وصل وزير الخارجية سامح شكري، اليوم، إلى مدينة برلين للمشاركة في مؤتمر «برلين 2» حول ليبيا، وقد أكد خلال تصريحاته أن موقف مصر ثابت، وهو ضرورة حماية سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، ودعم تطلعات الشعب الليبي الشقيق في بناء مستقبل أفضل.

وفي هذا الإطار أكد أساتذة العلوم السياسة أن الميزة التي تجعل مصر تشترك في مؤتمر برلين 2، أنه المؤتمر الأول الذي تشارك فيه الحكومة الليبية المؤقتة بعد تمام تشكيلها، مشيرين إلى أن مصر تشارك بجهود كبيرة في محاربة الإرهاب، ويمكن القول أن ذلك الدور مهم بالنيابة عن العالم ككل.

مصر تساند اختيارات الشعب الليبى ولا تتدخل بشأنهم
قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر شاركت في مؤتمر برلين 1، وتشارك كذلك في مؤتمر برلين 2، إنطلاقًا من أن ليبيا تمثل عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري، موضحًا أنه من مصلحة الأمن القومي المصري، استعادة الليبيين قدرة دولتهم الوطنية.

وأكد حسن سلامة في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن مصر تستمر لدعمها الغير مشروط للمؤسسات الوطنية الليبية، ومكونات العملية السياسية في ليبيا وتدعيم المسار السياسي، مضيفًا أن الميزة التي تجعل مصر تشترك في مؤتمر برلين2، أنه المؤتمر الأول الذي تشارك فيه الحكومة الليبية المؤقتة بعد تمام تشكيلها، ولهذا فإن الدعم المصري وما تقدمه من طرح يتعلق بخروج المليشيات المسلحة، والمرتزقة هو الأساس لأن هذا الشرط هو التحدي الحقيقي لاستكمال المسار السياسي وإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في ديسمبر المقبل.

وأضاف أن مصر تمكنت من حشد دولي كبير مساند للعملية السياسية في ليبيا، مؤكدًا أنها استطاعت تحديد هدف واضح وهو ضرورة خروج الميليشيات والمرتزقة من الأراضي الليبية، معتقدًا أن ذلك سيترك أثره وانعكاسه خلال مؤتمر برلين 2، موضحا أن تصريحات وزير الخارجية سامح شكري، ومن قبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، تؤكد أن مصر تقف مساندة للشعب الليبي في اختياراته، لافتا أن مصر لا تتدخل في الشأن الليبي وإنما تساند اختيارات الشعب وصولًا إلى دولة وطنية يمتلك فيها الليبيون مقدراتهم وثرواتهم.

وأشار إلى أن خروج المليشيات والمرتزقة، سيضمن الاستقرار في ليبيا، وكذا دعم الأمن القومي المصري، لأن عناصر من تلك التنظيمات المسلحة كانت تمر عبر الحدود التي تتجاوز، 1200 كيلو متر، مشيرًا إلى أنها تؤرق الأوضاع في مصر، مما يجعله جزء من سياسة مكافحة الإرهاب من ناحية، وآخر في سياسة ردع للأطراف الإقليمية، التي تقوم بنقل المرتزقة من مناطق التوتر، إلى مناطق أخرى لعمل إعادة تدوير لهم، وفي مقدمتها تركيا، مؤكدا  أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لاستمرار التوتر في ليبيا المجاورة.

وأكد أن تناقض الموقف لتركي من خلال التودد لمصر، ومحاولة نقل المرتزقة إلى ليبيا، يعكس تناقض المواقف، وعدم وجود ثقة في مواقفها، مشيرًا إلى أنه كما قال وزير الخارجية فيما يتعلق بتركيا، إن مصر تنتظر أفعالًا وليس أقوالًا، من خلال إخراجها للمرتزقة من ليبيا.
الأمن القومى المصرى مرتبط بما يحدث فى ليبيا
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري، لحضور مؤتمر "برلين 2" مهمة للغاية، مشيرًا إلى أن مصر تعد دولة جوار مع الدولة الليبية، وأن الأمن القومي المصري مرتبط بما يحدث في ليبيا.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، لـ«دار الهلال»، أن مصر موفقها ثابت تجاه ليبيا، وهو الوصول إلى تسوية سلمية للأوضاع وإنهائها للبحث عن مخرج سياسي بين الأطراف المختلفة، وأن يتم إخراج القوات الأجنبية والميليشيات من ليبيا والحفاظ على وحدة الأراضي والشعب الليبي، واستمرارية المؤسسات الليبية الموحدة والجيش الليبي، مؤكدًا أن إجراء الانتخابات من المفترض أن تتم نهاية هذا العام.

وأكد أن وزير الخارجية من المتوقع أن ينقل تلك السياسة المصرية إلى المؤتمر في برلين، مضيفًا أنه سيدعو الأطراف المختلفة إلى المساندة ودعم الوصول إلى هذا الحل السلمي للمشكلة الليبية.

وأوضح إكرام، أن مصر تشارك بجهود كبيرة في محاربة الإرهاب، ويمكن القول أن ذلك الدور مهم بالنيابة عن العالم ككل، حيث إنها تحارب الإرهاب في الداخل، وكذا تحاربه في مناطق مختلفة بما في ذلك ليبيا، وذلك لأن الإرهاب يهدد الجميع ويحتاج إلى تكاتف وجهود الجميع، والمشاركة في محاربته، من خلال تبادل الأفكار والمعلومات والمواجهة الفعلية، حيث أن تلك كلها أساليب مختلفة يمكن من خلالها محاربة الإرهاب.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن يكون هناك نتائج إيجابية لمؤتمر برلين 2، في شكل تضافر الجهود والاقتناع بوجهات النظر المصرية والعمل من جانب أطراف مختلفة والوصول إلى حل للمشكلة الليبية.