يعد مسجد الشيخ حسانين أحد أهم وأعرق مساجد محافظة الدقهلية ويقع المسجد في وسط مدينة المنصورة ويتكون من مسجد للصلاة ومقام الشيخ حسانين ومعهد لإعداد الدعاة ومركز لتدريب الأئمة واستراحة للدعاة الوافدين ودار للمناسبات ومركز لتحفيظ القرآن ، كما يوجد به مصلى للنساء.

ولهذا المسجد قيمة كبرى عند زواره، فقد ارتبط اسمه بأحد العارفين وهو الشيح حسانين، والذى قدم من إحدى قرى المحلة للمنصورة وعرف بين الناس بكراماته ، وبنى مسجدا باسمه لما تركه بين الناس من حب واحترام وتقدير ، فلقد كان كثير العطاء ومبدأه الزهد والايثار وحب الخير للجميع. ويقول الشيخ إبراهيم حسن إمام وخطيب مسجد الشيخ حسانين لـ "دار الهلال": "

سمي هذا المسجد باسم الشيخ حسانين الشهاوي وهو من الأولياء ، وولد الشيخ حسانين في منية البصل إحدى قرى المحلة بمحافظة الغربية، ثم جاء الشيخ للمنصورة واستقر بمكان المسجد الحالي ،وكان محفظا للقرآن ، وكان يوجد آن ذاك رجل من الأثرياء اسمه القريعي باشا ،وكان كثير التودد لأهل القران ،وكثيرا ما أحب الشيخ حسانين لما سمع عن كرماته وحبه الشديد للدين والاسلام ، فبنى القريعي باشا مدرسة لتحفيظ القران الكريم وتعليم القراءة والكتابة وأمور الدين تحت إدارة الشيخ حسانين. وواصل حديثه قائلا: وبنى المسجد عام 1883 تقديرا للشيخ المتصوف الزاهد، وبعد وفاته تم دفنه داخل المسجد ولكن مع مرور الوقت وتعديل المبنى تم نقل القبر خارج المسجد ، ويعتبر المسجد من أعرق المساجد في محافظة الدقهلية ..

فهو بمثابة تحفة معمارية، وهو على مساحة 1000متر، وتم تطوير المسجد عام 1970، فقد تم تجديده مايقرب من ثلاث مرات ، وكان أخر ما تم للمبني من تعديل أو تطوير عندما تم هدمه بالكامل في عام 1999 وإعادة بنائه في عام 2009 . وبعد إعادة البناء تم افتتاحه في 12 فبراير عام2009 وحضر الافتتاح الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف والأمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق والذي أعتلا المنبر الحالي لإلقاء خطبة الجمعة ، كما رافقه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية في ذلك الوقت.

ومن الجدير بالذكر أن الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق رحمة الله عليه ألقى خطبة الجمعة يوم افتتاح المسجد وكانت آخر جمعة خطبها في مصر ، وذلك قبل وفاته رحمة الله عليه أثناء رحلته للحج ودفنه بالبقيع. وأضاف: ويأتي لزيارة المسجد المئات من كل المحافظات لتحتفل سنويا بمولده في شهر أغسطس من كل عام، وجاءت التجديدات ليصبح المسجد منارة لتدريس واستقبال الدعاة فهناك: "معهد إعداد للدعاة ومركز تدريب الأئمة واستراحة للدعاة الوافدين ودار للمناسبات ومركز لتحفيظ القرآن ،ومصلى للنساء.

ودائماً ما يمتلأ مسجد الشيخ حسانين بالمنصورة ، بالمصلين في شهر رمضان المبارك من داخل المسجد وخارجه ، ويجلس أمامه الكثيرون ويصلى به المئات من داخل المنصورة وخارجها ، وصلى به المنشدون محمد الكحلاوي والمنشد سيد النقشبندى والشيخ نصر الدين طوبار ،كما زارته إذاعة القرآن الكريم أكثر من مرة. وعقب صدور قرار غلق المساجد تجنبا لانتشار عدوي فيروس كورونا في كل مساجد الجمهورية ، تم غلق مسجد الشيخ حسانين ، هذا ما أثار الحزن في نفوس كل من زواره ومحبيه ومن اعتادوا على الصلاة والتعبد فيه خصوصاً في شهر رمضان الكريم وصلاة الجمعة والتراويح.

وأنهى حديثه قائلا: وسمي الميدان الذي يوجد به المسجد ميدان الشيخ حسانين ، نسبة للمسجد وشهرته الواسعة ، وأطلق أيضا اسم الشيخ حسانين على معظم الخدمات الموجودة في هذه المنطقه مثال " مستشفى الشيخ حسانين ،صيدلية الشيخ حسانين ، وعسال ، ومحلات للفراشة، ومفروشات ، ومطاعم وعيادات ومراكز علاج ، وغيرها...." ، كما يطل المسجد على أكثر من ناصية، كناصية العباسي وهو يعد من أشهر شوارع المنصورة ، وناصية محمد فخري .