وصف أحمد عبد العزيز سلام، المستشار الإعلامي الأسبق في بكين، والخبير في الشأن الصيني، ما وصلت اليه العلاقات المصرية الصينية حاليا، بأنه تميز يعبر عن تاريخ طويل من التعاون.
جاء لك خلال ندوة افتراضية اقامها المركز الثقافى الصينى بالقاهرة ، اليوم السبت، عبر تطبيق زووم، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
وأشرف على الندوة المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة، شي يوه وين، وحاضر فيها أحمد عبد العزيز سلام المستشار الاعلامي الأسبق في الصين، الخبير في الشأن الصيني، والدكتور الصاوي الصاوي أستاذ الفلسفة بجامعة بنها، وشارك فيها عدد كبير من الخبراء وأساتذة الجامعات من مصر والصين والدول العربية وآسيا.
وقال أحمد سلام خلال محاضرته فى الندوة: :الحزب الشيوعي الصيني يحتفل فى يوليو المقبل بالذكرى المئوية لتأسيسه؛ مضيفا أن الحزب الشيوعي الصيني يعد بمثابة الدعامة الأساسية لتطور الثورة والبناء والإصلاح في الصين، وأن الحزب دائما ما كان متوحدا وقاد جموع الشعب من مختلف القوميات (56 قومية) للتغلب على جميع أنواع المخاطر والتحديات، وجميع أنواع الصعوبات والعقبات، الداخلية والخارجية، والسعي الدائم للتقدم، والإصرار على العمل الجاد، وخلق معجزة التنمية الاقتصادية السريعة والطويلة الأمد - والاستقرار الاجتماعي. لم يؤد ازدهار الصين وإحياء الأمة الصينية إلى مستقبل مشرق للصين فحسب، بل قدم أيضًا مساهمات إيجابية في تعزيز السلام والتنمية العالميين، خاصة للدول النامية".
وأشار "سلام" الى أنه بعد أكثر من 70 عامًا من تأسيس جمهورية الصين الشعبية زاد الناتج المحلي الإجمالي للصين بأكثر من 1600 مرة ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، اضافة الي بناء نظام صناعي حديث متكامل ، وأصبحت الصين أكبر دولة صناعية في العالم مع أكبر شبكة اتصالات متنقلة للجيل الخامس ، وشبكة سكك حديدية فائقة السرعة.
وقال أنه بعد فترة من بدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في 1978 بالصين وهي السياسة الوطنية الأساسية ذات الخصائص الصينية والتي أطلقها الحزب في ذلك الوقت بزعامة دينغ شياو بينغ، حققت الصين نموا بسيطاً في البداية ، لكن سرعة ذلك النمو واستدامته لا تزال تتجاوز التوقعات، مما يعد معجزة بكل المقاييس بطلها الحقيقي الحزب الشيوعي والمواطن الصيني.
ولفت إلى أنه خلال الـ30 عاما الماضية، من خلال دراسته بجامعة بكين، ثم زياراته والمهام الرسمية التي كان يوفد إلى الصين، ومنها التغطية الاعلامية لولمبياد بكين ثم الفترة من 2009 إلى 2013، حيث عمل مستشاراً اعلاميا لمصر لدي الصين، شهد ولمس التطور السريع لولوج المعجزة الصينية، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وتحدث في كلمته عن أهم الانجازات التى حققتها الصين وذكر منها علي سبيل المثال ، النجاح في مكافحة فيروس "كوفيد 19" بل ومساعدة عدد كبير من دول العالم للقضاء علي هذا الفيروس ومحاربته حيث قدمت الصين المساعدات الطبية إلى 69 دولة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقدمت على التوالي المساعدة لأكثر من 120 دولة نامية لتنفيذ أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية.
وعن مكافحة الفقر والفضاء عليه ذكر بعض الاحصاءات والارقام فمثلا في عام 1978، كان معدل انتشار الفقر الريفي في الصين 97.5٪؛ وفي عام 2020، تم الانتصار الكامل في معركة التخفيف من حدة الفقر في الصين وتم انتشال ما يقرب من 100 مليون من فقراء الريف، و128 ألف قرية فقيرة وتم تحقيق هدف الحد من الفقر لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 قبل الموعد المحدد أي في 2020 والعمل على الوصول للعيش الرغيد للمواطن الصيني.
ورداً على سؤال حول أهم الانجازات التى حققتها الحكومة الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، قال إن الصين عززت منذ ثمانينيات القرن الماضي إصلاحات تهدف إلى توسيع دور السوق. وقد شهد ذلك العقد ظهور العديد من الشركات.
ومنذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008، اكتسب القطاع الخاص في الصين أهمية كبرى ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد. و يساهم حاليا بأكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وأكثر من 70% من الابتكار التكنولوجي للصين، ويوفر أكثر من 80% من العمالة الحضرية في البلاد.
وختم سلام محاضرته بأن الحزب الشيوعي الصيني نجح في عيده المئوي في تحقيق إنجازات تاريخية وكتب أكثر الفصول التي تستحق الثناء والتقدير في تاريخ الصين الحديث. وفي حقيقة الأمر، فإن الحديث عن هذا الموضوع يحتاج إلى أوقات طويلة وأكثر من محاضرة. وانتهز هذه الفرصة لتهنئة الشعب الصيني وحكومته بهذه المناسبة المتميزة. ولا شك أن فلسفة الحكم وخبرة الحزب فى إدارة البلاد تستحق الاقتباس والتعلم واراها نموذجا لابد من اقتباس مايناسب كل بلد للتعلم منه والاستفادة من تجاربه.