الأحد 16 يونيو 2024

خبراء يضعون روشتة للتخلص من النفايات الإلكترونية

12-5-2017 | 15:30

ظهرت في الأونة الأخيرة مشكلة النفايات الإلكترونية، نظراً لأن غالبية المجتمع ‏لاتدرك كيفية التخلص الآمن منها لما تحتويه من معادن ومواد كيميائية سامة وضارة ‏بالإنسان والبيئة والتربة والمياه في حالة تركها بالمنزل أو حرقها أو إلقائها في ‏مصارف المياه أو دفنها، لذا ناقشت "الهلال اليوم" خبراء البيئة للتعرف على كيفية ‏التخلص الآمن منها، وأبرز المشكلات التي تسببها ومخاطرها، وكيفية استثمارها ‏وإعادة تدويرها، والتجارب الدولية التي نجحت في هذا المجال.‏

وفي البداية؛ يقول الدكتور عبد المسيح سمعان، وكيل معهد البيئة للبحوث والدراسات ‏البيئية: "النفايات الإلكترونية مشكلة حديثة جدًا ولم يكن أحدًا في العالم يفكر فيها قبل ‏ذلك لأن حجمها في السابق كان قليلًا نظرًا لأن الأجهزة الإلكترونية كانت معمرة ‏تعيش 30 أو 40 سنة، ولكن مع التطور المذهل في التكنولوجيا يتم تغير الأجهزة ‏الإلكترونية باستمرار رغم كونها مازالت صالحة للاستخدام، ونشتري أجهزة أحدث ‏منها، وهناك تحدي كبير في كيفية إدارة هذه المخلفات من البطاريات والموبيلات ‏والشاشات وغيرها".‏

وتابع: "للأسف المجتمع المصري مازال لديه ثقافة الكراكيب مثل تركها فوق الدولاب ‏أو البلكونة أو غرفة الأطفال، ولا نقوم بالتخلص منها، ومع تركها بالمنزل وبفعل ‏عوامل الرطوبة والحرارة تخرج منها عوادم وأبخرة غير مرئية نظرًا لأن بها مواد ‏كيميائية كالرصاص والأنتيموم والكادميوم وكلها مواد سامة تضر بالجهاز التنفسي ‏والجلد والجسم كله، فلابد من ترك ثقافة الكراكيب".‏

واستطرد: "التعامل الحالي مع النفايات الإلكترونية أن يتم تجميعها وفصلها واستخراج ‏المواد البلاستيكية منها وإعادة تدويرها بشكل بدائي، ولكنها تبقى جهود أشخاص وليس ‏مصانع، ومن الخطورة بمكان إلقاء النفايات الإلكترونية في القمامة ودليل ذلك أن ‏البطاريات تجد مكتوبًا عليها علامة ‏x‏ بجوار صندوق قمامة، كما أن حرقها يتسبب ‏في كارثة حيث تتحول إلى أكاسيد ضارة بالإنسان والبيئة والتربة".‏

وأشار إلى أن التخلص منها يتطلب ما يُعرف بـ"إدارة المخلفات الإلكترونية" على ‏مستوى المواطن والمُنتج والدولة، مضيفاً: "يجب على المواطن إذا كان لديه جهاز ‏إلكتروني أن يُحسنه كزيادة الرمات له وإدخال تطوير عليه واستخدامه بدلًا من تركه ‏بالمنزل مع الكراكيب وفي ذلك توفير للأموال وتجنب المخلفات والعوادم التي تضر ‏بالإنسان، وأيضًا ثقافة الصيانة باستمرار وللأسف نحن نفتقدها ولا نلجأ إليها الإ ‏عندما يتلف الجهاز نهائيًا، وبالطبع هي تقوم بإطالة عمر الجهاز، وهناك ثقافة التبرع ‏بالأجهزة في حال قيام المواطن بشراء موديل أحدث يقوم بالتبرع بالجهاز القديم ‏لإحدى المؤسسات الخيرية أو أطفال أو أسرة محتاجة".‏

ولفت: "المجتمع يفتقد لثقافة التخلص الآمن من النفايات الإلكترونية فيوجد نشرة على ‏كل جهاز جديد حول كيفية التخلص منه ولا نقوم بقراءتها، ويوجد لدينا مصنعًا في ‏مدينة 6 أكتوبر يقوم بإعادة تدوير الأجهزة عن طريق شرائها من المواطنين بأسعار ‏زهيدة، لكن المواطن لا يسعى للذهاب إلى المصنع نظرًا لبعد المسافات، والحل أن ‏تتواجد جمعية أهلية في كل منطقة تشتري الأجهزة من المواطنين بأسعار أقل وتبيعها ‏هي للمصنع بسعر أعلى وبذلك نخلق فرص عمل في كل منطقة".‏

وأوضح: "كما أن دور المُنتج هو توفير مهندسين وفنيين للصيانة وبشروط مُخفضة ‏حتى يُقبل الناس عليها، والتطوير نحو التصميم الأخضر للأجهزة كي لا تُحدث آثاراً ‏ضارة بالبيئة، أما مسئولية الحكومة فتتمثل في توفير المصانع لإعادة تدوير المخلفات ‏الإلكترونية، وفرض الرقابة على الأجهزة المستعملة المستوردة لأن خطورتها تتمثل ‏في كونها غير معمرة لأنها سبق استعمالها وفي حال تلفها نتخلص منها ولا تقبل ‏تصليحها مما يزيد كمية المخلفات الإلكترونية في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة ‏لأنها تبيعها لنا مستعملة وتتخلص منها ولا يوجد من نبيع هذه المخلفات له مرة أخرى، ‏وتوفير أماكن لدفن النفايات كصندوق في كل كلية بالجامعة لجمع المخلفات ‏الإلكترونية، ووضع حوافز للمصانع الخضراء عن طريق توفير الخامات وغيرها ‏حتى نصل الى أجهزة آمنة".‏

ولفت: "فكرة استخراج المعادن النفيسة كالذهب والفضة منها يتطلب حجم هائل من ‏النفايات يتم استخراج كميات بسيطة منها، وتتطلب نوع معين من الفنيين، ومن أكثر ‏الدول ذات التجارب الناجحة في تدوير المخلفات الإلكترونية الهند والصين".‏

واتفقت الدكتورة عزة حسين، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الإنسان والبيئة ‏ومسئول لجنة الشباب، معه حيث أكدت: "النفايات الإلكترونية تحتوي على معادن ‏نفيسة يمكن استخراجها ولذا يجب فتح مصانع لإعادة تدوير النفايات مرة آخرى بدلاً ‏من رميها في القمامة، وللأسف إعادة التدويرغيرمستغل بالشكل المناسب حتى الآن ‏سوى مصنع واحد بمدينة 6 أكتوبر، وإذا تم استغلالها بالشكل الأمثل سيساعد ذلك ‏على تشغيل الشباب وافتتاح مصانع جديدة وتقليل المواد المستوردة من الخارج ‏وحماية البيئة من التلوث".‏

وتابعت: " يجب توعية المحتمع من خلال حملات قومية وبالتركيز على الفئات الأكثر ‏استخداماً وهم الشباب والوصول إليهم عن طريق التوعية بالجامعات، ثم الأطفال ‏وتلاميذ المدارس الذين لا يدركون خطورة النفايات كلمس البطارية باللسان للتأكد من ‏كونها مشحونة ولما تحتوي عليه من سموم".‏

ولفتت: "لا يتم التخلص من النفايات الإلكترونية بالطرق السليمة في مجتمعنا، وفي ‏النهاية تذهب إلى مصانع غير حاصلة على موافقات بيئية، ولابد من وجود جمعيات ‏أهلية تقوم بجمعها من كل منطقة سكنية".‏