السبت 4 مايو 2024

تخفيف الإجراءات الاحترازية.. خبراء: مرهون بنسبة التطعيم.. والقرار لأسباب اقتصادية

كورونا

تحقيقات23-6-2021 | 21:43

محمد عاشور

تكبد انتشار فيروس كورونا منذ ظهوره ولا سيما في موجته الأولى الكثير من الخسائر المادية ولا سيما في أروح المواطنين، الأمر الذي دعا كل القيادات السياسية لفرض إجراءات احترازية مشددة ولا سيما في الموجتين الثانية والثالثة حتى مع توافر اللقاح الخاص بالفيروس، وبعد أن أعلنت بعض المنظمات عن احتمالية وجود موجه رابعة إلا أن هناك بعض الدول التي قررت التخفيف من الارتداء الملزم للكمامة التي تمثل خط الدفاع الأول كما وصفها البعض.

ولذا تواصلت "دار الهلال" مع بعض الأطباء ليوضحوا لنا أسباب اتخاذ مثل هذا القرار، حيث أكدوا أن هذا القرار مرهون بنسبة أعداد المتلقين للقاح في هذه الدول، غير أنه مشروط فقط أثناء التواجد في الأماكن المفتوحة وجيدة التهوية، مؤكدين أن الأمر لا ينطبق على مصر خاصة ونحن لا نملك رفاهية الاختيار.    


مرهون بنسبة التطعيم
في هذا السياق قالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، إنه فيما يخص قرار بعض الدول الأوروبية بإلغاء الالتزام بارتداء الكمامة كما فعلت إيطاليا، اليوم، أنه بطبيعة الحال كلما زاد عدد المتلقين للقاحات فيروس كورونا كلما قل التشديد على الأخذ بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة، لافتة أن تأكيدنا لتلقي اللقاح عادة ما يكون لتجنب زيادة الأعداد الحرجة على قدرة المستشفيات الاستيعابية كما حدث في الهند.

وأضافت رئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة لـ«دار الهلال»، أنه يمكننا الالتزام بالكمامة في الأماكن المغلقة أو العامة فقط والاستغناء عليها في الأماكن المفتوحة ولكن بشرط مراعاة التباعد الاجتماعي، مضيفة أن كل زيادة لعدد المتلقين للقاح يتبعه تطور جديد في الأخذ بالإجراءات الاحترازية، خاصة وأنه مع تلقي اللقاح نستطيع القضاء على طفرات فيروس كوفيد19.

 

طفرات الفيروس
أوضحت أن طفرات فيروس كورونا تنتج عند إصابته لشخص من خلال تكاثره بكميات كبيرة، وأن اللقاح الحل الأمثل للحد من هذه الطفرات، وأن يمكن التخلي عن الكمامة بعد تلقي الجرعة الأولى بثلاثة أسابيع والجرعة الثانية بأسبوعين، مؤكدة أنها لا تنصح بالتخلي عن الكمامة، وأن الدول التي أعلنت قرار عدم الارتداء الملزم للكمامات كانت نتيجة للأضرار الاقتصادية، ولكن مع نوع من التحفظ من خلال التباعد الاجتماعي والأماكن المفتوحة وجيدة التهوية، مشيرة إلى أن مصلحة الأشخاص وصحتهم من أولويات أي دولة، لافتة أنها تلقت الجرعتين من اللقاح ولكنها ملتزمة بارتداء الكمامة بشكل طبيعي أثناء عملها، لافتة أنه على المواطنين تجنب ارتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة بشرط مراعاة التباعد والتواجد بالأماكن الرياضية المفتوحة.

       

قاب قوسين
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد شاهين، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الزقازيق، إن قرار بعض الدول الأوروبية بإلغاء قرار إلزام ارتداء الكمامة قرارًا قاب قوسين، لافتا أن ظهور السلالة الجديدة "دلتا" في الهند كان نتيجة لتخفيف الأخذ بالإجراءات الاحترازية، والتي أصبحت أكثر انتشارا وأكثر فتكا.

 

تراجع سريع
وأضاف أستاذ علم الفيروسات لـ "دار الهلال" أن بريطانيا بمجرد أن أخذت قرارا بشأن تخفيف الإجراءات الاحترازية إلا وتراجعت خطوة للخلف مرة أخرى نتيجة ظهور سلالة "دلتا" بها وبأكثر من 44 دولة على مستوى العالم، لافتا لدراسات بعض الأطباء الإنجليز بشأن أن السلالة الجديدة قد تكون منتشرة في أكثر من 50% أو 60% من الشعب، وهو الأمر الذي هدد المستشفيات والمنظومة الصحية كاملة، ولهذا كان هناك تراجع سريع في هذا القرار شأنها شأن باقي الدول.

 

التخفيف الوسط
وأوضح أن أمر تخفيف أو إلغاء قرار الإلزام بارتداء الكمامات لا يسري على مصر نظرا لكونها بدأت تظهر بأنها أكثر وعيا خاصة مع انتشار اللقاحات، مشيرة إلى أن الإغلاق أو التخفيف الوسط هو الأمثل في مصر حتى تسير عجلة الإنتاج جنبا إلى جنب مع حماية صحة المواطن.

 

طوق النجاة
وأكد شاهين، أن أهم ما في الأمر الآن هو ضرورة وعي المواطن بأن التطعيم هو طوق النجاة، خاصة ونحن لا نملك رفاهية الاختيار لأن أي تطعيم يحسن الجهاز المناعي وينشطه، كما أن منظمة الصحة دقت نقوس الخطر قائلة:" من النزعة القومية أن هذا التطعيم موفورا لدول دون أخرى وخاصة الدول الفقيرة" وهو ما حدث في الهند وبعض الدول الأخرى.

واختتم أن اللقاح لا يمكنه العدوى ولكنه يخفف منها،  ولكن فاعلية أية تطعيمات تكون 99% في توليد الأجسام المضادة، وتكون 100% ضد أية مضاعفات قاتلة، مؤكدة أن خطوة التخفيف من الصعب تطبيقها في مصر.
يذكر أن بعض الدول قد أعلنت آخرهم إيطاليا، اليوم، بعدم الإلزام بارتداء الكمامة بداية من نهاية الشهر مع مراعاة التواجد بالأماكن المفتوحة وجيدة التهوية، كما سمحت بلدان أخرى بالأمر شريطة تلقي اللقاح الخاص بفيروس كورونا.