الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

تمام الكلام.. سفر المغلوب إلى الجنوب "2"

  • 21-6-2021 | 20:28
طباعة

 

عفواً أيها القطار.. لمن أشكوك؟ إليك أم للقائمين عليك؟

إلى متى نعيش عذاب القطارات ما بين مكيف متعطل وجحيم نار تجلس فيها طيلة النهار.. حتى لو فكرت بالنجاة منها وأن تلقى بنفسك خارجها فلا سبيل لذلك؛ لأنه للأسف الشبابيك لا سبيل إلى فتحها أو كسرها.. فالقطار مصنّع منذ نشأته الأوربية على أن تُحكم منافذه جيداً كى لا يتسرب منه هواء المكيف البارد.. لا أن نسجن بداخله ونتصبب عرقاً واحتراقاً..

 

إذن ما ذنبنا فى هذه الورطة الجهنمية المسجونين فيها الآن والتى سببها إهمال المسئول النائم الحالم فى مكتبه أو بيته على صوت هدير الهواء "الساقع"، ولا يشعر بآلام المسافرين، وخاصة المرضى منهم، عبر القطار النائم هو الآخر بل ويغط غطاً فى أحلامه السمجة.. حيث يتوقف كل ربع ساعة لمدة نصف ساعة.. ونحن نحترق بداخله من الحر ورائحة تدخين السجائر المؤذية لمن لا يطيقونها، وعبير، أقصد هجوم وهبوب رياحين الحمام المأسوف على أمره كالعادة، والذى كان سبباً فى عدم منحنا بطولة كأس العالم.. سابقا.. ناهيك عن من يقفون فوق رأسك طول الرحلة المنكوبة.. حتى أنهم يكادوا مع اهتزاز القطار أن يسقطوا علينا.. لأنهم لم يتكرموا ويحجزوا أماكنهم مبكرا.. فلم يجدوا مكاناً بديلا لهم للسفر إلا فوق رؤوسنا المسكينة التى قاربت على الانفجار هى الأخرى.

 

يا ويلاه.. رحماك يا الله.. رحماك يا الله

"مش كان الواحد أجر حمار أفضل... على الأقل حسافر وسط الزرع والهواء الطلق والترعة الرقراقة... وأغنى يا حمار قولى رايح على فين"

عفوا لأغنية "يا وابور قولى رايح على فين" التى أعشقها كثيرا منذ صباى وأرددها كلما سنحت لى ظروف الحياة الرقراقة.

فإلى متى نعانى ونجاهد عذابات هذا القطار الجهنمى.. فالسجائر ورائكم وحر جهنم بينكم.. يحرقكم أينما وليتم وجلستم بالقطار

فيكفينا الرعب الذى يملؤنا ونحن نستقل القطار.. من كثرة ما سمعناه ورأيناه من حوادثه الكارثية بسبب الإهمال وغياب الضمير والتى تتكرر كثيرا وتقع بسببها ضحايا كثيرون.

فطبقاً لتقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن 0.1% لكل 1000 متوسط معدل حوادث القطارات بالنسبة لعدد السكان.

لا أقولها من جديد

أنا غلطت يابووووووى

واااااااااااه ياغلبي

الاكثر قراءة