون داعم له، لأن الرجل احب مصر واحب شعبها وقدم فى 2013 روحة فداء له بحب وتجرد، فأمن به ابناءمصر وايدوه ونصروه، فانتصر لهم ولقضاياهم ولحقوقهم، واليوم وبعد 7 سنوات من حكم المواطن عبد الفتاح السيسى لمصر أجد نفسى ومعى كل المخلصين من أبناء مصر بنقوله:

متشكرين يا حبيب الغلابة، ومعاك على العهد علشان نخليها قد الدنيا.

Dr.Randa
Dr.Radwa