توصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إلى اتفاق لفرض هدنة مدتها 5 سنوات لتهدئة نزاع تجاري دام لـ17 عاما على صناعة الطائرات التجارية، في خطوة مهمة نحو إصلاح العلاقات التجارية التي شهدت توترا كبيرا خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وقالت الممثلة التجارية الأمريكي، كاترين تاي: "بدلا من النزال مع أحد أقرب حلفائنا، نتضافر سوية ضد تهديد مشترك"، حسب ما نقلت عنها صحيفة "واشنطن بوست" عبر موقعها الإلكتروني.
وأوضحت تاي أنه بموجب شروط الاتفاق الأمريكي-الأوروبي بشأن مُصنّعي الطائرات، اتفق الجانبان على تنحية الخلافات في نزاعهم الذي دام قرابة 17 عاما على تقديم الدعم المالي الحكومي لشركتي صناعة الطائرات المتنافستين: الأمريكية "بوينج"، والأوروبية "إيرباص". وستعلّق تلك الهدنة التعريفات التجارية المرتبطة بذلك النزاع لخمسة أعوام مقبلة.
ورحّب الاتحاد الأوروبي، من جانبه، بالاتفاق. وقالت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "بدأ هذا الاجتماع بانفراجة تتعلق بالطائرات. هذا حقا يفتتح فصلا جديدا في علاقتنا لأننا نتحرك من المقاضاة نحو التعاون.. بعد 17 عاما من الخلاف".
لكن "واشنطن بوست" أشارت إلى أن الجانبين لا يزالان في حاجة للاتفاق على الحدود المقبولة للدعم الحكومي للشركتين العملاقتين، وهو ما رأته الصحيفة قضية غير محلولة بعد وقد تمس مصدرا محتملا للتوتر أو الخلاف.
لكنها أكدت أن الاتفاق سيخمد المخاوف بشأن فرض بروكسل وواشنطن تعريفات جمركية على صادرات كل منهما للطرف الآخر، والذي طال قطاعات عدة خلال السنوات الأخيرة في إطار النزاع الذي استهدف "بوينج" أيضا.
وسمحت منظمة التجارة العالمية، في 2019، للولايات المتحدة بفرض تعريفات على سلع أوروبية بقيمة 5ر7 مليارات دولار ردا على تقديم إعانات مالية غير قانونية لـ"إيرباص". ورد الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات على منتجات أمريكية بقيمة 4 مليارات دولار.
ويعد ذلك الاتفاق آخر حلقة في جولة بايدن لتحسين العلاقات مع بروكسل والناتو، والتي بدأت، قبل أيام، بزيارته للمملكة المتحدة لحضور اجتماعات قمة مجموعة السبع، وهي العلاقات التي شابتها خلافات خلال حكم ترامب حيال عدد من الملفات، والتي من أهمها ملف العلاقات التجارية. ويشدد بايدن في هذا الصدد على اختلاف سياسته تجاه الحلفاء عن سلفه.
واعتبرت "واشنطن بوست" أن الاتفاق يقدم نموذجا لاستخدام قواعد التجارة الدولية للحد من الدعم المالي الحكومي الصيني لصناعة الطائرات التجارية الناشئة لديها، حيث اتفق الأمريكيون والأوروبيون على التكاتف لمواجهة الصين.