توفي أكثر من 600 ألف شخص بكوفيد-19 في الولايات المتحدة منذ بدء تفشي الوباء، بحسب أرقام لجامعة جونز هوبكنز الثلاثاء تذكر بأن مئات الأميركيين لا يزالون يقضون يوميا جراء فيروس كورونا رغم حملة التلقيح.
ويأتي بلوغ هذه الحصيلة التي وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها "مأساة حقيقية" في توقيت تواصل فيه الولايات المتحدة رفع القيود المفروضة لاحتواء الجائحة.
في ولاية كاليفورنيا الأكبر لناحية التعداد السكاني رفعت كل القيود تقريبا. وفي ولاية نيويورك أعلن الحاكم آندرو كومو تخطي نسبة البالغين الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح مضاد لفيروس كورونا 70 بالمئة، ما أتاح رفع آخر القيود المفروضة في نطاقها.
وشكّلت الولاية البالغ عدد سكانها نحو 20 مليونا بؤرة للجائحة في ربيع العام 2020، وسجّلت أكثر من 42 ألف وفاة بينها 33 ألفا في مدينة نيويورك.
ولا تزال الولايات المتحدة أكثر البلدان تضررا بكورونا بحسب معطيات رسمية، تليها البرازيل والهند.
والإثنين قال الرئيس الأميركي "ما زلنا نخسر الكثير من الأرواح"، واصفا الأمر بأنه "مأساة حقيقية". وقدّم من بروكسل حيث شارك في قمة لحلف شمال الأطلسي مواساته "إلى كل الذين خسروا أحد أقربائهم".
وتابع الرئيس الأميركي "لا يزال أمامنا عمل كثير من أجل التغلّب على هذا الفيروس. ليس التوقيت مناسبا للتراخي"، داعيا الأميركيين إلى تلقي اللقاحات "بأسرع ما يمكن".
وتقود السلطات الأميركية حملة تلقيح مكثّفة منذ أن أعطي الضوء الأخضر لأول اللقاحات في ديسمبر، وقد بلغت ذروتها في أبريل مع إعطاء أكثر من أربعة ملايين جرعة في اليوم. لكن مذّاك شهدت الحملة تباطؤا كبيرا.
وتلقّى أكثر من 52 بالمئة من سكان الولايات المتحدة أي 174 مليون شخص، جرعة واحدة على الأقل من أحد اللقاحات الثلاثة المرخّصة في البلاد، وفق السلطات الصحية.
وحدّد بايدن للحملة هدفا ببلوغ نسبة البالغين الذين تلقوا جرعة لقاحية واحدة على الأقل 70 بالمئة بحلول الرابع من يوليو الذي يصادف العيد الوطني الأميركي.
والإثنين وقف مجلس النواب الأميركي دقيقة صمت تكريما للمتوفين بكوفيد-19 الذين تخطى عددهم في الولايات المتحدة 600 ألف شخص.
وكانت الولايات المتحدة قد بلغت عتبة 500 ألف وفاة بكوفيد-19 في نهاية فبراير، أي قبل أقل من أربعة أشهر. وعلى سبيل المقارنة كانت حصيلة وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة قد ارتفعت من 400 ألف إلى 500 ألف خلال شهر واحد.
وتراجعت حصيلة الوفيات اليومية بشكل كبير لكن معدّلها لا يزال يتخطى 300 وفاة يوميا، وفق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الوكالة الفدرالية الرئيسية للصحة العامة في البلاد.
وفي هذا السياق، يعرب خبراء صحيون عن قلقهم من وصول المتحوّر دلتا الذي رصد لأول مرة في الهند.
والأسبوع الماضي حذّر المستشار الصحي للرئاسة الأميركية الطبيب أنتوني فاوتشي خلال مؤتمر صحافي لخلية البيت الأبيض المكلّفة إدارة الأزمة الصحية بأن هذا المتحوّر أكثر قدرة على التفشي و"يمكن أن يتسبب بإصابات أكثر حدة".
ويشكّل "دلتا" ما نسبته 10 بالمئة من الإصابات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، لكنّه يمكن أن يصبح المتحوّر الرئيسي في البلاد بعد "ألفا" الذي رصد للمرة الأولى في إنكلترا.
وأضاف فاوتشي "لحسن الحظ" اللقاحات فاعلة ضد المتحوّر ألفا.
والإثنين، جاء في تغريدة أطلقها الباحث في كلية الصحة العامة في جامعة براون أشيش جها أن "نسبة التلقيح المرتفعة هي أفضل وسيلة لمكافحة المتحوّر دلتا"، مبديا في الوقت نفسه "قلقه" إزاء "سرعة" تفشيه.
ونحو ثلث سكان الولايات المتحدة لم يباشروا الإجراءات المطلوبة لتلقي اللقاح وفق استطلاع أجرته في نهاية مايو "مؤسسة كايزر فاميلي".
وبعض هؤلاء يعارضون بشدة التلقيح فيما البعض الآخر مترددون، علما أن السلطات تبذل جهودا كبيرة لإقناعهم بتلقي الجرعات اللقاحية عبر زيادة عدد مراكز التلقيح وتسهيل الوصول إليها أحيانا بالتعاون مع شركات خاصة (مواصلات، رعاية أطفال...).
وفي بعض الولايات أجريت سحوب يانصيب للملقّحين بلغت جوائزها ملايين الدولارات.