السبت 25 مايو 2024

الكاتب والطبيب نبيل فاروق : رجل المستحيل سيهزم الأسطورة

13-5-2017 | 10:34

حوار : أماني ربيع - تصوير: آيات حافظ

كتاباته ساهمت في تشكيل وجدان قطاع كبير من الشباب وبخاصة جيليّ الثمانينيات والتسعينيات، من خلال أعماله سواء في سلسلة روايات مصرية للجيب، أو مقالاته في مجلة الشباب، وكتبه المختلفة، لكن تظل سلسلة « رجل المستحيل » درة العقد لأعماله، فهي التي صنعت له الشهرة.

د. نبيل فاروق الكاتب الطبيب الذي زرع بكلماته الانتماء في نفوس الشباب، وعلمهم حب الوطن عن طريق بطل المخابرات الجرئ الذكي الملتزم والذي وقع عقد تحويل سلسلة رجل المستحيل إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي، وهو الحلم الذي تأجل طويلا ضيفنا فى هذا الحوار.

ليس هذا أول عرض لتحويل رجل المستحيل إلى فيلم أو مسلسل، فلماذا تأجل هذا المشروع كل هذا الوقت، وما الإغراء الذي دفعك لقبول هذا العرض؟

هو إغراء واحد ولم يكن ماديا، لكن كل الحكاية، لما يكون عندك بنت وعايزة تجوزيها هتجوزيها للي بيحبها مش للي هيدفع أكتر، وهذا ما حدث مع هاني أسامة صاحب الشركة المنتجة، الذي كان يقرأ روايات رجل المستحيل في صغره، وشغوف بها، وعندما يكون المنتج شغوفا بالشخصية، فهذا يضمن أن يخرجها بشكل جيد على الشاشة، ويحافظ عليها

هل تابعت تجربته مع فيلم «هيبتا ؟»

نعم بالطبع، ودخوله في مشروع «هيبتا » كان مغامرة، وكان له قبلها عمل متميز آخر هو «لمؤاخذة »، فلديه روح حلوة، كما أنه يحب الشخصية، وسيحرص على تقديمها كما يتمنى الآلاف من الشباب مشاهدتها، خاصة وأنني لن أعيش إلى الأبد، لكن الشخصية لابد أن تعيش، وهذا ما جعلني أوقف السلسلة في ذروة نجاحها.

قمت بالكتابة للسينما والتلفزيون من قبل فى فيلم «الرهينة » ومسلسل «العميل ،»1001 وبعضها لم يخرج بالشكل الذي يرضيك، فهل تضمنت شروط العقد أن تكون مشرفا على العمل مثلما فعلت كي جي رولينح مع «هاري بوتر ؟»

بالفعل، حيث يضمن لي العقد حق الإشراف، فأنا لن أقوم بكتابة السيناريو، لكني سأكون مشرفا على كاتب السيناريو.

هل سيتضمن العمل موضوعات روايات السلسة، أم سيأخذ فقط الملمح الأساسي لشخصية أدهم صبري؟

هو سيأخذ حق استغلال الشخصية، وبعدها سيوظفها كما يريد، وأنا اقترحت أن يكون العمل المقبل جديدا، وأعطيته معالجة، حتى يشاهد المتفرج شيئا لم يقرؤه من قبل، فهناك نوعان من المشاهدين، نوع قرأ رجل المستحيل، ونوع لا يعرفه أصلا، أو سمع عنه دون أن يعرفه، والفيلم يجب أن ينجح في توصيل الشخصية للذي لا يعرفها، وليس لمن يعرفها أصلا.

هل يمكن أن تنجح شخصية البطل أدهم صبري في ظل وجود شخصية البلطجى التي تقدم الآن وتوصف بـ «الأسطورة ؟»

طول عمري، وأنا مقتنع أن الخير يغلب على البني آدم وليس الشر، يعني مثلا ظهرت موجة أغاني هابطة جدا، وقالوا أصل الناس عايزة كده، وبعدها ظهر كاظم الساهر، وتفوق بشدة، لماذا؟، لأن الناس تريد الشئ النظيف، لكنها لا تجده، وأرى أن شخصية ناصر الدسوقي التي قدمها محمد رمضان، كارثة، ولا يهمني أنه قدم حملة لمكافحة المخدرات، لأنه قدم ما هو أسوأ من المخدرات، قدم صورة سلبية جدا للبطل.

ولا شك أن كتابة وصناعة شخصية مسئولية كبيرة لأن الناس سترتبط وتتأثر بها، وعلى الكاتب والممثل أن يعرف ماذا يقدم، وألا يحكمه منطق السبوبة، بمعنى أنه ليس كل فنان له شعبية، ننتج له عملا، حتي ولو كان يؤدي دور البلطجي لأن الناس تحب الشخصية دون أن يهمها إن كان قاتل أو تاجر مخدرات، فهو قوي بل ومحبوب من الجميع.

والعمل المنتظر هل سيكون سلاسل درامية تقدم في رمضان المقبل، أم فيلم سينمائي؟

في الأكشن، أفضل السينما، لأنها قادرة على إبرازه بشكل أفضل، وأيضا قادرة على إبراز الشخصية، بشكل أفضل من الدراما، لأن فكرة الـ 30 حلقة، تجعل المخرج يمط ويطول ليمأ فراغ الحلقات الـ 30 ، ولو قدم «رجل المستحيل » في التلفزيون، ستكون حلقات درامية، كل 3 حلقات قصة، فقد جربت نار الدراما في «العميل .»1001

لكن «العميل »1001 نجح جدا فلماذا؟

نجح على حسابي، وحساب رؤيتي، فأنا أريد صناعة عمل متكامل، المسلسل يوقعك في فخ الشرح والثرثرة، لكن إيقاع السينما سريع، وهي سمة العصر، مثلا في رمضان رغم زحمة المسلسلات، لن تستطيع متابعة سوى عمل أو اثنين، وفي سنوات كثيرة كنت أعرف بالصدفة أن هناك مسلسلا للطيفة، وآخر لمحمد منير وهكذا، فوسط هذا الزحام يستحيل متابعة الأعمال خصوصا الجيدة منها.

ألا تعجبك المسلسلات بشكل عام؟

أنا أكره المط والتطويل، وصنم الـ 30 حلقة الذي خلقناه وصرنا نعبده، مثلا أعجبت بتجربة مسلسل «نصيبي وقسمتك »، حلقات متصلة منفصلة، بنفس الأبطال، فنجح بشدة وكسر حاجز الملل، ويحسب له نجاحه خارج سباق رمضان، وبعد رمضان الماضى تابعت بإعجاب شديد مسلسل «جراند أوتيل » الذي أعطاني الصورة المثالية الجميلة عن البلد، تماما كما تفعل المسلسات التركية، ناس راقية، دون ألفاظ بذيئة، إلى جانب الجذب السياحي.

تقول إن العمل سيغلب عليه طابع الأكشن، أليس عمل المخابرات عقليا أكثر منه حركيا؟

في مواقف كثيرة كان رجل المخابرات أدهم صبري، يصارع ويتصرف بعقله، لكن لن يرضي هذا كل المنتجين، كما أن المخرجين الجدد، يحبون إبراز مهاراتهم في الأكشن، الذي يفضله الجمهور، رغم أننا لم نجرب العكس، فدائما نقول «الجمهور عايز كده ،» فلماذا لا نعطي الجمهور كل شئ ونجعله يختار.

من محمود حميدة إلى أحمد عز، وأخيرا أحمد السقا وحسن الرداد، من النجم الذي يصلح لأداء شخصية أدهم صبري؟

أنا لم أقل محمود حميدة أبدا، كان هذا مجرد اجتهاد من صحفي، أما اختياري أحمد عز فلأنه كان مجرد موديل في البدايات، وقدم دورين في فيلمي «الشرف » و «كلام الليل »، ولما بدأنا نفكر في تحويل رجل المستحيل إلى سينما عام 1999 ، عرضوا علي مجموعة من الصور فاخترته، ولم يكتمل مشروع الفيلم وقتها، ثم عرض علي منتج أردني تمويل الفيلم، لكن بأبطال أردنين، فلم أوافق لأن البطل يجب أن يكون مصريا.

ذكرت إحدى صفحات فيسبوك تحمل اسمك، إن أحمد السقا سيكون أدهم صبري، ما أثار اعتراض الكثيرين، فما ردك؟

أريد أن أقول على لساني أنه ليست لي أية صفحة على فيسبوك، هذه صفحة مزيفة يدون عليها شخص ما باسمي، أنا لا أدخل فيسبوك أو تويتر، ووسيلتي الوحيدة للتواصل عبر الإنترنت هي موقع د. نبيل فاروق دوت كوم، لأني لست من الجيل الذي يفضل فيسبوك.

هل رشحت نجما آخر لأداء الدور؟

لم ارشح أحد، قمنا بعمل استفتاء، و 82 % من الجمهور اختاروا يوسف الشريف، ويوسف صديقي منذ بداياته معي في مسلسل «العميل »1001 ، وأنا أرى أنه الأقرب للدور، خصوصا أن الناس أجمعت عليه.

لكن هناك من قال إياد نصار أو ظافر العابدين!

لا يمكن أن يؤدي أحد شخصية أدهم صبري سوى فنان مصري، ومخرج مصري ومنتج مصري، حتى أن منتجا سعوديا أراد دفع مبلغ ضخم لإنتاج العمل لكني رفضت.

ألم تكن تريد وجها جديدا؟

هذا حلم، فمن المنتج الذي يغامر بعمل ضخم بوجه جديد، لابد من وجود نجم لكي يبيع الفيلم، وفي هوليود مثا يدخلون الفيلم حسب اسم المخرج، مثل ستيفن سبلبيرج، لكن هنا يشاهدون الفيلم لأن بطله أحمد السقا أو كريم عبد العزيز.

ولماذا رفضت أن يلعب أحمد السقا هذا الدور؟

أحمد ممثل جيد لكنه ليس كاراكتر أدهم نهائيا، فهو يميل إلى العصبية، بينما أدهم هادئ ورصن.

وهل يمكن أن نرى أيضا سلسلة «ملف المستقبل » على الشاشة؟

لا أعتقد، من الممكن أن تقدم فى عمل رسوم متحركة، لكن لا يوجد في مصر منتج قادر على إنتاج عمل بهذه الضخامة.

وماذا عن شخصية منى توفيق زميلة أدهم والوجه النسائي في رجل المستحيل؟

سنقدمها بشكل مختلف عن الروايات، وستكون أكثر قوة وجرأة.

وهل اخترت النجمة التي ستؤدي دورها؟

لا لم يقع اختيارنا عليها بعد، فنحن لدينا نقص في الوجوه النسائية، فالبطات عندنا إما فتاة شعبية، أو فتاة مودرن «هايفة »، ونحن نفقتد الفتاة المصرية الرقيقة العادية.

وماذا عن شخصية خبير التزييف قدري؟

اخترنا محمد ممدوح بالإجماع، فهو فنان موهوب جدا، يذكرني بالراحل خالد صالح، فلم نختلف كثيرا عليه.

هل لديك مشاريع درامية أخرى؟

نعم، أتفق حاليا على تحويل رواية «أرزاق » إلى عمل درامي.

كانت رواية «أرزاق » من الأعمال الاجتماعية التي ناقشت أحوال المجتمع المصري حتى عصر السادات، ألن تكملها؟

لا أعتقد، لكني أكتب حاليا رواية جديدة بعنوان «الفقاعة »، تتكلم أيضا عن المجتمع المصري منذ وفاة السادات وحتى الآن.

«الفقاعة » يبدو اسم عمل خيال علمي؟

لا هي ليست خيالا علميا، لكن الفقاعة تعني أنك ممكن أن تصنع كيانا كبيرا، لكن هذا الكيان في النهاية يصبح فقاعة كبيرة سهل إنهاؤها.

ومتى سيرى مشروع «رجل المستحيل » النور؟

لازالت هناك مراحل كثيرة، كتابة السيناريو، واختيار فريق الممثلن وكل ذلك لم يحسم بعد.

    الاكثر قراءة