مع ارتفاع الأسعار وتدهور المعيشة، انتشرت ظاهرة قد تكون هي الأغرب خلال السنوات الثلاثة الماضية، ألا وهي عدادات الكود الذكية التي قد سببت للبعض استياء وبالأخص المواطنين البسطاء كنوع من تقييد المواطن البسيط وإجباره على استخدام عدد معين من الكيلو وات، مما يؤدى إلى تفاقم أسعار الكهرباء فضلًا عن زيادة المصروفات الإدارية المتلازمة للنظام الجديد.
حيث أكد رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، المهندس جابر الدسوقي، أن الوزارة قررت بشكل كامل ترشيد الطاقة الكهربائية وفي الأساس لابد من إصلاح سلوك المواطن كمستهك للكهرباء لمواجهة الإصراف والسرقة في سحب التيار وهو ما يترتب عليه زيادة الأحمال وبالتالي انقطاع متكرر في الكهربائي، كما أن الوزارة أجرت عدد من البحوث واكتشفت من خلالها عدم دقة العدادات القديمة، وأنه هناك هدر كبير في الطاقة الكهربائية لا تستفيد به الدولة فضلًا عن سرقة الوصلات الكهربائية في بعض العقارات المخالفة.
ويشير لنا محمود محمد، فني كهرباء بشركة الكهرباء بشبرا مصر، قائلا: "محاسبة العدادات الذكية هي نفس محاسبة العدادات العادية بالنسبة لأعداد الكيلو وات والشرائح، بمعنى كل شريحة لها محاسبة معينة والمواطن عند انتهائه من الشريحة الأولى ينتقل مباشرةً إلى الشريحة الثانية، فعلى سبيل المثال الشريحة الأولى تبدأ من 1 حتى 200كيلو وات، ومن 200 إلى 300شريحة ثانية، ومن 300إلى 500 شريحه ثالثة، والمواطن من يوم 1 في الشهر حتى يوم 30 إذا تعد استهلاك المواطن 200 كيلو وات خلال أول 10 أيام الأولى، يتم انتقاله إلى المرحلة الثانية وهكذا.
وتابع: "بالنسبة للسعر يبدأ من شحن الكارت بـ50 جنيه يعطيك من 200 إلى 232 كيلو وات، وبالنسبة للمواطنين من لديهم عدادات قديمة وتم استبداله بعداد كود جديد يسمى التقديم على عداد "تغيير" وفى هذه الحالة يصل العداد إلى المواطن مشحون بـ50 جنيه تم خصمهم عند التعاقد لأن بالطبع مينعش يروح العداد فاضي شحن".
مميزات العداد الكارت إيه؟
وأوضح محمود قائلا: "العدادات الذكية نظام أفضل لأنه من الصعب إرسال كشاف لقراءة العداد فضلًا عن عدم التشكك في الكشف مثلما كان يقول المواطنون "الكشاف بتاع شركة الكهرباء كسر .. أو مجاش" وبالتالي شهر كان بيدخل في شهر وبالتالي المحاسبة السعرية بتكون أعلى لأن كلما يعلى في عدد الكوبلات، تعلى الفئة السعرية، وده كان من عيوب العداد القديم، أما بطريقة شحن الكارت لم يوجد فيه إدماج شهر في شهر فالمحاسبة أول بأول ولا يوجد تهرب من الدفع لذلك استطاع النظام الجديد حصر أساليب السرقة في الكهرباء ويساعد أكثر على ترشيد الكهرباء".
وفى محاولة "الهلال اليوم" للتعرف على كيفية استخدام المواطنين للعدادات الذكية، أشار الفني محمود محمد، بأن العداد به زرار وصفحات تبين للمواطن ما تبقى له من فلوس في الكارت وعدد الكيلوهات المتوافرة طبقًا لما به من فلوس، كما أنه به لمبة نيزال تعطي إضاءة حمرا تحذيرًا للمواطن بضعف الشحن وذلك عندم يصل إلى 15 جنيه، كما ينتج عن العداد صوت كتنبيه للمشترك بضرورة إعادة الشحن، وفي بدايه ظهور العدادات الذكية كان المواطن معترض جدًا لكن الآن بدأ يظهر نوع من تقبل الوضع والتفهم أكثر".
ومن جانبه أشار الفني رمضان محمد، التابع لشركة كهرباء 6 أكتوبر، قائلًا: "العدادات الجديدة أفضل كنظام محاسبة ولكنها أغلى بالطبع، وذلك طبقًا لغلاء كل حاجة ولكن ما يميزها كمحاسبة"، قائلًا: "عن تجربة رأيتها أكثر من مرة وتم التبليغ عنها، إن العدادات القديمة كان بعض المواطنين يسرقون الكهرباء من خلال نزع غطاء العداد الأسفل والتلاعب في الأطراف الداخلة إلى المنزل وإسقاط كوبري العداد مما يؤدي إلى توقف العداد عن الدوران مع عدم انقطاع التيار عن المنزل، ومنهم من كان يستخدم مفتاح التلاجة خلف باب الشقة لإيقاف وتشغيل العداد، لكن العداد الجديد ميقدرش المواطن يتلاعب فيه نهائيًا لأنه شحن أول بأول وإذا ما شحنش ينقطع عن تيار الكهرباء تمامًا".
رأى المواطنين
ويقول محمد إبراهيم 30 سنة، ومقيم بمدينة أكتوبر: "لما ندفع كل يومين شحن كهرباء في حين المرتبات ثابتة مبتزادش يبقى حلال ولا حرام اللي احنا فيه، وبالأخص الكهرباء بنستخدمها في كل حاجة في حياتنا اليومية مثلها مثل الماية ليه بتحاولوا تكرهوا المواطن في عيشته بزيادة؟".
ويشير عاصم محمد بحي شبرا: "عند شرائي شقة لابني كنا نبحث عن شقة ذات عداد قديم لكن مع الأسف وجدنا معظم الشقق الجديدة بعدادات النظام الجديد، وهو فيه شاب هيقدر في بداية حياته يكفي بيته من متطلبات ويدفع كهرباء من 3 إلى 4 مرات في الشهر؟ ياريت نفكر حتى في الشباب المقبل على الزواج".
ويقول المقاول العقاري بمنطقة أكتوبر محمد حسن، إن أصحاب العمارات يجلبون العدادات القديمة بطرق سرية، موضحًا أنه هناك عدد من أصحاب العقارات حصلوا على 50 عداد منذ مايقرب من شهر، والمواطنين معظمهم بيسأل قبل ما يشتري الشقة بعداد كارت ولا عداد قديم، وبالطبع أثر علينا كمقاولين عقارات فتجد الشقة سعرها يقل عن الشقق التي بها عداد قديم، قائلًا: " هو نظام صعب فى حين مرتب المواطن على قد الحال ولم تزداد المرتبات فكيف ترتفع أسعار الكهرباء؟"، متسائلًا: "لماذا لم ندرس الموضوع قبل اتخاذ قرارات؟".