اهتم كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، بعدد من الموضوعات المهمة.
ففي عموده (صندوق الأفكار) وتحت عنوان (موقف «يوناني» واضح)، قال الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة (الأهرام): "استوقفني، أمس، الموقف اليوناني الواضح، والقوي، المساند لمصر في قضية مياه النيل، وذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، بقصر الاتحادية".
وأشار سلامة إلى أن الموقف اليوناني، الذي أعلنه ميتسوتاكيس، هو أقوى موقف أوروبي في هذا الإطار، حيث أعلن دعم أثينا الكامل للموقف المصري في قضية السد الإثيوبي، مشيرا إلى تفهم اليونان قضية مياه النيل، بصفتها قضية حياة بالنسبة للمصريين.
ولفت سلامة إلى أن "اليونان دورها قوي، ومؤثر، في الاتحاد الأوروبي، وأتمنى لو تبنت أثينا هذا الموقف داخله، بحيث يتحول إلى موقف معلن، وواضح، من كل دول الاتحاد الأوروبي في هذه القضية الحيوية بالنسبة لمصر".
وأكد أن مصر تسعى إلى السلام، وتتفهم حق إثيوبيا في التنمية، لكنها، في الوقت نفسه، تتمسك بحقها في اتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد بين الدول الثلاث (مصر، والسودان، وإثيوبيا)، بحيث يضمن هذا الاتفاق حصتي مصر والسودان، وكذلك سلامة السد، وأمانه، وطريقة تشغيله مستقبلا.
ونوَّه سلامة بأن ما بين مصر واليونان علاقات تاريخية ممتدة، وعميقة، وخلال السنوات الخمس الماضية ازدادت أواصر العلاقات القوية بين الدولتين، في مختلف المجالات، كما يجمع بين الدولتين، وقبرص، آلية ثلاثية للتعاون، ويتم عقد اجتماعاتها بشكل دوري بين الدول الثلاث.
وألمح إلى أن تطور العلاقات بين الدولتين انعكس إلى «تعيين» الحدود البحرية والاقتصادية فيما بينهما، مما كان له الأثر الأكبر في تنمية اكتشافات الغاز والبترول، وأسسا معا، وقبرص، منتدى غاز شرق المتوسط، وهو المنتدى المفتوح للدول الأخرى، من أجل أن تتحول مياه البحر المتوسط إلى جسور للتعاون، والصداقة، بين جميع الدول المشاطئة له.
وفي عموده (بدون تردد) وتحت عنوان (مصر.. وليبيا)، أكد الكاتب محمد بركات -في مقاله بصحيفة (الأخبار)- أن الموقف المصري ثابت وواضح تجاه الشقيقة ليبيا، انطلاقا من الحقيقة الجيوسياسية الثابتة والمؤكدة على مر التاريخ، في هذه المنطقة الهامة من العالم ذات التأثير والثقل الإقليمي على الساحات العربية والإفريقية والشرق أوسطية والبحر متوسطية.
وقال بركات إن الحقيقة الجيوسياسية القائمة والراسخة عبر الزمن، تؤكد التلاحم الكامل والارتباط الوثيق، جغرافيا وسياسيا وإنسانيا بين الدولتين، وهو ما جعل من أمن واستقرار ليبيا قضية بالغة الأهمية والضرورة لمصر، وامتدادا طبيعيا للحفاظ على الأمن القومي المصري.
وأضاف أنه وفي هذا الإطار يأتي السعي المصري الدائم لتعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا، وتأكيد مصر الواضح والمستمر على الدعم الكامل للمجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية الليبية، في مهامهم خلال المرحلة الانتقالية الحالية، لاستتباب الأمن والاستقرار في ليبيا، وتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات الوطنية في موعدها المقرر في ديسمبر المقبل.
وأشار بركات إلى أن المتابع لما جرى ويجرى في ليبيا يدرك أنها أصبحت الآن على أبواب مرحلة جديدة مبشرة، إذا ما صلحت النوايا وعمل الجميع بأمانة ومصداقية، للاستقرار والسلام الاجتماعي، والنهوض بالدولة للأمام.
وتابع أنه لا يخفى على أحد على الإطلاق على المستويين الإقليمي والدولي، الدور الكبير الذي قامت وتقوم به مصر في مساعدة الأخوة الليبيين لتجاوز الأزمة وتوحيد الصف والوصول إلى توافق بين جميع الأطراف على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وإنهاء الانقسام ووقف التدخلات الأجنبية، وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وهو ما نأمل في أن يتم التأكيد عليه والإصرار على تنفيذه من جانب القوى الدولية خلال المؤتمر القادم في برلين بعد أيام.
وفي عموده (من آن لآخر) وتحت عنوان («مصر- ليبيا».. «القاهرة.. أثينا»)، قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) إن مصر ستظل هي عنوان الشرف والمبادئ والثوابت في سياساتها الدولية والخارجية، وحرصها على مصالح وأمن واستقرار وحقوق الأشقاء والأصـدقـاء، فقد أصبحت القاهرة هي النموذج الرائع الذي يعمل من أجل السلام والرخاء والبناء، وتعلي من شأن الأوطان والدولة الوطنية، ومؤسساتها لا تغير كلامها وسياساتها طبقا للظروف أو المصالح، ولكنها سياسات شريفة نبيلة ترسخ الأمن والسلام والاستقرار.
وأضاف توفيق أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بوزيرة الخارجية الليبية نجلاء النقوش جاء ليجسد كيف يتعامل الشرفاء والأحـرار الـذيـن يـدافـعـون عـن أوطانهم بجسارة وشجاعة، وعكس اللقاء عمق العلاقات المصرية- الليبية، والثوابت المصرية تجاه الأزمة الليبية، فقد وجه الرئيس السيسي التحية لوزيرة الخارجية لمواقفها الوطنية تجاه بلدها ليبيا، مؤكدا أن مصر تعلن دعمها الكامل للشقيقة ليبيا في مسارها السياسي، وأن مصر وليبيا هما قضية أمن قومي، ولديهما روابط تاريخية تجعلهما مرتبطين بشكل وثيق في وحدة المصير.
ونوَّه الكاتب بأن مصر حريصة على استكمال ليبيا لمسارها السياسي وإجراء الانتخابات نهاية العام الجاري طبقا وتعبيرا عن إرادة الأشقاء بعيدا عن الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، وقد جدد الرئيس التأكيد على مواقف مصر الثابتة تجاه ليبيا من خلال الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، وسيادة وإرادة الشعب الليبي الحرة في اختيار قيادته وعدم التدخل في الشئون الداخلية لليبيا، وطالب الرئيس السيسي وزيرة الخارجية الليبية بالاستمرار في مواقفها الوطنية وألا تخشى في الله والوطن لومة لائم.
ولفت توفيق إلى أن نجلاء المنقوش قالت متحدثة للرئيس السيسي: "أنتم تمتلكون حكمة القيادة الرشيدة التي تتمتع بها مصر"، والحقيقة أن فحوى ومضمون الحديث يجسد للجميع عمق الشرف في السياسات المصرية والـدعـم المصري للأشقاء والأصدقاء، وأن سياساتنا الشريفة وثوابتنا لا تتغير، لذلك يثق فينا العالم، ويحترمنا من يختلف معنا، ولذلك يتراجع الكثيرون عن سياساتهم ويخطبون ود مصر ويتقربون إليها ويسعون إلى فتح صفحات جديدة، لأنه مع نقاء وشـرف السياسات، لا أحد يستطيع أن ينال من حق مصر أو يزعزع إرادتها وثوابتها، ولا توجد قوة تملك أن تركع مصر، وأيضا ما لدى قيادتها من حكمة وقدرة فائقة على التعامل مع جميع المواقف، وتكون النتيجة دائما لصالح مصر.
وتابع توفيق أنه وفي هذا الإطـار أيضا جـاء استقبال الرئيس السيسي أمس لرئيس الوزراء اليوناني في ظل ما تشهده العلاقات بين القاهرة وأثينا من آفاق جديدة في كافة المجالات والعلاقات الثنائية في كافة المجالات، وتطابق وجهات النظر والاحترام المتبادل والتنسيق المشترك حول كافة القضايا الإقليمية والدولية في ظل قناعات وإيمان البلدين بقرارات الأمم المتحدة وما تفرضه بنود القانون الدولي من حتمية الاحترام المتبادل بين الدول وحقوقها المشروعة وعدم التدخل في شئونها الداخلية أو المساس بسيادتها، وهذا الالتزام من الدولتين هو ما تصدى لكل محاولات توتير منطقة شرق المتوسط وحافظ على أمنها واستقرارها.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية- اليونانية تشهد تفاهمات ورؤى مشتركة ووجهات نظر وسياسات متطابقة حول الوضع في شرق المتوسط، وضرورة الاحتكام لقرارات الأمم المتحدة والـقـوانـيـن الـدوليـة، وأيـضـا تجاه القضية الفلسطينية، وإقـرار حقوق مصر في نهر النيل، وأهمية الحفاظ على أمن مصر المائي، وتقدير الجهود المصرية في السعي لاتفاق شامل وعادل ومنصف وقانوني وملزم لكافة الأطراف حول ملء وتشغيل سد النهضة.
واختتم توفيق مقاله قائلًا إن لقاء الرئيس السيسي برئيس الوزراء اليوناني أكد الثوابت المصرية بشأن الوضع في شرق المتوسط والقائم على ضرورة التزام كافة الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة خاصة مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية واحـتـرام السيادة والمياه الإقليمية للدول، وتضامن مصر مع اليونان حيال أي ممارسات من شأنها انتهاك سيادتها، وهي رسائل واضحة لمن يهمه الأمر.