الخميس 16 مايو 2024

بالفيديو .. وزير الآثار :  اكتشاف أثري يبشر بالمزيد في «تونا الجبل»

13-5-2017 | 19:00

أنهت بعثة حفاير كلية الآثار بجامعة القاهرة  المشتركة مع جامعة ميونخ، برئاسة الأستاذ الدكتور صلاح الخولي، والعاملة بمنطقة تونة الجبل في مركز ملوي بمحافظة المنيا، أعمال الموسم الأثري، بالإعلان عن كشف أثري هام، حيث تمكن الفريق المصري التابع لكلية الآثار، بالكشف عن خبيئة مومياوات كبرى، عبارة عن جبانة جماعية ( كتاكومب ) تحت الأرض، بها سراديب وممرات متعددة تضم عشرات المومياوات والعديد من التوابيت الحجرية والفخارية .


وأكد الدكتور خالد العناني وزير الآثار ، في لقاء حصري مع الهلال اليوم داخل أبعد نقطة توصلت إليها البعثة الأثرية، والتي من من المنتظر استكمالها العام الأثري المقبل، أن التنقيب عن بقية أجزاء الجبانة المكتشفة سيتواصل لمعرفة ما يكمن خلف جدران المقبرة التي تقع على عمق أكثر من ثمانية أمتار تحت الأرض.
وأضاف العناني أنه منذ عام 2015 قام الجانب المصري، بعد تحديد بعض الشواهد الأثرية في الموقع الموجود إلى الشرق من جبانة الحيوانات، بعمل مسح جيوفزيقي مستعينًا بقسم الجيوفيزيقا بكلية العلوم جامعة القاهرة ، وقد بينت الأجهزة وجود فراغات متعددة تحت الأرض .


وبدأت أعمال الحفر والتنقيب في هذا الموقع في الموسم الماضي نهاية 2016،  وواصلت العمل في هذا الموسم اعتبارًا من شهر أبريل وحتى تاريخه ، ونجحت في الكشف عن بئر مربع منحوت في الصخر نزل بعمق ثمانية أمتار تحت الأرض، ينتهي بمجموعة من الدهاليز والممرات المنحوتة في الصخر , ثم ظهر بئران آخران إلى الغرب والشمال الشرقي من البئر الأول ينتهيان إلى  نفس الممرات السفلية .


وتفرعت ممرات في كل الاتجاهات من الممر الرئيسي الذي يمتد شرقًا وغربًا، وعثر فيها على عدد من المومياوات بعضها في حالة جيدة وبعضها في حالة سيئة نتيجة لعبث لصوص المقابر الذين يبدو أنهم نجحوا في الوصول إلى هذه الجبانة في فترات سابقة, وعثر في تلك الممرات على سبعة توابيت حجرية وتابوتين من الفخار.


وظهر في امتداد الممر الرئيسي،  ممر آخر يتجه نحو الشمال وينتهي ببوابة حجرية على جانبيه عدد من المومياوات والبقايا الآدمية مبعثرة على الجانبين .


وخلف البوابة الحجرية، ظهر ممر صاعد يتجه نحو  الشرق يبدو أنه سوف يؤدي إلى أحد المداخل الرئيسية لهذه الجبانة وجارٍ البحث عن هذا المدخل, و تكشف هذه الممرات الرئيسية  والمتفرعة عن جبانة آدمية ضخمة هي الأولى من نوعها في مصر.


بلغ عدد المومياوات التي عثر عليها وتبدو في حالة جيدة نحو سبع عشرة مومياء، من بينها أربعة لأطفال وثلاث لنساء وبعض مومياوات للقرد المقدس رمز المعبود «تحوت», بالإضافة إلى العديد من مومياوات أخرى لم يتم استخراجها بعد.


وتبين من أسلوب التحنيط ومستواه المرتفع وكم اللفائف المستخدمة للمومياوات والتي كانت في الأغلب مغطاة بأقنعة جصية مذهبة ، أن هذه الجبانة يبدو أنها كانت مخصصة لطبقة ذات مستوى اجتماعي مرتفع، لعلها في الغالب تخص كهنة المعبود «تحوت» , والذين عثر الجانب الألماني في مواسم سابقة على مساكنهم المعروفة بالبيوت البرجية جنوب هذا الموقع.


واحتوت بعض المومياوات على كتابات بالخطين الديموطيقي واليوناني عند أقدامهم، وعثر فيها على برديتين بالخط .

ومن المنتظر أن يتم اكتشاف المزيد من المومياوات مع استكمال عمليات الحفر والتنقيب في العام الأثري المقبل.