تقع على بُعد35  كيلومتراً من مدينة القنطرة شرق الإسماعيلية، و150 كيلومتراً غرب مدينة العريش، و5  كيلومتراً شمال قرية بالوظة بمحافظة شمال سيناء، على الطريق الدولي القنطرة - العريش، تعتبر واحدة من أهم المواقع الأثرية بشمال سيناء، عُرفت المدينة قديمًا بإسم "بر آمون" وتعني مجينة الإله آمون، وأطلق عليها في العصر اليوناني والروماني اسم بيلوزيوم، ثم أطلف عليها حديثًا اسم "فرما" الذي جاء من الاسم القبطي برما، ويسمى أيضًا بتل المخزن، وتل الكنائس .

يعتبر تل الفرما أحد أهم المحطات الرئيسية التي مرت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها القادمة من فلسطين عبر طريق رفح - الفرما ، تلك الرحلة العظيمة التي قطعت خلالها العائلة مسافة 3500 كيلومتراً هربا من بطش الملك هيرودس، ومرت في مسارها على 25 موقعًا يحمل أثرا أو قصة توثق هذه الرحلة التي استغرقت 3 سنوات.

وبدأت الرحلة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق غرب مدينة العريش، لتدخل مصر من الفرما الواقعة بالناحية الشمالية بين العريش وبورسعيد شرق مدينة القنطرة وقرب قرية بالوظة، وقد جعل مرور العائلة المقدسة من هذه المدينة مركزا دينيا هاما منذ نهاية العصر الرومانى وبداية العصر البيزنطي، وفي طريق الفرما سار عمرو بن العاص رضى الله عنه لفتح مصر سنة  19 هـ، 640 م، فنزل العريش ثم أتى الفرما .

تحتوي منطقة آثار تل الفرما على القلعة الرومانية وتمتد بطول 400  200 × متر، وكان للقلعة ثلاثة مداخل مختلفة في تصميمها فى الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية وكانت الأسوار تحتوى على 36 برجا للحماية، ويرجع تاريخ بناء القلعة إلى القرن الثالث الميلادي وتم حصارها أثناء الفتح الإسلامي لمصر واستمر استخدامها حتى انحصار مياه النيل عن المنطقة وانتهت الحياة بالمدينة فى القرن العاشر والحادي عشر الميلادي، ومبنى مجلس الشيوخ خلال العصر الروماني فى وسط المدينة حيث كشفت الحفائرعن جزء من بقايا مبني مستطيل الشكل من الخارج وبمدرجات دائرية من الداخل .

وتضم المنطقة العديد من الكنائس منها الكنيسة الشرقية والتي تعرف بالكنيسة البازيليكا وهي واحدة من أكبر الكنائس فى مصر وقتها ولها ملحقات فى الجهة الشمالية كنيسة أخري أصغر، وفى الجهة الشرقية كنيسة صغيرة وفى الركن الشمالي الشرقي من البازيليكا توجد الكنيسة التذكارية، والكنيسة الجنوبية وهي من طراز التتراكونش وهي الكنيسة الثالثة التي تم الكشف عنها من نفس الطراز فى مصر، والكنيسة الغربية الدائرية وهي من النوع النادر نسبيًا فى العمارة المسيحية المبكرة، وبقايا مسرح تل الكنائس ويرجع تاريخ هذا المسرح للقرن الثالث والرابع الميلادي، ومسرح الفرما الكبير وكان المسرح الروماني بوسط تل الفرما يكشف لنا عن الأثر البالغ فى إظهار مظاهر الثقافة والترف التى كانت تحياها المدينة فى ذلك العصر ويرجع تاريخه للقرن الأول الميلادي .