فرض انتشار فيروس كورونا والحالة الجديدة للتباعد الاجتماعي الناتج عن ظروف مستجدة على الناس، ومنها الإجراءات الاحترازية في المساجد، حيث يتم إغلاقها بعد صلاة الفروض مباشرة وعدم السماح بصلاة النوافل والسنن القبلية والبعدية في المسجد، وبعيدًا عن كورونا وظروفه فإن النوافل في البيوت أفضل من المساجد عكس الفروض التي تكون أعلى أجرا في المساجد من البيوت، إذ أجمع جمهور الفقهاء على أن صلاة النافلة في البيت أفضل منها في المسجد، وهذا يكون فيما لم يسن له الاجتماع مثل صلاة الخسوف وتراوييح رمضان والخوف والاستسقاء وغيرها.
وتعد الصلاة في البيوت أقرب للإخلاص للسرية التي تحدث وأبعد من الرياء عكس العلانية في المساجد المطلوبة في الفروض، وفي هذه الحالة يكون السر أفضل من العلن.
والعلانية أفضل في الفروض لأنه غير متصور وجود تارك للصلاة والفروض، وعن زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلُّوا أيُّها الناسُ في بُيوتِكم؛ فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِه إلَّا الصلاةَ المكتوبةَ»، وفي رواية: «صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ».
وهذا الحديث يشير إلى أفضلية النافلة في المنزل عن المسجد الحرام، وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في بيتي أربعًا قبل الظُّهرِ، ثم يخرُجُ فيُصلِّي بالناسِ، ثم يدخُلُ فيُصلِّي ركعتينِ، وكان يُصلِّي بالناسِ المغربَ، ثم يدخُلُ فيُصلِّي ركعتينِ، ويُصلِّي بالناسِ العِشاءَ، ثم يَدخُلُ بيتي فيُصلِّي رَكعتينِ».
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا»،
ولفظ «فليجعل لبيته نصيبا»: أي: محل سكنه أي: قِسما في الفرض في المسجد والنفل نصيبه في البيت لتعود بركة الصلاة على البيت وأهله.
وبناء على كل هذه الأحاديث فإنه يستحب صلاة النوافل في البيوت ما عدا ما شرعت في جماعة كصلاة الاستسقاء وما ذكرنا، وما لم يخش العبد أن ينشغل عن النافلة أو يتركها فيكون صلاتها في المسجد أفضل في هذه الحالة.