أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لتغير المناخ جون كيري، أن مصر بالفعل في مكانة ووضعية تمكنها من أن تكون قائدة في عملية التحول نحو الطاقة المتجددة، وأن مصرتنعم بفرص من شأنها أن تجعلها الدولة الأولى في العالم في مجال الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة.
وقال المبعوث الأمريكي -في تصريحات للصحفيين اليوم الأربعاء، عقب مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكري بمقر وزارة الخارجية- إن مصر تم ترشيحها لاستضافة وقيادة الاجتماع القادم لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27" (في عام 2022) ولذلك فإن نحن نبدأ العمل سويا فيما يخص الخطوات القادمة فى هذا الإطار.
وأعرب المبعوث الرئاسى الأمريكي عن سعادته للعودة مرة أخرى لزيارة مصر ولقاء وزير الخارجية سامح شكري الذي تربطه معه علاقة طويلة الأمد منذ كان وزيرا للخارجية، مشيرا إلى أن زيارته هذه المرة لمصر تأتي في ضوء تكليف الرئيس جو بايدن له للعمل كمبعوث رئاسي خاص لتغير المناخ.
وأوضح أن زيارته لمصر تضمنت لقاءات مع مسئولي الحكومة المصرية؛ رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزيرة البيئة ياسمين فؤاد، ووزير الخارجية حول كيفية التعاون بين الجانبين للتعامل مع أزمة تغير المناخ التي يشعر بها كل إنسان في كل دولة بالعالم في الوقت الراهن.
وقال "إننا جميعا كبشر متأثرون من ظاهرة تغير المناخ"، مشيرا إلى أنه من الواضح وحسب الأدلة أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وذوبان الجليد والتغيرات التي تحدث فيما يتعلق بالحرائق وغيرها والتي نواجهها جعلتنا جميعا نواجه تحديا كبيرا يتعلق بالتحول في حياتنا والطاقة واستخدام السيارات وغيرها.
وشدد كيري على أن مصر لديها فرص واعدة لتكون الدولة الأولى في العالم في مجال الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة وقال: "ولذلك نسعى لزيادة التمويل للتكيف كما نريد العمل عن كثب بشكل أكثر مع دول مثل مصر لديها القدرة على الإسراع بعملية التحول نحو الطاقة المتجددة"، مشيرا إلى الفرص الواعدة في هذا الإطار لخلق فرص وهواء أكثر نقاء وأمن أفضل ونرى أمامنا فرصا أكبر لبناء مستقبل أفضل من خلال قدرتنا على التحرك نحو الاقتصاد الجديد للطاقة الذي سيكون أكبر اقتصاد عرفه العالم على الإطلاق.
وأعرب عن التطلع لزيارة مصر مجددا بينما نسعى لتنفيذ عملية التحول والسبل الكفيلة للإسراع بها في كل دول العالم، مشددا على أن اتفاقية باريس كانت مجرد بداية ولكننا لم ننفذ حتى الآن الأهداف التي تم إقرارها فى هذه الاتفاقية ولذلك يجب علينا مضاعفة جهودنا مرتين أو ثلاث عن ذي قبل.
وقال المبعوث الأمريكي إن الشىء الجيد ان نعرف ما نريد ان نفعله ونعرف ان ما نفعله سيزيد من قوة دولنا وخلق فرض عمل جديدة بها ومستقبل افضل للاجيال القادمة.
بدوره، أكد وزير الخارجية سامح شكري -في تصريحات عقب المباحثات- أن زيارة المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى مصر تأتي لتجديد تأكيد التعاون طويل الأمد بين مصر والولايات المتحدة في العديد المجالات ومن بينها ما يتعلق بتغير المناخ والأهداف المشتركة التي نسعى لتحقيقها في هذا الصدد والحاجة لتعزيز اتفاقية باريس وأهدافها والإعداد لمؤتمر قمة المناخ "كوب 26" المقرر ان تستضيفها بريطانيا فى نوفمبر القادم، والقمة السابعة والعشرين التى تتطلع مصر لاستضافتها.
وقال وزير الخارجية "إننا نأمل في تحقيق أهدافنا المشتركة ونعول على الولايات المتحدة لتزويد مصر بالمساعدات والتسهيلات التي يتطلبها تحقيق هذه الأهداف المتعلقة بتخفيض الابنعاثات وزيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة وغيرها والتي تأتي ضمن استراتيجية مصر 2030 وهو ما من شأنه أن يسهم في جعل البيئة في العالم أكثر نقاء وأمانا.
وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف يفرض مسئولية على شركائنا في دول العالم المتقدم لتقديم المساعدات المالية والوفاء بالتزاماتها ومسئولياتها حسبما تقرر في اتفاقية باريس ولمساعدة دول العالم النامي ومن بينها مصر وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها تجاه هذه الأهداف.
وجدد تأكيد التزام مصر بالشراكة الاستراتيجية والتعاون مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تغير المناخ أحد المجالات التي يمكن البناء عليه لتعزيز التعاون المصري الأمريكي المشترك.