أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن مؤتمر "برلين 2"، الذي عقد اليونم في ألمانيا، حمل بعض الرسائل، أهمها أنه كان مؤتمرًا في صف ليبيا، خاصة وأنه الأول من نوعه الذي تحضره الحكومة الليبية المؤقتة بعد اكتمال تشكيلها، لافتًا إلى أنها أيضًا رسالة واضحة من المجتمع الدولي بضرورة إتمام العملية السياسية بليبيا، في ظل التوافق الدولي الكبير لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر نهاية العام الحالي.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"دار الهلال"، أن المؤتمر حمل رسالة مهمة تشير لضرورة خروج المرتزقة والجماعات المسلحة والقوات الأجنبية مجتمعة؛ خاصة بعد محاولات استثناء القوات التركية على اعتبار أنها غير أجنبية وأنها جاءت بتوافق مع حكومة السراج، لافتًا إلى أن وضع جدول زمني للانسحاب مكسب كبير ينقصه فقط البدء في التنفيذ على الأرض.

وأوضح أن "برلين 2" رسالة تؤكد حتمية استعادة الدولة الوطنية في ليبيا وامتلاك الليبيين مقدراتهم وتحديد اختيارتهم بعيدا عن أي تأثيرات أجنبية بما فيه من فائدة كبيرة للأمن العربي والأفريقي والدولي، ومن ثم التأكيد على مخرجات "برلين 1"، والالتزام بمقررات جينيف، وحوار تونس، بالإضافة لما تم الاتفاق عليه في لجنة 5+5، مؤكدًا أنها مكتسبات واجبة النفاذ سواء على الليبيين أو على المجتمع الدولي حال أردنا أن تعود ليبيا دولة واحدة غير مقسمة.

وأشار "سلامة"، إلى أن المؤتمر قطع الطريق عن كل المحاولات التي كانت قد تسعى لها بعض الدول لتقسيم النفوذ داخل ليبيا، موضحًا أننا نستطيع تنفيذ القرارات التي اتخذت على أرض الواقع بعد وضع جدول زمني ومبادرة نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية لاستقلال ليبيا موضع النفاذ، وأن يتم الاتفاق بين المكونات الليبية على القاعدة الدستورية التي تحدد النظام الانتخابي خاصة قبل الاقتراب من موعد الانتخابات المحددة في ديسمبر المقبل.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه إذا لم يجد الليبيون طريقًا إلى صناديق الانتخاب سوف يتوجهون إلى صناديق الذخيرة وتعود إلى فصلا جديدا من الفوضى العارمة، مشيرا للحضور المصري في المؤتمر بأنه حضورا مؤثرا وفاعلا خاصة وأن كلمة وزير الخارجية كانت ضافية، والتي أشارت إلى إلتزمات مصر تجاه ليبيا، كما أشارت إلى الدعم اللا محدود، ولا سيما إشارتها إلى دور ومهمة المجتمع الدولي في ضرورة إخراج المرتزقة.

واختتم سلامة، أن الولايات المتحدة أقرت أن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة هو استعادة الدولة الوطنية ووجود ليبيا موحدة، وهذ ما ظهر في كلمة بلينكن الذي قال:" نحن نسعى إلى وجود ليبيا موحدة غير مقسمة"، مؤكدا انه تغير كبير في الموقف الأمريكي، الذي يقطع الطريق على صراع النفوذ مع روسيا تحديدا، وأنه علينا ان نبني على هذا الكلام بدعم عربي ودولي لاستكمال المسار السياسي للتسوية.