تعد المخلفات من أكبر المشكلات التي تواجه الدولة المصرية، وفي إطار استكمال الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، تحرص على توفير كافة الآليات والخطط التي تساهم في الحفاظ على البيئة والحد من التلوث البيئي والحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للدولة في كافة المحافظات والمناطق الريفية، إذ أكد الخبراء أن تحويل المخلفات لطاقة عن طريق التغوير اللاهوائي يعد مشروعا ضخما ومهما، ويساعد بشكل كبير في التقليل من الأمراض الناتجة عن المخلفات وتأثيرها على صحة الإنسان وعلى البيئة.
وأشاروا إلى أن إعادة التدوير غير مقتصرة على المخلفات الصلبة فقط، بل تمتد لتشمل إعادة تدوير مياه الصرف الصحي ومعالجتها لتستخدم بشكل آمن في عمليات الري والزراعة، لافتين أن عمليات إعادة تدوير المخلفات الصلبة والزراعية له قيمة اقتصادية ومردود إيجابي، باعتباره يساهم في إنتاج طاقة كهربائية وحرارية وإيجاد بدائل لدعم منظومة الطاقة في مصر بمصادر متجددة ونظيفة لا تضر بالبيئة.
مصادر طاقة متجددة ونظيفة
من جانبه، قال محسن العماني، وزير التنمية المحلية الأسبق، "إن تحويل المخلفات لطاقة يعد نقلة نوعية في التعامل مع مشكلة المخلفات، لذلك يجب توفير حزم تمويلية لمشروعات تحويل المخلفات لطاقة، وخاصة الشركات المستثمرة في هذا المجال"، مؤكدا أن تحويل المخلفات لطاقة يعد مشروعا قوميا هاما للدولة لمواجهة مشكلة المخلفات التي تؤثر على الصحة والبيئة والمظهر الحضاري للدولة.
وأوضح وزير التنمية المحلية الأسبق في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن معالجة المخلفات الصلبة يساهم في إنتاج طاقة كهربائية وحرارية، الأمر الذي يساعد في إيجاد بدائل لدعم منظومة الطاقة في مصر بمصادر متجددة ونظيفة لا تضر بالبيئة، مشيرا إلى ضرورة توفير بنية تحتية تخضع للمواصفات، بحيث تتضمن إنشاء مدافن صحية، ومصانع تدوير للقمامة، وانشاء محطات وسيطة بالمناطق المختلفة لتفريغ محتوي القمامة للفرز الأولي ثم نقل المخلفات إلي الوجهة النهائية للمدفن أو محطة المعالجة الكيميائية، مشيدا بجهود الدولة للحفاظ على البيئة، والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة وإعادة تدويرها، بما يحقق التوازن البيئي وتقليل تلوث الهواء، والتقليل من الأمراض الناتجة عن حرق المخلفات.
الأسمدة الحيوية
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة إيناس أحمد، الخبيرة البيئية، إن إعادة تدوير المخلفات في مصر تعد جزء من الجهود للحفاظ على البيئة والاستفادة من الموارد المتاحة، لافته أن لها أهمية اقتصادية، حيث يتم إعادة تدوير شاملة لإعادة تصنيع هذه المخلفات وتصديرها إلى العديد من دول العالم، مشيرة إلى أن إعادة تصنيع المخلفات يساعد في تحسين البيئة المصرية سواء اقتصاديا أو اجتماعيا، مما يضمن تحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى التخلص من المخلفات الصلبة والمخلفات الزراعية واستغلالها لإنتاج الطاقة والأسمدة الحيوية، خاصة في المجتمعات الريفية.
وأوضحت خبيرة البيئة في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن استخدام التغوير اللاهوائي في تحويل المخلفات يعكس الدور المهم الذي تقوم به الحكومة، وجهودها للحفاظ على البيئة، وإنجاز المشروعات الاستثمارية الضخمة، فضلا عن أن تحويل الخلفات يعد أحد محاور التنمية بالقطاع البيئي، وسيكون له مردود وفوائد اقتصادية، مشيرة إلى أن إعادة التدوير غير مقتصرة على المخلفات الصلبة والعضوية، بل تشمل إعادة تدوير مياه الصرف الصحي ومعالجتها لتستخدم بشكل آمن في عمليات الري والزراعة.
وطالبت بضرورة توفير التمويل اللازم، لأن التكاليف مرتفعة، من أجل تحقيق تنمية مستدامة وتنفيذ المشروع البيئي الاستثماري الحضاري للدولة المصرية، مضيفة أنه لابد من توفير مسئولين لوضع خطط وآليات الإدارة السلمية للمخلفات داخل المنشآت، وحصولهم على التدريب المناسب، بداية من جمع المخلفات حتى تحويلها إلى طاقة.