تشهد إثيوبيا اضطرابات عدة على مدار الأشهر الماضية، منها فضائح هزت سمعة الحكومة والجيش الإثيوبي، ففي مطلع الشهر الحالي ظهر تسريب لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، تحدث خلاله باللغة الأمهرية خلال اجتماع مع حزبه الحاكم، معربًا عن تمسكه بالسلطة ولو بإسالة الدماء في بلاده، مؤكدًا أنه يفضل الموت على ترك الحكم في بلاده.
سقوط الطائرة «C130»
وشهدت إثيوبيا أمس تدمير طائرة عسكرية لنقل الجنود والمعدات من طراز «C130» بصناعة من شرلاكة لوكهيد مارتن الأمريكية، وهي طائرة مخصصة لنقل القوات الخاصة، وللقفز بالمظلات، ولأغراض الشحن والدعم الجوي، وهي الطائرة الوحيدة من هذا الطراز التي تمتلكها إثيوبيا.
وبحسب وسائل إعلام إثيوبية، فقد تم استهداف الطائرة «C130» عن طريق قوات دفاع جوي مجهولة في إقليم التيجراي، أدت إلى تدميرها بالكامل، ولم ينجو أي من الجنود الذين كانوا على متنها، وهو ما وضع الجيش الإثيوبي في حرج بالغ، وأثار استهجان وسخرية إثيوبيين عبر منصات التواصل الاجتماعي على مدار الساعات الماضية، من قدرة القوات الجوية الإثيوبية التي تصنف في المركز الثاني والتسعين عالميا بحسب تصنيف «جلوبال فاير باور» الذي يضم مئة وأربعين دولة.
استخدام الطيران المدني الإثيوبي في نقل أسلحة الحرب
ولم تمر سوى ساعات قليلة، حتى انتشرت الفضيحة الكبرى التي أطاحت بسمعة الجيش الإثيوبي؛ حيث انتشرت مقاطع فيديو لجنود من الجيش الإثيوبي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تيك توك»، كان أكثرها جذبًا للانتباه مقطع فيديو لنقل جنود ومعدات عسكرية خفيفة عبر طائرة مدنية تابعة لخطوط الطيران الإثيوبية "فلاي إثيوبيا".
«فلاي إثيوبيا» تنفي
وعلى رغم عدم الانضباط الذي يشهده الجيش الإثيوبي، وظهور جنوده عبر منصات التواصل الاجتماعي من مواقع عسكرية، إلا أنه تأكد استخدام الطائرات المدينة في الحرب على إقليم تيجراي، وهو ما كانت الإدارة الإثيوبية تنفيه على الدوام، وكان آخرها بيان رسمي لشركة "فلاي إثيوبيا" نفت خلاله استخدام طائراتها في نقل أسلحة حرب لقتل أبناء الشعب الإثيوبي في إقليم "تيجراي".
غضب في إثيوبيا لانتهاكات حكومة أبي أحمد ضد مواطني التيجراي
وطالب نشطاء وحزبيون وساسة إثيوبيون حكومة بلادهم بالتحقيق في ما جرى خلال الساعات الماضية من تدمير مجهول المصدر لطائرة «C130» التي حصلت عليها إثيوبيا في يونيو من العام 2018، بعد مفاوضات شاقة مع الأمريكان قادها قائد القوات الجوية الإثيوبية، آنذاك، الجنرال آدم محمد.
ويتوقع مراقبون للشأن الإثيوبي ظهور فيديوهات تدين انتهاكات حكومة أبي أحمد في إقليم تيجراي، خاصة بعد ارتكاب قواته العديد من جرائم الحرب التي يدينها القانون الدولي، والذي لا يعيره رئيس الوزراء الإثيوبي اهتمامًا بعد أن اعتاد التعدي على حقوق دول الجوار وحقوق الإنسان في بلاده.